الناتو يعقد قمة تهدف الى مواجهة تصاعد نفوذ الصين وروسيا

قمة الناتو ستناقش نقطتين هما موقف حازم تجاه روسيا وانفتاح على الحوار معها ومراعاة التحديات التي تفرضها قوة بكين المتصاعدة.
الناتو يسلك طريق التهدئة مع الصين لكنه يحذر من طموحاتها
حلف شمال الاطلسي يؤكد ان روسيا غير قادرة على تقسيم الحلف

بروكسل - تشارك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الاثنين في "قمة لمّ شمل" في بروكسل مع رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في "إحياء" التحالفات، وسترسل رسالة وحدة وحزم إلى كل من موسكو وبكين.
وقال الامين العام لحلف الاطلسي النروجي ينس ستولتنبرغ "سنرسل رسالة مهمة الى موسكو: ما زلنا متحدين وروسيا لن تستطيع تقسيمنا".
وتابع "نحن نشهد زيادة كبيرة في قوة الصين. إنها تستثمر في القدرات النووية والأسلحة المتطورة ولديها موقف عدائي في بحر الصين ولا تشاركنا قيمنا، كما تظهر حملة القمع في هونغ كونغ واستخدام تقنية التعرف على الوجوه لمراقبة السكان الصينيين".
وأضاف "الصين تقترب منا، في الفضاء الإلكتروني وفي إفريقيا وفي القطب الشمالي. إنها تستثمر في أوروبا للسيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية".
ومن المقرر أن يلتقي جو بايدن الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف، وهي المرحلة الأخيرة من رحلة الرئيس الأميركي لأوروبا من أجل حضور قمة مجموعة السبع في المملكة المتحدة، تليها قمة حلف الأطلسي وقمة مع رؤساء مؤسسات دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء في بروكسل.
ووصل قادة الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف إلى بروكسل مساء الأحد، ومن المقرر عقد اجتماعات عدة قبل بدء القمة عند الساعة 13,00 (11,00 ت غ).
ويفترض أن تستمر ثلاث ساعات على ان يعتمد بيان ختامي لن تخلو صياغته من الصعوبات، بحسب مفوضين.
حزم ووحدة
 

التعاون الصيني الروسي المتزايد يقلق الناتو
التعاون الصيني الروسي المتزايد يقلق الناتو

والنقطتان البارزتان هما موقف حازم تجاه روسيا وانفتاح على الحوار معها ومراعاة التحديات التي تفرضها قوة بكين المتصاعدة.
وأوضح ستولتنبرغ للصحافيين "نحن لن ندخل في حرب باردة جديدة، والصين ليست خصمنا وليست عدونا. ... لكننا في حاجة إلى أن نواجه معا، كحلفاء، التحديات التي يطرحها صعود الصين على أمننا".
وقال في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية قبل القمة "نلاحظ أن روسيا والصين تتعاونان بشكل متزايد أخيرا على الصعيدين السياسي والعسكري. وهذا بعد جديد وتحد خطير لحلف شمال الأطلسي".
وأفاد البيت الأبيض أن جو بايدن يأمل بأن "يظهر التحدي الأمني الذي تمثله الصين في البيان".
لكن ذلك أثار استياء بعض الحلفاء. وقالت الرئاسة الفرنسية "قلب حلف الأطلسي هو أمن المنطقة الأوروبية الأطلسية. الآن ليس الوقت المناسب لتخفيف جهدنا في هذا الإطار".
وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأحد "لن تروا فقرات وفقرات حول الصين في بيان" الحلفاء، مضيفا "اللغة لن تكون تحريضية، ستكون واضحة ومباشرة وصريحة".
أهل للثقة
وستطلق خلال القمة أيضا مراجعة المفهوم الاستراتيجي للحلف الذي تم تبنيه في 2010 بهدف الاستعداد لمواجهة التهديدات الجديدة في الفضاء والفضاء الإلكتروني.
لكن يتوجّب على حلف الأطلسي أيضا أن يبلسم الجروح التي تسبب بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وأدى الانسحاب من أفغانستان الذي تقرر بدون التشاور مع الحلفاء، إلى تشويه صدقية العمليات الخارجية للحلف.
من ناحية أخرى، أصبحت أوروبا أكثر عرضة للخطر بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدات عدة أبرمت مع موسكو بشأن القوى النووية.
وأخيرا، أدى عدم ثقة دونالد ترامب في الأوروبيين إلى تضرر القارة القديمة. وقد سبب رفضه تذكير تركيا بواجباتها، إلى تفاقم التوتر مع الاتحاد الأوروبي.
وفي مواجهة ذلك، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضع التحالف بأنه "في حالة موت دماغي". وأكد ماكرون عشية القمة أنه "يجب على حلف الأطلسي بناء قواعد للسلوك بين الحلفاء".
ومن المقرر أن يعقد جو بايدن لقاء وجها لوجه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للتناقش في هذا الموضوع.
لكن على الرئيس الأميركي أن يتجنّب إثارة استياء الحليف التركي المستعد لتولي أمن مطار كابول، وهو أمر ضروري للحفاظ على وجود غربي في أفغانستان.
وقال ستولتنبرغ "يجب على الحلف أن يتشاور بوتيرة أكبر وأن يزيد استثماراته".
ويقول الأوروبيون إنهم مستعدون لذلك، لكنهم يريدون "اعترافا كاملا" بمساهمتهم في الأمن الجماعي، ويطلبون أن يكونوا شركاء في مفاوضات ضبط عملية التسلح، وفق فرنسا.
وما زالت هناك حاجة إلى تصنيف الأميركيين الاوروبيين "أهلا للثقة". هناك 21 بلدا من دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف الأطلسي، لكن ثمانية فقط منها ملتزمة تخصيص 2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي إلى الإنفاق العسكري. فرنسا واحدة منها، بخلاف ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.