الناتو 'يفاوض' قطر على توفير قاعدة لتدريب قوات أفغانية

مصدران يقولان إن الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا من بين دول حلف الأطلسي التي أبدت استعدادا لإرسال قوات لتدريب الأفغان في قطر، بينما لم يتضح موقف الدوحة بعد.
طالبان لا علم لها بخطة الناتو لتدريب قوات أفغانية في قطر
الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من أفغانستان يأتي وسط تصاعد القتال
قطر تستضيف المكتب السياسي لطالبان منذ العام 2013

دبي/بروكسل - قال ثلاثة مسؤولين غربيين كبار إن مسؤولين في مجال الأمن تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تواصلوا مع قطر لتوفير قاعدة يمكن استخدامها لتدريب القوات الخاصة الأفغانية في إطار التزام استراتيجي بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وبعد عقدين من الحرب، من المقرر أن تنسحب قوات من 36 دولة مشاركة في مهمة الدعم الحازم لحلف الأطلسي في أفغانستان بالتنسيق مع انسحاب القوات الأميركية بحلول 11 سبتمبر/أيلول.

وقال مسؤول أمني غربي كبير في كابول "نجري محادثات لتخصيص قاعدة في قطر لإنشاء ساحة تدريب حصرية لكبار الأعضاء بالقوات الأفغانية".

وتعد مسألة تدريب وتجهيز قوات الأمن الأفغانية التي تقاتل حركة طالبان جزءا لا يتجزأ من مهمة الدعم الحازم لحلف الأطلسي. وتشن الحركة تمردا منذ الإطاحة بها من السلطة عام 2001.

وقال مصدر أمني ثان مقيم في واشنطن العاصمة "قدمنا عرضا لكن الأمر متروك للسلطات في قطر لتقرر ما إذا كانت مستعدة لاستخدام حلف شمال الأطلسي أراضيها كميدان تدريب".

وقال مصدر ثالث وهو دبلوماسي مقيم في كابول إن مسألة نقل "أفراد من القوات الخاصة الأفغانية إلى قطر للخضوع لتدريب قوي لنحو أربعة إلى ستة أسابيع" قيد البحث.

ولم ترد الحكومة القطرية ومكتب الاتصالات التابع لحلف الأطلسي على تساؤلات حول اقتراح باستخدام الدولة الخليجية كقاعدة لتدريب القوات الأفغانية. كما لم تعلق الحكومة الأفغانية على تلك الانباء.

وتشارك قوات غير أميركية قوامها 7000 جندي معظمهم من دول حلف الأطلسي والبقية من أستراليا ونيوزيلندا وجورجيا في مهمة الحلف في أفغانستان ويفوق عددهم الجنود الأميركيين الذين ما زالوا هناك وعددهم 2500.

ويأتي الخروج النهائي للقوات الأجنبية وسط تصاعد القتال بين مقاتلي طالبان والقوات الأفغانية في عدة أقاليم.

وبعد أن شن المسلحون هجمات كبيرة على مدى الأسابيع الأخيرة استولوا خلالها على مناطق واجتاحوا قواعد عسكرية، تزايدت المخاوف من أن تتمكن طالبان من التغلب على قوات الأمن الأفغانية غير المؤهلة والتي تعتمد بشكل كبير على دعم حلف الأطلسي والدعم اللوجستي والمخابراتي وبصفة خاصة الدعم الجوي الأميركي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف "يبحث كيفية توفير التدريب لقوات الأمن الأفغانية وخاصة قوات العمليات الخاصة خارج البلاد".

وتستضيف قطر المكتب السياسي لطالبان منذ العام 2013. وأصبحت في السنوات الأخيرة المكان الوحيد المعروف الذي أجرى فيه ممثلون عن الحركة محادثات مع مسؤولين أميركيين وممثلين عن حلف الأطلسي وجماعات حقوقية ومسؤولين من الحكومة الأفغانية.

وقال مصدران إن الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا من بين دول حلف الأطلسي التي أبدت استعدادا لإرسال قوات لتدريب الأفغان في قطر.

وأعلن متحدث باسم طالبان أنه لا علم للحركة بخطط حلف الأطلسي لتدريب القوات الأفغانية في قطر.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان "إذا تحقق السلام... فربما ينبغي استخدام الجنود الذين تلقوا تدريبات عسكرية في الخارج على أعلى مستوى لخدمة أفغانستان ولكن إذا جاؤوا وقاتلوا ضدنا وضد أمتهم فلن نثق فيهم بالطبع".