النهضة تبحث عن حكومة سياسية لخدمة مصالحها

النهضة تسعى وراء حكومة سياسية في خضم أزمتين اقتصادية وصحية برئاسة هشام المشيشي الذي يتعرض بدوره لانتقادات واسعة بسبب فشله في الملف الاقتصادي وفي مكافحة وباء كورونا.
النهضة ستعرض مشروعها على الرئيس والقوى السياسية في الحكم او في المعارضة
اتهامات للنهضة بمحاولة استغلال ازمة الوباء للهيمنة على السلطة

تونس - تسعى حركة النهضة التونسية وراء حكومة سياسية برئاسة هشام المشيشي الذي يتعرض بدوره لانتقادات واسعة بسبب فشله في الملف الاقتصادي وفي مكافحة وباء كورونا.
وفي هذا الصدد كشف رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني في حوار على قناة الزيتونة ان الحركة ستطرح مقترح تكوين حكومة سياسية برئاسة هشام المشيشي على جميع الأطراف بما فيها رئيس الجمهورية قيس سعيد.
وأضاف الهاروني " في البداية سنعرض الأمر على شركائنا في الحزام السياسي ثم سنعرضه على التيار والشعب باعتبارهما في المعارضة".
وتابع عبد الكريم الهاروني " نحن نريد حكومة سياسية قوية لديها قاعدة واسعة في البرلمان لتمرير القوانين والقيام بإصلاحات".
وقال الهاروني ان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي طرح في لقائه الأخير بقيس سعيد هذا التوجه وسيكون هنالك لقاء اخر للبحث في التفاصيل.

بدوره قال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة فتحي العيادي الاربعاء إنّ "الحركة تساند تكوين حكومة سياسية قوية تكون نتيجة لمشاورات مع رئيس الحكومة ورئيس الدولة والأحزاب السياسية".
وأوضح في لقاء مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وكالة الانباء الرسمية التونسية) ان النهضة مع "حكومة سياسية برئاسة هشام مشيشي "
وقال فتحي العيادي " إذا قبل رئيس الحكومة وساعدنا على ذلك سيكون ذلك امرا محبّذا وإن تعذّر عليه ولم يقبل بالخيار سنعود إلى مؤسسات الحركة للبحث عن وسائل أخرى تمكن من الوصول إلى الهدف المتمثل في تكوين حكومة سياسية".
وتحدث العيادي عن المشاورات التي تجريها الحركة مع القوى السياسية والمسؤولين في الدولة على رأسهم الرئيس قيس سعيد.
لكن سعي حركة النهضة لتشكيل حكومة سياسية في خضم الازمة الصحية التي تمر بها البلاد جراء تفشي وباء كورونا تثير الكثير من التساؤلات.
وقال حسونة الناصفي رئيس كتلة الإصلاح الداعمة لحكومة المشيشي الثلاثاء إنه من المستحيل تكوين حكومة سياسية منسجمة في تونس .
وقال الناصفي في تصريح لإذاعة "جوهرة" المحلية الخاصة ,أنه ليس هناك أحزابا تستطيع الحكم مع بعضها في تونس وطالب الناصفي القوى السياسية إلى تجنب الدخول بالبلاد في المجهول ونحو العبث  خاصة في وضع صحي صعب بتفشي وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
وقال حسونة الناصفي, أن الدعوة لتكوين حكومة سياسية جديدة هو موقف حركة النهضة وهو موقف يلزمها وحدها.
بدوره حذر الامين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي من دعوات حركة النهضة لتشكيل حكومة سياسية قائللا في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك " ان تصريح قيادات النهضة كشف مخطط النهضة للسيطرة على الحكومة..
وأضاف الشابي ان "حديث رئيس مجلس شورى حركة النهضة لقناة الزيتونة كشف مخطط النهضة لبسط نفوذها على القصبة و التحكم فيها سياسيا و إداريا، و أعلن عن طبيعة الحكومة السياسية القوية التى تسعى لتشكيلها خارج إطار الحوار الوطني."
وتابع "في الإثناء تواصل البلاد الغرق في موجة وباء تحصد الأرواح بالآلاف و الحزب الأول الداعم للحكومة منشغل عنها بصراع النفوذ".

وغرقت تونس في أزمة دستورية منذ ستة أشهر بسبب الخلافات المتواترة بين الرئيس سعيد وهو أستاذ قانون دستوري متقاعد من جهة، والبرلمان والحكومة من جهة ثانية.
ورفض سعيد استقبال وزراء لأداء اليمين الدستوري بعد تعديل حكومي معلق منذ كانون ثان/يناير الماضي كان أجراه المشيشي، كما رفض التوقيع على قانون مرتبط بالمحكمة الدستورية التي تأخر وضعها منذ .2015
وفي أحدث خلاف دستوري، أعلن سعيد نفسه قائدا أعلى للقوات العسكرية والأمنية الحاملة للسلاح معا، علما وأن وزير الداخلية يعينه رئيس الحكومة. ورفض البرلمان تأويل الرئيس.
وقبل لقائه برئيس اتحاد الشغل، اشترط سعيد من أجل الدخول في حوار وطني دعوة المشاركين فيه إلى التفكير في تغيير النظام السياسي الحالي والنظام الانتخابي كنقطة ذات أولوية في جدول أعماله.
وسبق أن ألمح سعيد منذ حملته الانتخابية قبل عامين الى رغبته في تغيير النظام السياسي الحالي من برلماني معدل تمنح فيه صلاحيات تنفيذية واسعة لرئيس الحكومة الذي يختاره حزب الأغلبية، إلى نظام رئاسي بدعوى القطع مع تشتت السلطة.
ويرى الرئيس قيس سعيد ان حركة النهضة استغلت فصول الدستور للهيمنة على البلاد وفرض أجنداتها فيما ترى الحركة بان الرئيس يسعى للعودة الى الحكم الفردي.