النمسا تحشد لقمة أوروبية افريقية وفرنسا لإبعاد المهاجرين

الرئيس الفرنسي والمستشار النمساوي يدعوان إلى "مراقبة أفضل للواصلين عبر تعزيز تعزيز الوكالة الأوروبية لحماية الحدود (فرونتكس) وحوار أفضل مع دول المنشأ والترانزيت".

فيينا وباريس تشددان على التضامن بين الدول الأوروبية لحل أزمة الهجرة
قضية الهجرة كشفت عن خلافات عميقة بين دول الاتحاد الأوروبي
النمسا لا تريد سياسة مماثلة للسياسات المعتمدة في المجر وفي إيطاليا

باريس - قبل ثلاثة أيام من قمة أوروبية ستكون مخصصة إلى حد كبير لقضية الهجرة، أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز عن قمة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في ديسمبر/كانون الأول، بينما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعزيز عمليات إبعاد المهاجرين غير القانونيين.

وقال كورتز عند لقائه ماكرون في قصر الاليزيه بباريس صباح الاثنين "سننظم قمة بين أوروبا وإفريقيا في ديسمبر ونأمل في الحصول على دعم فرنسا"، مضيفا "نريد أن نركز على التنمية الاقتصادية لإفريقيا".

وستستضيف النمسا التي تتولى منذ يوليو/تموز الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر، قمة سالزبورغ الأوروبية في 20 سبتمبر/أيلول.

وأكد الإليزيه أنه "من حيث المبدأ، تبدو هذه القمة فكرة جيدة" مذكرا بخطاب ماكرون حول إرادة "تطوير الشراكة الأوروبية" مع إفريقيا.

وكان كورتز (32 عاما) الذي يتبنى موقفا متشددا حيال الهجرة، فاز في الانتخابات التشريعية في أكتوبر/تشرين الأول بناء على ذلك ويقود حكومة من اليمين واليمين المتطرف.

لكن بالنسبة للإليزيه، فإن المستشار النمساوي "لا يرغب في أن تكون سياسته مماثلة للسياسات المعتمدة في المجر وفي بعض المجالات في إيطاليا".

وقالت الرئاسة الفرنسية إن كورتز كان "واضحا جدا" بشأن تحريك البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي المادة السابعة التي قد تؤدي إلى فرض عقوبات على المجر المتهمة بـ "تهديد منهجي" للحريات والقيم المؤسسة للاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات لصحافيين عند وصوله إلى الاليزيه، قال كورتز إنه يدعم اقتراح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تعزيز الوكالة الأوروبية لحماية الحدود (فرونتكس) بعشرة آلاف من حرس الحدود الإضافيين.

ورأى كورتز أيضا أن الدول الأوروبية التي يصل إليها المهاجرون أولا تحتاج إلى تضامن أوروبي، لكنها يجب أن تقبل بمساعدة أوروبية لإدارة المجموعات التي تصل مقابل ذلك.

من جهته، عبر ماكرون عن أمله في "مراقبة أفضل للواصلين عبر تعزيز فرونتكس وحوار أفضل مع دول المنشأ والترانزيت".

لكنه رأى أيضا أنه من الضروري تبني "سياسة إعادة (إلى بلدانهم) من يتم ضبطهم في أوضاع غير قانونية ولا يمكنهم الحصول على لجوء". وهو يقر بذلك بأهمية "مكافحة الهجرة غير القانونية عبر تأمين الحدود الخارجية" الذي تعتبره النمسا أولوية.

وكشفت القمة الأوروبية في يونيو/حزيران الخلافات بين الدول الأوروبية حول سياسة الهجرة.

وتقف النمسا في عهد كورتز الذي بدأ عملية خفض المساعدات للاجئين، في صف البلدان الأقل قبولا للمهاجرين مثل ايطاليا والمجر والجناح اليميني في الائتلاف الذي تقوده المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وعبر كورتز عن أسفه "للتوتر الشديد" الذي يشهده الاتحاد الأوروبي. وقال إن "الهدف الأساسي لرئاستنا هو دعم الذين يرغبون في بناء جسور داخل الاتحاد الأوروبي، لأن ثمة توترا بالغا داخل الاتحاد بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب".

وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يحقق نجاحات إلا إذا عملنا معا وتحركنا معا".

وحول بريكست، قال كورتز إن قمة "سالزبورغ ستناقش قضيتين أساسيتين: الأولى بريكست وهنا اتفقنا على أن نفعل ما بوسعنا لتجنب بريكست قاس وجعل وجود تعاون قوي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي ممكنا"، مشيرا إلى أن القضية الثانية ستكون الهجرة.

وأضاف "من الضروري التوصل إلى اتفاق وحماية قواعد التلاحم والحماية في أوروبا والسوق الواحدة بالكامل، بينما تحترم بريطانيا تصويت شعبها".

وأخيرا، قال ماكرون وكورتز إنهما يأملان في التوصل إلى اتفاق داخل الاتحاد حول فرض رسوم على المجموعات الرقمية الكبرى.

وصرح كورتز "نرحب بالتقدم الذي تحقق حول (مسألة) فرض رسوم على شركات الانترنت العملاقة خلال اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في فيينا الأسبوع الماضي وآمل أن يتحقق هذا الهدف قبل نهاية العام الجاري".

ورد الرئيس الفرنسي بالقول "أعتقد أنه من الممكن فعلا التوصل خلال الأشهر الستة الجارية إلى حل لهذه المسألة".