النحل يشبه البشر في التعرف على الأشياء من خلال لمسها

باحثة تعتبر أن النحل الطنان لديه تمثيل داخلي موحّد للأشياء في العالم ونظرته شاملة، ولا تنحصر بالردّ والتفاعل بشكل آلي.

واشنطن - يمتلك النحل الطنان قدرة على التعرّف إلى الأشياء التي يراها من خلال اللمس حتّى لو كانت في مكان مظلم، تماماً كما البشر، على ما بيّنت نتائج دراسة نشرت في مجلّة "ساينس".
تنضمّ هذه الحشرات إلى أنواع حيوانية أخرى تستخدم العديد من الحواس للتعرّف إلى الأشياء، على الرغم من كون أدمغتها صغيرة ولا تتخطّى حجم حبّة السمسم ولا تحتوي سوى على مليون خلية عصبية بالمقارنة مع مئات المليارات لدى البشر.
في السابق، تمّ اكتشاف قدرة التعرّف على الأشياء من خلال اللمس والبصر لدى الرئيسات والفئران، وتحديد الأماكن من خلال الصدى لدى الدلافين، وعبر الإحساس الكهربائي لدى السمك.
أجرت كوين سولفي من جامعة كوين ماري في لندن، وزملاؤها هذه التجربة على النحل الطنان، وقضت باطلاق أكثر من اربعين نحلة في غرفة مظلمة، يوجد فيها كوباً من الماء وسكر لجذب النحل وآخر يتضمّن سائلاً مرّاً، علماً أن أحدهما لديه شكل مكّعب والآخر شكل دائري.

نحل
لا يعني أن لديه مستوى وعي يماثل البشر

وتبيّن أن النحل تعلّم في الظلام تحديد الشكلين المكعّب والدائري والتعرّف إلى السائل سواء كان مرّاً أو حلواً.
لاحقاً تم إطلاق النحل الطنان في غرفة مضيئة، يوجد فيها الأكواب المكعبة والدائرية نفسها وإنّما مغطاة بصفيحة زجاجية مثقوبة، ما مكّن النحل من رؤيتها لكن من دون لمسها، بحيث تجمّع النحل حول الماء الذي يحتوي على سكر، وربطت ذاكرتها بصور ناجمة عن لمس الصورة المرئية الجديدة.
ومن ثمّ أجريت التجربة بطريقة معكوسة (أي في الضوء ومن ثم في الظلام) وبسوائل مقلوبة وتمّ الحصول على النتائج نفسها.
وشرحت كوين سولفي أن النحل الطنان لديه تمثيل داخلي موحّد للأشياء في العالم. نظرته شاملة، ولا تنحصر بالردّ والتفاعل بشكل آلي.
لا يعني ذلك أن النحل لديه مستوى وعي مماثل للبشر، ولكن وفقاً للباحثة "هناك أشياء تحصل في رأس النحل ولا نتوقّعها".