الميليشيات تحاول إحباط جهود السلام في ليبيا

مسلحون يختطفون مواطنين قادمين من المنطقة الشرقية عبر مطار بنينا في بنغازي إلى مطار معيتيقة في طرابلس.
عملية الاختطاف تثبت مرة اخرى ان الميليشيات معضلة حقيقية امام جهود السلام
لا يستبعد الدور التركي في احداث توتر بين المنطقتين الشرقية والغربية لانهاء جهود السلام

طرابلس - تسعى المليشيات في المنطقة الغربية إلى إحباط جهود السلام في ليبيا رغم تحقيق كثير من التقدم لحل الأزمة.
واعترفت حكومة الوفاق بقيام مسلحين تابعين للميليشيات باختطاف مواطنين قادمين من المنطقة الشرقية عبر مطار بنينا في بنغازي الى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس.
وادانت وزارة داخلية الوفاق في بيانها الجمعة هذه العملية قائلة ان "هذه الأفعال ترتكبها مجموعة من الاشخاص لخدمة مصالح ومارب شخصية لهم لا تمثل حكومة الوفاق الوطني ولا نخدم الصالح العام للبلاد".
وأكدت داخلية الوفاق "ان هذا العمل الغير المسؤول لا يصب في مصلحة الوطن بل يزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويقوض مسار المفاوضات الجارية حاليا لايجاد حل للازمة الليبية والخروج بالبلاد الى بر الامان".

والشهر الماضي استؤنفت الرحلات الجوية بين العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي، وهما مقر السلطتين المتنافستين في البلاد، عقب عام ونصف العام من التوقف وذلك على خلفية التقدم في مفاوضات السلام.
واجتمع الليبيون في عدة جولات حوارية في المغرب ومصر وجنيف ادت الى توافقات بينها اقرار وقف اطلاق النار وتحديد طبيعة النظام السياسي والدستور الليبي القادم.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الاسبوع الماضي أنّ الجولة الخامسة من المحادثات العسكرية الليبية ستنعقد للمرة الأولى داخل البلاد وبالتحديد في غدامس.
وحققت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) خطوة ثانية مهمة نحو بناء الثقة بين الفرقاء الليبيين، بعد أن وضعت بغدامس، ، آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار دائم، الموقع في جنيف.
لكن هذا التقدم السياسي الذي رحبت به عدد من الدول الاقليمية والدولية يلاقي معارضة من قبل عدد من الميليشيات غير المنضبطة بينما تنظر اليه تركيا بكثير من الريبة.
والاسبوع الحالي التقى نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم قيران، ، وفدا ليبيا ادعى انه ممثل للقبائل في الغرب الليبي.
وقال قيران في تغريدة عبر تويتر، إنه استقبل ممثلي قبائل الطوراق والتبو والأمازيغ، التي تشكل جزءا مهما من الشعب الليبي، وأجرى مشاورات معهم.
وشدد على أن تركيا ستواصل أداء المهمة التاريخية التي تقع على عاتقها من أجل إحلال الأمن والسلام في ليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيها في خطاب يفهم منه ان انقرة ترفض كل نتائج الحوار وانها مصممة على دعم الميليشيات وحالة الانقسام.
وقالت مصادر أمنية تركية، إن الجيش التركي سيواصل التواجد في ليبيا طالما تريد حكومة الوفاق ذلك.
وتعكس الخطوات التركية الموازية لجهود السلام الدولية حالة القلق التركي خاصة وان المطالب الاساسية من قبل الليبيين هي خروج المرتزقة والقوات الاجنبية من ليبيا وانهاء كل الاتفاقيات المهددة لسيادتها.
وحالة القلق من قبل تركيا يعكس قلق الميليشيات من إنهاء حالة الانقسام وإعادة قوة الدولة وهي البيئة التي يمكن أن تترعرع فيها تلك التنظيمات.
وكان الجيش الوطني الليبي حذر مرارا من ان تلك الميليشيات قادرة على تهديد جهود السلام بين الليبيين وانه لا حل لانقاذ البلاد الى بتفكيكها ونزع سلاحها ومنع ارتهانها للاجنبي.
ويرى مراقبون انه ليس بالسهل ان تترك تركيا مواقعها في ليبيا دون ان تحفظ مصالحها خاصة وانها انفقت الكثير من الأموال وقدمت دعما عسكريا غير مشروط للميليشيات.
وكانت مصر تمكنت من تحقيق نقلة في المباحثات الليبية ليس فقط باستضافة بعض الجلسات الحوارية والتفاوضية ولكن من خلال عزمها على التقريب بين الفرقاء السياسيين في ليبيا وهو أمر لم تنجح فيه تركيا الذي استعدت جزء هاما من المكونات السياسية.
وفي هذا الصدد وصل وزير الداخلية فى حكومة الوفاق الليبية، فتحى باشاغا، إلى القاهرة الأربعاء، على رأس وفد فى زيارة لمصر هى الأولى منذ توليه مهام منصبه، يبحث خلالها سبل دعم التعاون بين الجانبين، وأحدث التطورات على الساحة الليبية.
ويظهر جليا ان القاهرة تمكنت من كسب نقاط على حساب تركيا وأطماعها في الجارة ليبيا ما يضاعف مخاوف انقرة ويضعها في عزلة.