النقل الجوي يدخل عصرا جديدا بطائرة تجارية كهربائية

شراكة أميركية كندية تختبر بنجاح نموذجا من طائرة تقليدية تم تحديثها باستخدام محرك كهربائي بتكلفة طاقية رخصية.
إلى جانب كفاءة استهلاك الوقود، ستوفر الملايين من تكاليف الصيانة
الطائرة تحافظ على عمر بطارية كافٍ لحوالي 100 ميل بتكلفة تبلغ من 10 إلى 20 دولارا من الكهرباء

فانكوفر (كندا) - أطلقت رحلة تجريبية لطائرة تجارية العصر الثالث في مجال النقل الجوي باعتمادها على مكونات كهربائية بالكامل في حدث شهدته لأول مرة سماء مدينة فانكوفر الكندية.

وطائرة "eBeaver" صممتها شركة "ماجنيكس" الأميركية بمحرك كهربائي بالشراكة مع "هاربور إير" التي تنقل نصف مليون مسافر سنويًا بين فانكوفر ومنتجع ويسلر للتزلج والجزر القريبة والمجتمعات الساحلية.

وشملت الرحلة التجريبية التي استغرقت 15 دقيقة طائرة " DCH-2 Beaver"، المصممة في عام 1946، والتي تم تحديثها باستخدام محرك كهربائي.

وإلى جانب كفاءة استهلاك الوقود، فإن الشركة قالت إنها ستوفر الملايين من تكاليف الصيانة، حيث تتطلب المحركات الكهربائية صيانة أقل بشكل كبير.

ويتعين على "هاربور إير" الانتظار لمدة عامين على الأقل قبل أن تتمكن من البدء في تزويد أسطولها بأكثر من 40 طائرة مائية.

وتشكل قدرة البطارية تحد آخر، حيث إن الطائرة لا يمكنها الطيران إلا لحوالي 100 ميل بسبب بطارية الليثيوم، وبالرغم من أن المسافة ليست بعيدة، إلا أنها كافية لمعظم الرحلات الجوية القصيرة التي تديرها الشركة.

ولدى "هاربور إير" حاليًا 14 طائرة من طراز "DHC-2 Beaver" بمقاعد لستة ركاب، وكثير منها مزود بمحركات توربينية تحرق حوالي 300 دولار من وقود الطائرات النفاثة في الساعة، وعلى النقيض من ذلك، فإن "eBeaver" تحافظ على عمر بطارية كافٍ للطيران حوالي 100 ميل بتكلفة تبلغ حوالي 10 إلى 20 دولارًا من الكهرباء.

وبينما ينتظر العالم حدوث تطوير للبطاريات والمحركات الكهربائية لتوفير الطاقة لرحلات أطول، فإن الرحلات الجوية القصيرة المدى الرخيصة التي تعمل بالكهرباء يمكن أن تغير الطريقة التي يتواصل بها الناس ومكان عملهم، وهي كافية في الوقت الحالي لبدء الثورة الثالثة في مجال الطيران.

وصرح وزير النقل في الحكومة الكندية، مارك غارنو للصحفيين قبل الرحلة الأولى بأنه يتمنى أن تعمل الطائرة الكهربائية بشكل جيد، وقال: في حال حدث ذلك فإنه قد يحدد اتجاهات للطيران أكثر ملائمة للبيئة".

وتتوقع "هاربور إير" أن تدخل الطائرة الخدمة التجارية في عام 2022.

يذكر ان الطيران التجاري يمثل حوالي 2 في المئة من انبعاثات الكربون العالمية و 12 في المئة من انبعاثات النقل، وذلك وفقًا لمجموعة عمل النقل الجوي، وتجري العديد من الشركات تجارب على المحركات الكهربائية في محاولة لخفض الانبعاثات الناتجة عن الرحلات الجوية التجارية.