
النشاط البدني المعتدل يكبّل مخاطر السكري على الحياة
أمستردام - أظهرت دراسة هولندية حديثة أن النشاط البدني المعتدل يقلل من معدل الوفيات بين المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني.
الدراسة أجراها باحثون بمركز ماكسيما الطبي في مدينة فيلدهوفن بهولندا، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "European Journal of Preventive Cardiology" العلمية.
وأوضح الباحثون أن واحد من كل 11 شخص بالغ في جميع أنحاء العالم مصاب بالسكري، وأن 90 بالمئة منهم مصابون بالنوع الثاني.
وأضافوا أن معظم مرضى السكري من النوع الثاني تتطور لديهم مضاعفات المرض إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي الأسباب الرئيسية للوفاة بين مرضى السكري.
ولكشف العلاقة بين النشاط البدني والحد من الوفيات بين مرضى السكري، راقب الفريق مجموعتين من المرضى، الأولى أدخلت النشاط البدني ضمن حياتها الروتينية اليومية، فيما لم تفعل المجموعة الثانية ذلك.
ووجد الباحثون أن النشاط البدني المستمر، يحد من عدد الوفيات بين مرضى السكري بين أفراد المجموعة الأولى مقارنة بالمجموعة الثانية.
وعن نوعية النشاط البدني المعتدل لمرضى السكري وخاصة المسنين، نصح الباحثون بصعود الدرج بدلًا من المصعد، والسير إلى السوبرماركت، وهي أنشطة من شأنها تحسين نوعية الحياة.
ووجد الباحثون أن الأنشطة البدنية الخفيفة، يمكن أن تحسن من اللياقة القلبية التنفسية والسيطرة على نسبة السكر في الدم، إضافةً إلى خفض ضغط الدم المرتفع ودهون الدم الضارة، وجميع هذه العوامل يمكن أن تقلل الوفيات بين مرضى السكري.

الدكتور هارلد كيمبس، قائد فريق البحث، قال إن "أنماط الحياة المستقرة والأنظمة الغذائية غير الصحية من أهم العوامل التي تزيد من مرضى السكري من النوع الثاني ومشكلات القلب والأوعية الدموية مثل الأزمات القلبية".
وأضاف أن "مرض السكري يضاعف خطر الوفاة، ولسوء الحظ فإن غالبية مرضى السكري لا يشاركون في برامج التمارين الرياضية".
وأشار كيمبس إلى أن "هناك خطوات يمكن أن يأخذها المرضى دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، ومنها القيام بتمارين معتدلة كالمشي وركوب الدراجات أو الذهاب إلى السوق المجاور، وكلها تمارين تحسن من جودة حياتهم".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السكري من النوع الثاني يظهر جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي.
فى المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.