الموسيقى تتحدى كورونا والأوضاع الصعبة في لبنان

مهرجان 'بيروت اند بيوند' الموسيقي يقيم دورته السابعة في 16 مكانا في العاصمة، مستضيفا 25 فنانا لبنانيا.
الدخول مجاني للجميع لدعم المشهد الموسيقي اللبناني
دورة واجهت صعوبات عدة أهمها مشكلة استقدام الفنانين الأجانب
المهرجان يضم عددا من الأسماء المعروفة في مجالي الموسيقى الإلكترونية والكهربائية

بيروت - بعد تأجيل نحو الشهرين بسبب عوامل سياسية واقتصادية وصحية انطلقت في مسرح زقاق بالعاصمة اللبنانية بيروت الدورة السابعة من مهرجان (بيروت اند بيوند) وسط حضور جماهيري لافت غلبت عليه فئة الشباب.
ورغم تأجيله من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط وتعديل برنامجه تدفق هواة الموسيقى والفن لحضور الافتتاح الذي أحياه الموسيقي اللبناني الفرنسي بشار مار خليفة وألهب الحدث حماسا.
وقالت مديرة المهرجان أماني سمعان "لم يكن متوقعا هذا العدد الهائل من الحضور المتنوع (لبناني وأجنبي وعربي) الذي تحدى الظروف كافة ليحتفل بالموسيقى وحرية التعبير والترفيه وهي أهداف المهرجان أساسا".
وأضافت "أصررنا على مجانية الدخول استثنائيا هذا العام لنتيح للجميع الاستمتاع بالموسيقى ودعم المشهد الموسيقي اللبناني وخصوصا الأندرغراوند بكل تنوعاته من الجاز إلى الإلكتروني والكهربائي وغيره مستضيفين 25 فنانا لبنانيا في 16 مكانا مختلفا في بيروت".
وتابعت قائلة "المسرح يسع 350 شخصا فيما حضر 750 حشروا أنفسهم وقوفا وتوزعوا بين المسرح الأساسي والمدخل والدرج والقاعة المجاورة".
وواجهت المهرجان صعوبات متعددة حتى خرج للنور تمثلت في البداية في المظاهرات المحلية والضغوط الاقتصادية ولاحقا انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية في لبنان لمدة أسبوعين.
وقالت أماني "هذه الدورة واجهنا صعوبات جمة أهمها مشكلة استقدام الفنانين الأجانب المستقلين ورواد الموسيقى البديلة في العالم العربي والغرب، إضافة إلى مشكلة الدفع بالدولار وإجراء التحويلات للخارج والحصول على تأشيرات دخول للفنانين، لكن مشهد الافتتاح أنسانا كل التحديات ورد الروح لبيروت الفن والثقافة رغم كل شيء".

أحيا القسم الأول من الافتتاح المغني والمؤلف الموسيقي بشار مار خليفة المعروف أوروبيا والمحبوب لدى اللبنانيين من خلال حفلاته المشتركة مع ابيه مارسيل خليفة وأخيه رامي.
وقدم مع عازف البايس الفرنسي الكسندر انجلوف وعازف الدرامز الهولندي دوجان بويراز على مدى ساعتين تقريبا مقطوعات وأغان من ألبوماته الأربعة.
ويتميز خلفية بألحان يضعها بنفسه يستمدها من أنماط موسيقية شعبية في لبنان وسوريا والمغرب ومصر وفلسطين ومن ثقافات ولهجات متعددة مثل النوبية والبدوية دامجا إياها بالإيقاعات الإلكترونية والشعر العربي.
وبعد انتهاء فقرته طالبه الجمهور بالمزيد صارخا باسمه فعاد الشاب الثلاثيني الذي حيا "الانتفاضة الشعبية" وأنشد بعض الشعارات السياسية التي رددها المتظاهرون في الشارع ملحنا إياها على طريقته.
وبعدها أدى على طريقته الخاصة أغنية (يا هوا بيروت يا هوا الايام) التي قال لرويترز إنه سجلها في بيته في الجبل ضمن اسطوانة كاملة في ديسمبر كانون الأول عندما جاء ليشارك في مهرجان "بيروت اند بيوند" الذي تأجل حينها.

وحول انطباعه عن الحفل قال "هذا حفل استثنائي بالنسبة لي فهو في بيتي الأحب على قلبي، أنا بيروتي وموسيقاي مستمدة من ذكريات طفولتي التي ضاعت بسبب الحرب والهجير ومن الثقافات العربية والأجنبية التي عرفتها، وأنا هنا لأنني أدعم الثورة التي هي ثورتي كلبناني لأننا كشعب نشعر للمرة الأولى بصوتنا العالي".
وأضاف "موسيقاي حرة لا أصنفها ولا أؤطرها فهي موجودة لتجمع الناس وتمتعهم وأترك للمستمع والصحافة ان تؤولها وتصنفها".
وبعد خليفة قدم الموسيقي وصانع الأفلام طوني جعيتاني على مدى 40 دقيقة أحدث أغانيه ومقطوعاته الإلكترونية التي تخللتها نفحات شرقية.
وجاء الختام مع تجربة دمجت بين الجاز والموسيقى الإلكترونية مع عازف البيانو طارق يمني وليليان شلالا اللذان قدما تجربة ثنائية ارتجالية للمرة الاولى.
ويضم برنامج مهرجان (بيروت اند بيوند) عددا من الأسماء المعروفة في مجالي الموسيقى الإلكترونية والكهربائية إضافة إلى حفلات مخصصة للجاز والصوفية والراب والموسيقى العربية.
وفي ثاني أيام المهرجان السبت يلتقي الجمهور مع حفلين، الأول لفنان الراب جعفر الطفار الذي يستمد أغانيه من المشكلات الاجتماعية وقضايا الفقر والقهر والتهميش بينما الحفل الثاني مع فرقة زيد حمدان آند ذا وينغز في مسرح مترو المدينة بمشاركة المغنية السورية لين أديب والمغنية اللبنانية ماري أبو خالد وبمصاحبة فرقة الروك السورية (طنجرة ضغط).