النهضة تستميل المرشحين الفائزين لتدارك النكسة الانتخابية

قيادات من الحركة تطالب بدعم المرشح قيس سعيد في وقت تشير فيه مصادر الى محاولة النهضة استمالة المرشح نبيل القروي بينما يؤكد الغنوشي ان القرار بيد مجلس الشورى.

تونس - تحاول حركة النهضة استيعاب هزيمتها في الانتخابات الرئاسية في مرحلتها الاولى التي اجريت الاحد والتي افرزت عن مرشحين هما قيس سعيد ونبيل القروي.

وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية اعلنت في مؤتمر صحفي الثلاثاء رسميا فوز كل من المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي ومرورهما للدور الثاني.

ومع فشل مرشح الحركة عبدالفتاح مورو في الوصول الى الدور الثاني يسعى عدد من قادة الحركة للركوب على الاحداث والدعوة الى دعم المرشح قيس سعيد باعتباره مرشح الثورة.

وفي هذا الاطار اعلن النائب عن الحركة عبداللطيف المكي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك الثلاثاء عن مساندته للمرشح سعيد في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية وهو الموقف الذي يمليه علي واجب الإنتصار للثورة ولأهدافها حسب تعبيره.

وفي محاولة لايجاد موطى قدم للحركة في المشهد الرئاسي طالب المكي من سعيد في حال فوزه بالرئاسة أن يعتمد على فريق رئاسي كفىء ومتوازن يساعده على حسن أداء دوره ويبدد به مخاوف فريق من التونسيين.

وبدوره طالب القيادي في الحركة عامر العريض في تدوينة نشرها في صفحتها الرسمية على الفايسبوك الثلاثاء قيادات الحركة صراحة  بدعوة القواعد الى مساندة قيس سعيد.

ودعوة جزء من قيادات الحركة مساندة سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية مازالت قيد الدرس رئيس حركة النهضة، بأن مسألة دعم المرشح المستقل قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية من عدمه، تعود الى مجلس الشورى.

ويبدو ان الغنوشي رمى بالكرة الى مجلس الشورى لتحديد موقفه من دعم احد المرشحين لكن هذا التصريح لا ينفي وجود مساع من النهضة للتاثير في المشهد الرئاسي سواء بدعم قيس سعيد او منافسه قطب الإعلام نبيل القروي.

وفي هذا الاطار قال الاعلامي محمد بوغلاب الاثنين ان المرشح القروي تعرض للابتزاز من قبل حركة النهضة وذلك داخل سجنه لفرض توافقات عليه لكن ادارة السجون التونسية نفت تلك التصريحات قائلة بان المرشح لم يقابل اي شخص للتاثير عليه.

لكن الاعلامي برهان بسيس قال الثلاثاء في مداخلة على قناة التاسعة انه لا يستبعد ان تكون حركة النهضة اتصلت بالقروي عبر احد افراد عائلته مشيرا بان ذلك الامر مفهوم وليس غيبا في المنطق السياسي.

ويظهر من خلال المعلومات المتداولة في الساحة السياسية ان النهضة تحاول الدخول الى قصر قرطاج وتحديد السياسات المتعلقة برئيس الدولة المقبل من خلال عقد تحالفات مع المرشحين للحفاظ على مصالحها.

وتضع حركة النهضة نصب اعينها مسالة الجهاز السري وتسفير السباب التونسي والتي طرحها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حيث تحاول الحركة اغلاق الملف وابعاد الأنظار عنه وذلك من خلال تهميشه رئاسيا.

وقريبا سيعرف المراقبون للمشهد السياسي التونسي بوصلة الحركة في دعم سعيد او القروي او ربما في ترك المجال للقواعد لتحديد خياراتهما مثلما حصل في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014.