الهادي فنينة يستعرض ابداعاته بفضاء سيدي عيسى بالحمامات
فعلا وأحيانا يمكن لقائل أن يقول ما جدوى الفن في مجتمع يعيش تفاصيل يومه الملحاحة ومنها ما هو معيشي وضروري ..هل يفيد الفن في ظروف كهذه..يجيب آخر قائلا " وتظل حاجة الناس للفن والجمال وما هو قيمي رمزي حتى في أحلك الأحوال والظروف وعليكم ان شئتم بـ"الحب زمن الكوليرا" عنوانا وفكرة واختيارا...".
قالها رجل حمامي (نسبة لأهل الحمامات) محب للفن وهو يحادث نفرا من الناس "ها هي الحمامات تسترخي مع الفنان هادي فنينة صديق رسام في الحمامات في معرض بفضاء سيدي بن عيسى الفني كل يوم...في سيدي بن عيسى...".
وهكذا.. بقي عم الهادي دلفين الحمامات على علاقاته بالرسم يحمل بين أنفاسه حبه الدفين للحمامات بعطورها القديمة والحديثة وهو الذي عاش في ألمانيا لفترة وفي دوسلدورف حيث تعرف الى العديد من تفاصيل الحياة والناس والفنون ليعود وفي قلبه شيء من حتى... من قيمة الفن في حياة الناس، رغم المتغيرات والأحداث وهو الذي عايشها وفي عنفوان الأحداث بعد الثورة كانت معارضه بالحمامات في الفضاءات الثقافية والمركز الثقافي الدولي وبالمقاهي السياحية.
وهاهو الآن يعود في هذه الأحوال الصيفية ليعرض لوحاته مختلفة الأحجام والثيمات بفضاء سيدي عيسى بالحمامات خلال فترة مسائية تتواصل الى السهرة وكأنه يرى في ذلك جانبا تنشيطيا يخوضه الفنان وفنه في بلاد تحتاج ترميما لما تداعى بأحوالها وأحوال الناس فيها.
الفنان التشكيلي "دلفين الحمامات" الهادي فنينة يعرض أعماله في هذا الصيف التونسي الحار بفضاء سيدي عيسى وسط الحمامات بعد أن كان لسنوات مباشرا لمرسمه المعرض الدائم بالمركز الثقافي والترفيهي والتجاري بالحمامات وهو المعرض والمرسم المفتوح على مدار العام والفصول حيث يزوره الناس وضيوف الحمامات في موسم السياحة وكل من يحب فنه وذلك بالاضافة الى حياته الطبيعية التي يعيشها فهو يعتني ببستانه (السانية) وما الى ذلك من شؤون حياته فضلا عن العائلة.
وفي سؤال عن الفنان والانسان والابداع التشكيلي ودور الأب الذي يعيشه يقول "أنا فنان ولي حياتي الفنية وكذلك أب والعلاقة هي علاقة الفن بالحياة.. والأب هو المشعل والمستقيل في الحياة وفي الابداع وللأب دور كبير في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فهو المكافح لأجل العائلة ونحن نتحدث كثيرا غن دور الأم وهذا مهم ولكن لا بد من اعتبار دور الأب وقيمته ولا يمكن نسيان ذلك والرجال في صلتهم الهامة بالعائلة والأبناء يبرزون ذلك وفي الابداع والفن نجد المشاهير من الرجال مثل دافنتشي وبيكاسو وسالفادور دالي ومايكل أنجلو.. الصيف له أجواؤه الخاصة وهو مهم بالنسبة للفنان في كونه يوحي له بأفكار أعمال ومشاريع.. شبابنا يضيع ولا بد من العناية به اكثر وأكثر والهجرة السرية صارت بمثابة المشكلة العويصة ولا بد من حلول مشتركة من قبل الجميع من ساسة و علماء اجتماع وفنانين ومربين.. نحن افتقدنا الآلاف من شبابنا وأبنائنا الذين هاجروا سرا والبعض منهم فقدوا في البحر..نحن السبب في هذا الفقدان والعائلة وعدم التوازن وهضم دور الرجل كذلك وكل هذا يمس الثقافة والمجتمع والوضع المتوتر وكثرة المشاكل الاجتماعية وعدم الاستقرار الاجتماعي وكذلك مشاكل التعليم والأساتذة الذين دوهم تربوي ويعلمون أبناءنا ولا بد من سياسة تعليمية واضحة وليستقر النشاط التربوي ..و لهذا أرى الكثير من الفن الذي ننتجه كفنانين سلبيا لأنه نتيجة الأوضاع السلبية والفن هو مرآة المجتمع ولا بد من استفاقة ومراجعة وبصدق وشجاعة وجرأة.. فالفن هو كل هذا".
هكذا تحدث الفنان الدلفين عن الفن والحياة وهو يعتني بمعرضه المفتوح بفضاءات سيدي عيسى بالحمامات الجميلة في صيف 2023 وفيه لوحات عن المجتمع ومختلف مناخاته.. هذه بعض شؤون وشجون الدلفين الحمامي مع الناس والمجتمع والشجر والبيئة وتظل تونس في قلبه والحمامات التي يراها كما رسمها في لوحته الفنية ضمن عنوان "الحمامات التحفونة"، وما الى ذلك من شؤون حياته وشجونها المتعددة.