الهاتف عبر الانترنت بلغ سن الرشد

القاهرة - من ايهاب سلطان
الو.. هل تسمعني؟ اكلمك عبر الانترنت

بلغت تكنولوجيا الاتصال الهاتفي عبر الانترنت سن الرشد بعد أن نجحت في التخلص من الأسلاك النحاسية والمفاتيح الكهربائية والوصلات الهاتفية إلا أن نقطة انطلاقها على المستوى العالمي لم تتحدد بعد.
فقد أفادت عدة دراسات متخصصة في تكنولوجيا الاتصالات أن نظام الهاتف عبر الانترنت "فويس اوفر أي بي (فوإب)" الذي كان يواجه صعوبات كبيرة في انتشاره على المستوى العالمي، يستطيع الان المنافسة بجدارة.
حيث تشير دراسة حديثة صادرة عن شركة "ميريل لينتش" بالتعاون مع المكتب الاستشاري للدراسات التكنولوجيا "أبردين جروب" أن تكنولوجيا الهاتف عبر الانترنت جاهزة للاستخدام الجماهيري بعد زوال مخاوف معظم الشركات من عدم تحقيقها الجودة الصوتية المرجوة منها.
ويتوقع المحللون ان تحدث تكنولوجيا الاتصال عبر الهاتف، مثل تلك التي تنتجها شركة "سيسكو" العملاقة، قفزة كبيرة في عالم الاتصال الهاتفي.
بينما يرى المحللون أن هناك معوقات كثيرة تعمل ضد تعميم إستخدام "فوإب" أهمها إصرار الشبكات القديمة في الولايات المتحدة على إعاقة التكنولوجيا المتقدمة لاستمرار النظم القديمة التي ما تزال تلقى إقبالا جماهيريا، بالإضافة إلى إرتفاع تكاليف الإتصال بالنظام الجديد بسبب القيمة المضافة الى قيمة الإتصال بالانترنت خاصة وأن معظم الشركات تملك النظام التقليدي في الإتصال لذلك فمن الصعب أن تتحول نظم الاتصالات بها الى النظام "فوأب".
ومن بين الشركات التي تبنت تكنولوجيا الهاتف عبر الانترنت هي شركة الأخوة ليهمان، وسيسكو، وشركة ميريل لينتش وشركة الداو جونز ومجموعة من الجامعات الاميركية.
ويرى كريج كوتون المدير التسويقي لشركة سيسكو أنه خلال العامين أو الثلاثة السابقة امتلكت أكثر من 50% من الشركات أجود الوسائل لاستخدام نظام الاتصالات عبر الانترنت خصوصا بعد تمكن شركة سيسكو من تذليل العقبات التقنية الكثيرة التي كانت تعيق انتشار التكنولوجيا الحديثة.
ويضيف كوتون في اشارة الى النظام التقليدي المتبع في أنظمة الاتصالات أن نظام "ببي اكس" ما زال مكلفا. لكنه نظام مجرب على مدى طويل كما ان معداته الحالية تحتاج الى مدة تتراوح بين 5-7 سنوات قبل ان تصبح عديمة الفائدة وتفكر الشركات الساعية الى اقتناء تقنيات اتصال جديدة بنصب معدات قد تستخدم تقنية مختلفة مثل تلك التي توفرها تكنولوجيا الاتصال عبر الانترنت.
لكن القضية تبدو مسألة وقت لا اكثر اذ تشير الاحصائيات أن عام 1999 شهد اقبال على نظام "فوأب" بنسبة 2% وزاد المعدل في عام 2000 إلى 5% ثم توالت الزيادة في عام 2001 م إلى 9%.
كما يشير تقرير شركة "ميريل لينتش" أن مبيعات التكنولوجيا الرقمية ضعيف جدا مقارنة بالنظام القديم وتحتاج إلى خمس سنوات ليتقبلها المستخدمون حيث لم تتخط حتى الآن مبيعات النظام الجديد نسبة 50% من إجمالي ما يحتاجه السوق.
ورغم المنافسة الشرسة بين شركات الاتصالات الا أن معظمهم ليس متلهفا لاستخدام النظام الجديد بسبب مشكلة التخلص من نظام الشبكات القديمة التي تملكها معظم الشركات كما أن الشبكة الانترنتية تحتاج لبنية تحتية مرتفعة التكاليف على مستوى العالم.
ويتوقع المكتب الاستشاري لدراسات التكنولوجيا "فروست وسوليفان" بأن يبدأ النظام الهاتفي الانترنتي في الانتشار في الأسواق الأوربية والأفريقية والشرق الأوسط خلال الفترة القادمة وسيصل عدد الدقائق المستعملة في الاتصالات بالنظام الرقمي إلى 57 بليون دقيقة مع حلول عام 2008.