النفط يخسر ثلث قيمته مع تفكك أوبك+

السعودية تخفض اسعارها الرسمية وترفع انتاجها الى ما يزيد عن عشرة ملايين برميل يوميا في خطوة بمثابة معاقبة لروسيا على عدم دعم تخفيضات الانتاج.
بورصات الخليج تسجل خسائر كبرى
برنت في ادنى مستوى منذ اربع سنوات
غولدمان ساكس يتوقع وصول النفط الى 30 دولارا للبرميل

طوكيو - هوت أسعار النفط نحو 30 بالمئة الاثنين بعد أن خفضت السعودية أسعارها الرسمية لبيع الخام ووضعت خططا لزيادة كبيرة في إنتاج النفط الشهر المقبل، لتبدأ حرب أسعار حتى في الوقت الذي يتسبب فيه انتشار فيروس كورونا في تآكل نمو الطلب العالمي.
وتراجعت الأسعار بنحو الثلث عقب تحرك السعودية بعد أن رفضت روسيا تنفيذ خفض كبير آخر للإنتاج اقترحته أوبك لتحقيق استقرار في أسواق الخام التي تضررت بفعل مخاوف من التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.
وفجر الاثنين، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 12.23 دولار أو ما يعادل 27 بالمئة إلى 33.04 دولار للبرميل، بعد أن نزلت في وقت سابق إلى 31.02 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى منذ 12 فبراير/شباط 2016. والعقود الآجلة لخام برنت في طريقها لتسجيل أكبر انخفاض يومي منذ 17 يناير كانون/الثاني 1991.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الاميركي 11.88 دولار أو ما يعادل 29 بالمئة إلى 29.40 دولار للبرميل، بعد أن لامس مستوى 27.34 دولار وهو أيضا أدنى مستوى منذ 12 فبراير/شباط 2016. ويتجه الخام الاميركي على الأرجح لأدنى مستوى على الإطلاق، ليتجاوز انخفاضا بنسبة 33 بالمئة في يناير/كانون الثاني 1991.
ويُنهي تفكك المجموعة المعرفة باسم أوبك+، التي تضم أوبك علاوة على منتجين مستقلين من بينهم روسيا، تعاونا استمر لما يزيد عن ثلاث سنوات لدعم السوق، ولتحقيق استقرار في الأسعار في الآونة الأخيرة في ظل تهديد من الأثر الاقتصادي الناجم عن تفشي فيروس كورونا.
وقال مصدران يوم الأحد إن السعودية تخطط لزيادة إنتاجها لما يزيد عن عشرة ملايين برميل يوميا في أبريل/نيسان بعد انتهاء الاتفاق الحالي لكبح الإنتاج في نهاية مارس/آذار.
وتسعى أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم لمعاقبة روسيا، ثاني أكبر منتج للخام في العالم، بسبب عدم دعمها لتخفيضات الإنتاج المقترحة الأسبوع الماضي من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وسجّلت أسواق المال في دول الخليج خسائر كبرى مع افتتاح تعاملات الاثنين، وذلك على خلفية انهيار أسعار النفط التي تراجعت بنحو 20 بالمئة في خضم "حرب أسعار" بدأتها السعودية.

انخفاض الأسعار سيبدأ في خلق ضغط مالي حاد وتراجع في إنتاج النفط الصخري ومنتجون آخرون يتحملون تكلفة مرتفعة

وتراجعت بورصة الكويت بنسبة 9,5 بالمئة ما اضطر السلطات المالية إلى وقف التعاملات فيها، بينما سجّل مؤشر سوق دبي انخفاضا بنسبة 9 بالمئة ومؤشر سوق أبوظبي تراجعا بنسبة 7,1 بالمئة.
كما انخفض مؤشر سوق عمان بنسبة 2,8 بالمئة، وقطر أكثر من 6 بالمئة.
وأخفقت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وروسيا، شريكتها الرئيسية ضمن تحالف "اوبك بلاس"، في التوصل الجمعة إلى تفاهم بشأن خفض إضافي في انتاج الخام بغية وضع حد لتراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد.
واقترحت أوبك على موسكو وشركائها التسعة الآخرين خفضاً جماعياً إضافياً بـ1,5 مليون برميل يوميا حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما تمّ التوصل إليه العام 2017 للحفاظ على أسعار مستقرّة في سوق تشهد فائضا في الانتاج، لكن روسيا رفضت ذلك.
الى ذلك، خفض غولدمان ساكس توقعاته لسعر برنت في الربعين الثاني والثالث إلى 30 دولارا للبرميل مستندا لحرب الأسعار بين روسيا والسعودية وانهيار كبير للطلب بسبب فيروس كورونا الذي أودي بحياة أكثر من 3500 شخص حول العالم.
وقال غولدمان ساكس في مذكرة بتاريخ الثامن من مارس/آذار " الخفض الكبير لسعر البيع الرسمي للخام السعودي وإحجام روسيا عن إبرام صفقة يوم الجمعة يشير لضعف إمكانية التوصل لاتفاق (لأوبك+) على الفور".
وقال البنك "بينما لا يمكننا أن نستبعد اتفاقا لأوبك+ في الأشهر المقبلة، نعتقد أيضا أن الاتفاق غير متوازن في الأساس في حين تفتقر التخفيضات لمبررات اقتصادية".
وقال البنك إن التصور الأساسي له حاليا هو عدم التوصل إلى اتفاق مماثل.
وأضاف البنك أن انخفاض الأسعار سيبدأ في خلق ضغط مالي حاد وتراجع في إنتاج النفط الصخري ومنتجين آخرين يتحملون تكلفة مرتفعة.
وبافتراض عدم تغير سياسة الإنتاج، يتوقع غولدمان ظهور عجز في الإمدادات في الربع الرابع من 2020، وهو ما قد يقلص فائض المخزونات حتى 2021.
وقال البنك إن احتمال السحب من المخزونات قد يساعد الأسعار على الانتعاش إلى 40 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام الجاري.

وكالة الطاقة الدولية: اول انكماش في الطلب على النفط منذ 2009 بسبب كورونا
وكالة الطاقة الدولية: اول انكماش في الطلب على النفط منذ 2009 بسبب كورونا

من جهتها، قالت وكالة الطاقة الدولية الاثنين إن الطلب العالمي على النفط يتجه للانكماش في عام 2020 للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات في ظل تعثر النشاط الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا.
وأضافت أنها تتوقع أن يبلغ الطلب على النفط 99.9 مليون برميل يوميا في 2020 لتخفض بذلك توقعاتها السنوية بقرابة مليون برميل يوميا وتشير إلى انكماش قدره 90 ألف برميل يوميا في أول تراجع للطلب منذ عام 2009.
وتابعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها أنه في حال فشل الحكومات في احتواء تفشي فيروس كورونا فإن الاستهلاك قد ينخفض بما يصل إلى 730 ألف برميل يوميا.