الناتو يخطط لإنشاء أول مكتب في دول مبادرة الحوار المتوسطي بالأردن

قرار إنشاء مكتب لحلف الناتو في الأردن يهدف إلى تعزيز الشراكة والعلاقة الثنائية وليكون حلقة وصل بين الحلف وجهات مهمة في المنطقة.

عمان - أعلن خافيير كولومينا نائب الأمين العام المساعد في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ، أن دراسة إنشاء مكتب للحلف في الأردن "لا تزال قائمة"، مؤكدا على أن الأردن "شريك مهم جدا" والمكتب سيسهم في تعزيز هذه الشراكة وجعلها أقوى.

ومن شأن المكتب أن يُعزز العلاقات الثنائية القائمة بين الحلف والمملكة بشكل أكبر، وسيكون بمثابة بوابة لتعزيز آفاق التعاون بين الحلف وشركائه في منطقة الجنوب، خصوصا في مجال الأمن السيبراني، فالاهتمام العالمي اليوم لا ينصب فقط على مواجهة الهجمات الإرهابية المباشرة، بل يتعدى ذلك إلى الأمن السيبراني.

وقال كولومينا في حديث لتلفزيون "المملكة" الأردني، أن عملية الاتفاق على إنشاء المكتب في الأردن "قد تستغرق وقتا" وتحتاج قرارا مشتركا ورؤية واضحة بين أعضاء الحلف من جهة، والسلطات الأردنية من جهة أخرى.

وبدأ التعاون بين الأردن والحلف منذ عام 2005، ويعتبر تدريب "الأسد المتأهب" العسكري الذي يشارك به الأردن بشكل مستمر عاماً بعد آخر جزءا من هذا التعاون.

كما وقع الجانبان أول حزمة لبناء القدرات الدفاعية في عام 2014 في مؤشر على قوة العلاقة بينهما وجرى تجديد هذه الحزم الدفاعية في عامي 2017 و2021.

وتطرق كولومينا إلى التحديات المتعلقة بالأمن والحروب والإرهاب، الذي يتصدر أولى التهديدات الرئيسية التي حددها الحلف، مبينًا أن "الناتو" عمل مع الأردن على هذا الأمر لعدة سنوات، إذ كان ذلك يتصدر أحدث حزمة بناء قدرات دفاعية للمملكة، التي أقرها الحلف في عام 2021.

وأوضح أن قرار إنشاء مكتب للحلف في الأردن "سيعود بالنفع على الطرفين" وسيعطي رسالة قوية جدًا وواضحة على قوة الشراكة بين الأردن والحلف، مؤكدا على أن المكتب "لن يكون له أي علاقة بشأن وجود القوات على الأرض أو القواعد العسكرية في الأردن، بل سيكون مكتبا لتعزيز الشراكة والعلاقة الثنائية بين الناتو والأردن وحلقة وصل بين الحلف وجهات مهمة في المنطقة".

ومن شأن هذا التعاون أن يفيد الأردن بتلقي تدريبات عسكرية متطورة، خصوصاً مكافحة الإرهاب والاستفادة من الخبرات والدعم اللوجستي، والاستفادة من الآليات العسكرية، التي يبقى الكثير منها في أماكن التدريب، وتمنح للأردن كمساعدات وهدايا.

ويمتلك الناتو والولايات المتحدة العديد من القواعد العسكرية في المنطقة، إذ أن الولايات المتحدة تشكل 70 بالمائة من قوة الحلف وإمكاناته، والأردن سيستفيد من ذلك حيث تقدم الولايات المتحدة حوالي 1.5 مليار دولار سنوياً مساعدات للأردن، جزء كبير منها مساعدات عسكرية.

ولفت كولومينا إلى أن المكتب الذي يبحث إقامته في الأردن سيكون "الأول" في دول مبادرة الحوار المتوسطي السبع، والتي تضم إلى جانب الأردن كلا من الجزائر، المغرب، مصر، تونس، موريتانيا، وإسرائيل. وأشار إلى أن المكتب يسهم في متابعة جميع الأنشطة التي يقوم بها الحلف وسيعمل على تعزيز الأنشطة والتدريبات بين الحلف والقوات المسلحة الأردنية.

ونظمت القوات المسلحة الأردنية، خلال الأيام القليلة الماضية مؤتمر الأسلحة الصغيرة والخفيفة  (SALW)، بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وشارك في المؤتمر عدد من الدول الأعضاء والشركاء في الناتو، بهدف تحقيق التنسيق والتعاون بين المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، لتعزيز قدرات الأردن وشركاء الناتو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال مراقبة الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة وإدارة الذخيرة.

وأشاد كولومينا بالتعاون "القوي" بين الأردن والناتو، مشيرا إلى زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مقر الحلف في بروكسل ببلجيكا، ولقاءاته المتكررة مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ.

وبين أن الحلف عمل مع الأردن في التصدي للتهديدات الإرهابية لسنوات عديدة، إضافة إلى تعزيز القدرات في مجال الحماية في فضاء الإنترنت والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب.

 وأوضح أنه عقد خلال زيارته الحالية، اجتماعا جيدا مع رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، وبحث معه سبل تعزيز التعاون فيما يتعلق بالتدريبات مع القوات المسلحة الأردنية في المستقبل.

ويقول محللون أن إعلان الأردن مركزاً إقليمياً لا يحمل الكثير من الجديد، فمعظم قواعد الحلف تعتمد على الأعضاء أو الحلفاء، يضاف إلى ذلك أن هناك قواعد عسكرية أميركية وفرنسية وألمانية تستفيد من التعاون مع الأردن.

وبحث العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين في ديسمبر/كانون الأول الماضي مع أعضاء مجلس حلف شمال الأطلسي، سبل توسيع التعاون المشترك في المجالات العسكرية والأمنية والتدريب ومكافحة الإرهاب، والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط.

وجرى الاتفاق على تجديد اتفاقية التعاون المشترك بين الأردن وحلف شمال الأطلسي، وتجديد حزمة برنامج بناء القدرات، وبرنامج شراكة الوضع المتقدم.