النمسا تحذر تركيا من نقل صراعاتها مع الأكراد إلى أراضيها

الخارجية النمساوية تستدعي السفير التركي في فيينا بعد تعرض متظاهرين أكراد لهجوم من جانب أشخاص على صلة بتنظيم "الذئاب الرمادية" التركي المتطرف.
الخارجية التركية تبرر الإعتداء على المتظاهرين بأنهم إرهابيون
7 عناصر من الشرطة النمساوية أصيبوا خلال الاشتباكات
فيينا تعارض انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي وتضغط لمنع ذلك

فيينا/أنقرة - تخطت مصادرة الحريات ومطاردة تركيا للأكراد حدودها لتصل إلى النمسا، حيث شهدت مظاهرات قام بها موالون للأكراد في العاصمة فيينا اشتباكات عنيفة مع قوميين أتراك ما اضطر وزارة الخارجية النمساوية استدعاء السفير التركي في توتر دبلوماسي جديد بين البلدين.

وقالت وسائل إعلام غربية إن وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ استدعى اليوم الاثنين السفير التركي لدى النمسا، أوزان جيهان، إلى وزارة الخارجية بسبب الاشتباكات العنيفة الأخيرة خلال المظاهرات السابقة التي قام بها نشطاء أكراد في فيينا.

وبحسب السلطات النمساوية، تعرض متظاهرون يساريون لهجوم من جانب أشخاص على صلة بتنظيم "الذئاب الرمادية"، وهو تنظيم تركي يميني، خلال عدة مظاهرات الأسبوع الماضي استخدموا فيها الحجارة والألعاب النارية.

وأصيب سبعة من ضباط الشرطة النمساوية خلال محاولات إبعاد كل من الطرفين عن الآخر.

وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر إنه "من غير المقبول على الإطلاق" أن تدور صراعات تركية على الأراضي النمساوية.

وردا على ذلك سارعت الخارجية التركية إلى العمل بالمثل عبر استدعاء سفير النمسا في تركيا مبررة الاعتداءات بانها لعناصر منظمة إرهابية.
وشهدت العاصمة فيينا لأربعة أيام متعاقبة مظاهرات نظمتها جمعيات لحماية حقوق الإنسان الكردية تنديدا بالعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي منذ أيام ضد الأكراد في شمال العراق، إلا ان عدد من

الشباب أتراك كانوا يرددون شعارات قومية من بينهم عناصر من جماعة “الذئاب الرمادية” المتطرفة احولوا منعهم والتعرض لهم ما ادى إلى اشتباكات عنيفة.

وللتغطية على تلك الانتهاكات زعمت أنقرة في بيان أصدرته الخارجية الاثنين أن المظاهرات قام بها أنصار حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة إرهابية قائلة إن السلطات النمساوية تغض الطرف عن ذلك وإن المتظاهرون أطلقوا هتافات ضد تركيا، وهو "أمر لا يمكن قبوله".

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن بيان الوزارة أن "تجاهل تلك المظاهرات والتغاضي عنها، يعد مظهرا من مظاهر عدم مصداقية النمسا في مكافحة الإرهاب".

ب
تركيا دأبت على تسمية كل من يعارض سياسيات أردوغان "إرهابي"

في المقابل رفض نيهامر مزاعم تركيا بأن السلطات النمساوية ستسمح بتنظيم مظاهرات لحزب العمال الكردستاني وأنصاره" في فيينا.

وقال وزير الداخلية النمساوي في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين أن حزب العمال الكردستاني محظور في النمسا أيضا، لكن الطريقة التي تصرف بها أنصار تنظيم "الذئاب الرمادية" التركي المتطرف غير مقبولة، مؤكدا أن "فيينا لا يمكنها أن تتسامح إطلاقا مع العنف بغض النظر عن أي جانب".

وقال المستشار النمساوي زيباستيان كورتس على تويتر الأحد ”لا نريد أن نرى صورا للعنف في شوارع النمسا لا سيما في فيينا، وبالتالي لن نسمح بنقل النزاعات من تركيا إلى النمسا!“.

وتشهد العلاقات بين أنقرة وفيينا توترا من الأساس، في ظل ضغط المستشار النمساوي زباستيان كورتس لمنع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وعمله للتصدي لنفوذ أنقرة على الجالية التركية الكبيرة في النمسا.

وحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تعودت على منع أو التعرض لمظاهرات مماثلة في تركيا سواء للأكراد أو للمعارضين سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تزايد القمع ومنع حرية التعبير في البلاد منذ محاولة الانقلاب الفاشل في 2016.

وشنت أنقرة حملة تطهير ضد كل من يعارض أردوغان وسياساته في تركيا سواء من صحافيين أو معارضين سياسيين أو نشطاء أو أمنيين وعسكريين وقضاة وغيرهم، حيث يقبع الآلاف منهم بالسجون في انتظار محاكمتهم أو قضاء سنوات سجنهم بتهمة "الإرهاب" التي أصبحت جاهزة لدى القضاء التركي لتبرير حملات القمع تلك.

وفي 17 حزيران/يونيو الجاري، أعلنت تركيا انطلاق عملية "مخلب النمر" العسكرية في "حفتانين" بشمال العراق، وذلك بعد يومين من إطلاق عملية "مخلب النسر" لمطاردة حزب العمال الكردستاني رغم تأكيدات العراق بأنها تنتهك سيادة أراضيه وتخالف الأعراف الدولية.

وخلال تلك العملية أنزلت تركيا عناصر من قواتها الخاصة في إقليم كردستان بعد غارات جوية لطائراتها، لمطاردة مقاتلي الحزب الكردستاني الذي يسيطر على قواعد ومراكز تدريب في شمال الإقليم.