'النيران الصديقة' تمنح برشلونة فوزا ثمينا في دوري الأبطال

الفريق الكاتالوني يعود من مواجهته مع مانشستر يونايتد بأفضلية هدف وحيد سجله لوك شو بالخطا في مرماه، ويوفنتوس يعود بأقل ضرر ممكن.

مانشستر (المملكة المتحدة) - عاد برشلونة الإسباني من ملعب "أولد ترافورد" الخاص بمانشستر يونايتد بأفضلية هدف وحيد سُجِل بالنيران الصديقة، فيما خرج يوفنتوس الإيطالي من ملعب "يوهان كرويف أرينا" بأقل ضرر ممكن بتعادله مع مضيفه أياكس الهولندي 1-1 الأربعاء في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال.

في المباراة الأولى، أهدى لوك شو الأفضلية لبرشلونة على حساب فريقه مانشستر يونايتد حين سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 12 بعد أن ارتطمت الكرة بكتفه وتحولت في شباك فريقه إثر رأسية من الأوروغوياني لويس سواريز.

ويبدو برشلونة الذي يستضيف الإياب في 16 نيسان/أبريل الحالي على ملعب "كامب نو"، في طريقه لتكرار سيناريو نهائي عامي 2009 و2011 حين خرج متوجا باللقب على حساب فريق "الشياطين الحمر".

وكان المدرب النروجي ليونايتد أولي غونار سولسكاير الذي منح فريقه لقب دوري الأبطال 1999 عندما كان لاعبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني على ملعب برشلونة كامب نو، يعول على التحسن الإيجابي الذي أدخله على فريق "الشياطين الحمر" منذ تعيينه بدلا من البرتغالي جوزيه مورينيو في كانون الأول/ديسمبر.

ورغم الخسارة، لا تزال آمال يونايتد قائمة بالعبور الى دور الأربعة للمرة الأولى منذ 2011، في ظل نتيجة الذهاب هذه والتي لا تعتبر مطمئنة لأي فريق حتى لو كان برشلونة الذي اعتبر لاعب وسطه سيرجيو بوسكيتس لاذاعة "ار ام سي" أنها "نتيجة إيجابية، كنا ندرك أن الأمور ستكون صعبة. عانينا في بعض الفترات، لاسيما بعد افتتاح التسجيل".

ورأى أن يونايتد "فريق قوي جدا... كانت مباراة صعبة بدنيا. كنا أفضل في الشوط الثاني. صحيح أنهم سيطروا على الكرة لكنهم لم يحصلوا على الكثير من الفرص... في النهاية، نحن سعداء وننتظر لقاء الإياب".

أما بالنسبة لمدافع يونايتد كريس سمولينغ، فاعتبر أن فريقه "أبطل مفعول" برشلونة، مضيفا "ضغطنا عليهم عاليا وصعبنا الأمور عليهم. من المؤسف أننا لم نتمكن من تسجيل هدف. لقد أبطلنا مفعول الفريق بأكمله. أعتقد أنه كانت هناك صدة واحدة أخرى لـ(حارس يونايتد) دافيد دي خيا".

وعاد قلب دفاع برشلونة جيرار بيكيه الى ملعب "أولد ترافورد" الذي لعب فيه بين 2004 و2008، وهو تحدث عن مواجهة الأربعاء ضد فريقه السابق، قائلا "اللعب هنا دائما ما يكون صعبا لأنه ملعب مهيب، مع تاريخ، أجواء رائعة والجمهور يدفعهم (للاعبين) على الدوام... كانت مباراة متكافئة لكننا استغلينا فرصنا".

وسجل العملاق الكاتالوني هدف المباراة الوحيد بعد أن انسل قائده الأرجنتيني ليونيل ميسي خلف الدفاع وتلقى كرة رفعها عرضية عالية وتابعها سواريز برأسه فارتطمت بشو وتحولت الى داخل الشباك (12)، قبل أن يتلقى الأخير إنذارا سيحرمه من المشاركة في مباراة الإياب بسبب تراكم البطاقات الصفراء المرفوعة ضده.

وثبتت تقنية المساعدة بالفيديو التي تم اللجوء اليها لوجود شكوك حول تسلل الأوروغوياني، صحة الهدف.

وسيطر دي خيا على كرة خطر للبرازيلي فيليبي كوتينيو (36)، ثم أهدر البرتغالي ديوغو دالوت فرصة إدراك التعادل من ضربة رأس وهو بعيد عن الرقابة (41).

وفي الشوط الثاني، لم تتبدل الحال كثيرا، وكانت المحاولة الأولى كما في الأول لراشفورد (52)، وأصاب يسواريز الشبكة من الخارج (65)، وأرتدت كرة جوردي ألبا من قدم مواطنه حارس يونايتد دافيد دي خيا (66).

ورغم التبديلات الثلاثة التي أجراها سولسكاير، أنهى يونايتد اللقاء دون أن يسدد ولو لمرة واحدة بين الخشبات الثلاث.

رونالدو على الموعد

بدوره، عاد يوفنتوس من أمستردام بتعادل ثمين مع مضيفه أياكس في مباراة تقدم خلالها عبر العائد من الاصابة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

ويعتبر التعادل نتيجة جيدة ليوفنتوس نظرا لمجريات المباراة التي سيطر عليها شبان أياكس من البداية حتى النهاية لكن التقدم كان لصالح بطل إيطاليا في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول عبر رونالدو الذي شارك أساسيا بعد تعافيه من اصابة في الفخذ تعرض لها خلال مباراة مع منتخب بلاده ضد صربيا في تصفيات كأس أوروبا 2020 في 25 آذار/مارس.

وجاء هدف التعادل لأياكس بعد أقل من دقيقة على بداية الشوط الثاني عبر البرازيلي دافيد ناريس (46).

ولن تكون مباراة الاياب المقررة في 16 نيسان/ابريل الحالي سهلة على يوفنتوس، لاسيما أن أياكس، الطامح للتأهل الى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1997 حين انتهى مشواره على يد يوفنتوس بالذات بعد عام على خسارته النهائي الأخير له أمام "السيدة العجوز" أيضا، قادم من انجاز في ثمن النهائي حيث جرد ريال مدريد الإسباني من اللقب بالفوز عليه ايابا في معقله 4-1، معوضا خسارته ذهابا في أمستردام 1-2.

سيطرة مطلقة لأياكس

وبعد أن كان صاحب الفرصة الأولى في اللقاء بكرة بعيدة قوية من فيديريكو برنارديسكي علت العارضة بقليل (2)، اكتفى يوفنتوس بالدفاع في ظل المد الهجومي للمضيف الهولندي الذي هدد مرمى البولندي فويتشيخ تشيشني في الكثير من المناسبات، لاسيما بالتسديدات البعيدة للمغربي حكيم زياش.

وأهدر أياكس أخطر فرصه في الدقيقة 25 عبر دوني فان دي بيك الذي وجد نفسه وحيدا بعد خطأ في التغطية من دفاع "السيدة العجوز"، لكنه أطاح بالكرة بجانب القائم الأيمن.

وبدا يوفنتوس عاجزا تماما عن بناء الهجمات، وانتظر رونالدو حتى الدقيقة 30 ليسجل حضوره الهجومي الأول بتسديدة "على الطاير" بجانب القائم الأيسر، ثم أتبعها برنارديسكي بتسديدة مرت قريبة جدا من القائم الأيمن بعد لعبة جماعية وتمريرة رأسية من رونالدو (37).

وعندما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة، طار رونالدو لكرة عرضية لعبها مواطنه جواو كانسيلو وحولها رائعة برأسه على يسار الحارس الكاميروني أونانا أندري الذي وصل الى الكرة دون أن يتمكن من منعها الوصول الى شباكه (45).

لكن أياكس أطلق المواجهة من نقطة الصفر بعد أقل من دقيقة على بداية الشوط الثاني بفضل البرازيلي دافيد نيريس الذي استفاد من خطأ لدفاع يوفنتوس على الجهة اليمنى، ليتوغل في المنطقة قبل أن يسدد كرة قوسية على يسار تشيشني (46).

وأعطى هذا الهدف الدفع المعنوي للاعبي أياكس الذي كان قريبا من هدف ثان أكثر من مرة، لكن من احدى الفرص النادرة، كاد البديل البرازيلي دوغلاس كوستا أن يهدي يوفنتوس هدفا غاليا جدا في الوقت القاتل لكن الحظ عانده بعدما ارتدت تسديدته من القائم الأيمن (85).