النهضة تعيش مخاضا داخليا مع تصاعد الانتقادات ضد الغنوشي

ارتفاع الاصوات المعارضة داخل الحركة لسياسة ونهج راشد الغنوشي مع سقوط حكومة ساهم في هندستها وزيارة لاردوغان تجاوزت الحدود البروتوكولية.

تونس - تعيش حركة النهضة الإسلامية في تونس على وقع صراعات داخلية تهدد وحدتها تزامنا مع أزمتها بعد حجب الثقة في البرلمان عن حكومة الحبيب الجملي الذي قامت بتكليفه.
وفي هذا الاطار خرج عدد من قادة الحركة لتوجيه سهام النقد لرئيس الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بعد اتهامه بالسيطرة على دواليب النهضة وتسييرها وفق نظرته متجاهلا الأصوات المختلفة.
وقال القيادي في الحركة عبد الحميد الجلاصي في مداخلة على قناة الحوار التونسي ان الحركة لديها اربعة سنوات في مخاض داخلي حقيقي سياثر على مستقبلها.
وأكد الجلاصي انه يجب ايجاد حلول داخل النهضة قبل عقد مؤتمرها المقبل في شهر مايو/ايار المقبل مشيرا بانه متخوف من ان تلقى النهضة مصير نداء تونس الذي عرف انقسامات حادة ادت الى انشقاقه الى عدة احزاب وخسارته الانتخابات التشريعية الماضية.

وكان كل من القياديين في الحركة هشام العريض ابن القيادي البارز ووزير الحكومة الاسبق علي العريض وزياد بومخلة أعلنا استقالتهما من الحركة وسط انباء عن استقالة القيادية الشابة هاجر بركوس وهي من القيادات الهامة في جنوب فرنسا.
ويتعرض الغنوشي لانتقادات واسعة من قبل قيادات بارزة تصاعدت مع سقوط حكومة الجملي في البرلمان وزيارته الى تركيا للقاء اردوغان دون العودة الى مؤسسات الدولة واعتماد البروتوكول الرسمي.
وفي هذا الاطار قال القيادي في الحركة عبد اللطيف المكي في تصريح لاذاعة موزاييك الثلاثاء ان الغنوشي ارتكب خطأ في التوقيت أو خطأ بروتوكوليا بلقائه الرئيس التركي وكان الأمر يكون بسيطا لو تمت الإشارة لهذا الخطأ باللياقة الكافية.
وكانت زيارة الغنوشي لاردوغان تزامنا بعد سقوط حكومة الجملي وبداية التدخل التركي في ليبيا قد اثار جدلا واسعا ودفع بالحزب الدستوري الحر الى طلب حجب الثقة عن الغنوشي كرئيس للبرلمان.
وكان المكي قد طالب عدة مرات بضرورة مواجهة هيمنة الغنوشي على مفاصل الدولة متهما اياه بالجميع بين رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان وهو امر وصفه بغير القانوني ويناقض النظام الداخلي للحركة.
وحمل المكي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك الغنوشي شخصيا مسؤولية سقوط الحكومة بسبب خياراته الخاطئة.
وهاجم المكي بطريقة غير مباشرة الغنوشي الشهر الماضي في تديونة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك قائلا "  المستبد لا يحتاج للكفاءات ولا لأصحاب الرأي حوله إنما يحتاج حوله لقبّاض… قباض أموال ومناصب وقباض أرواح… ولكورال من منتهكي الأعراض… لا يهمه المستقبل… المهم انه يريد أن يتذكر أنه كان في قمة الجبل يراقب النار التي أضرمها تحرق السفح".

كما اكد المكي في تصريح للشارع المغاربي الثلاثاء وجود مطالب داخل الحركة لعقد جلسة تقييمية لتحميل مسؤوليات وتقييم المسار السابق حول  تشكيل حكومة الحبيب الجملي.
وكان الغنوشي قد اثار انقساما داخل النهضة قبل الحملة الانتخابية التشريعية وذلك بعض فرض اجنداته بخصوص الترشحات في القوائم الانتخابية والانقلاب على خيارات القواعد من اجل الوصول الى رئاسة البرلمان وهو ما تحقق له.

وكان المدير السابق لمكتب الغنوشي زبير الشهودي وجه انتقادات للغنوشي بعد تقديم استقالته اثر فشل مرشح الحركة عبد الفتاح مورو في المرور الى الدور الثاني من الانتخاباتت الرئاسية.

وطلب الشهودي من راشد الغنوشي "تقديم استقالته وملازمة بيته وابعاد صهره وزير الخارجية الأسبق رفيق عبدالسلام وكل القيادات الذين دلسوا ارادة كبار الناخبين داخل الحركة في إقصاء مباشر لكل المخالفين في الراي من نساء وشباب وقيادات تاريخية".