الناتو يترك أوكرانيا وحيدة في مواجهة توتر بحري مع روسيا

أمين عام حلف شمال الأطلسي يكتفي بدعوة موسكو إلى الإفراج عن السفن الأوكرانية الثلاث وطواقمها التي تحتجزها روسيا منذ أكثر من أسبوع، رافضا التعهد بأي دعم إضافي لكييف في وقت يسعى فيه إلى تجنب تصعيد الأزمة.

حلف الأطلسي يتجنب دعم كييف عسكريا في نزاعها البحري مع موسكو
موقف الناتو يخيب آمال كييف التي راهنت أكثر من اللازم على دعم لم يأت
حلف الناتو يميل للتهدئة مع روسيا وإنهاء التوتر البحري بالحوار

بروكسل - اكتفى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في خضم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا بدعوة موسكو إلى إنهاء مواجهتها البحرية مع كييف، في موقف من شأنه أن يقوي شوكة الروس ويضعف الموقف الأوكراني حيث كانت الحكومة الأوكرانية تعول على دعم أكبر من الناتو وسبق أن طالبته بتحريك سفنه في البحر الأسود للضغط على الجانب الروسي وإجباره على الإفراج عن سفنها الثلاث وطواقمها التي يحتجزها.

وقد طالب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ روسيا الاثنين بإنهاء مواجهتها البحرية مع أوكرانيا لكنه رفض التعهد بأي دعم إضافي لكييف في وقت يسعى فيه إلى تجنب تصعيد الأزمة.

ويتوقع أن يلتقي وزراء خارجية الدول الـ29 الأعضاء في الحلف بوزير الخارجية الأوكراني الثلاثاء لمناقشة الأحداث الأخيرة في بحر آزوف حيث احتجزت القوّات البحرية الروسية ثلاث سفن أوكرانيّة و24 بحارا الأسبوع الماضي.

وسيتطرق الوزراء كذلك إلى "معاهدة القوى النووية متوسطة المدى" (آي إن إف) التي أعلنت واشنطن أنها ستنسحب منها ردا على الانتهاكات الروسية في وقت تعهد فيه ستولتنبرغ بالتعامل مع المسألة بشكل "محسوب ومتناسب".

واستغل القادة الأوروبيون اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي جرت في بوينوس آيرس للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن النزاع مع أوكرانيا، لكن القوى الغربية تتوخى الحذر من اتخاذ أي خطوات قد تؤجج الوضع.

ويرجح أن يخيّب حلف شمال الأطلسي أمل الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو الذي كان دعاه لنشر قوات بحرية في بحر آزوف الذي يعد جزءا من البحر الأسود.

واكتفى ستولتنبرغ بدعوة روسيا إلى الإفراج عن البحارة والسفن والسماح بالوصول إلى الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف دون عراقيل.

وأكد أنه يتوقع من الوزراء أن يوصلوا "رسالة واضحة للغاية إلى روسيا" لكنه رفض تقديم أي إجراءات عملية جديدة داعمة لكييف.

وقال للصحافيين إن "حلف شمال الأطلسي كثف تواجده في البحر الأسود حيث تواجدت سفنه في البحر هذا العام لأيام أكثر بكثير من العام الماضي وبات لدينا المزيد من الرقابة الجوية وتواجد إضافي في البحر الأسود بشكل عام".

وأضاف "بالطبع سنراقب عن كثب الوضع في هذه المنطقة كذلك في ضوء ما شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية".

وفي تطور آخر نقل موقع روسيا اليوم الحكومي الاثنين عن الكرملين نفيه القاطع لصحة ادعاءات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو حول نية روسيا الاستيلاء على ممر إلى مدينتي ماريوبول وبرديانسك، مؤكدا أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط لإجراء اتصالات معه.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الاثنين إنه "كلام سخيف تماما ومحاولة أخرى لإثارة التوتر. من الواضح أن مثل هذه المحاولات ستستمر مع الأسف كلما اقترب موعد الانتخابات في أوكرانيا. روسيا لم تصادر أي شيء ولم تضع أي ممرات. إنه اتهام لا أساس له من الصحة على الإطلاق".

واعتبرت حادثة الأسبوع الماضي أول مواجهة عسكرية مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا منذ العام 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم وانخرط الانفصاليون المؤيدون للكرملين في الشرق في نزاع مع القوات الأوكرانية.