الهجوم الأميركي على سوريا يفاقم التوتر مع موسكو

روسيا ودمشق تنددان بشدة بالغارات الأميركية التي استهدفت مواقع لفصائل إيرانية في سوريا، بينما أعلنت فرنسا دعمها لتلك الغارات ردا على استهداف ميليشيات إيرانية قوات التحالف في العراق.
روسيا تدعو إدارة بايدن لاحترام سيادة سوريا
موسكو تقول إن واشنطن أخبرتها بالهجوم قبل خمس دقائق من تنفيذه
العراق ينفي تبادل معلومات مع واشنطن حول الهجوم على فصائل إيرانية
دمشق تصف الغارات على ميليشيات إيرانية تدعمها بـ"العمل الجبان"

موسكو - أدانت روسيا الجمعة الضربات الأميركية على فصائل مسلحة موالية لإيران في شرق سوريا وطالبت واشنطن باحترام وحدة أراضي البلاد، معلنة أيضا أن واشنطن لم تبلغها بتلك الهجمات مسبقا، فيما نفى الجيش العراقي من جانبه أي تنسيق بالمعلومات مع الجانب الأميركي في الهجوم على فصائل موالية لإيران.

وكانت واشنطن وموسكو قد اتفقتا على تنسيق أي عمليات عسكرية في سوريا خشية حوادث جوية محتملة فيما تزدحم السماء السورية بمقاتلات روسية وأخرى للتحالف الدولي ومن ضمنها المقاتلات الأميركية.

ويعكس التنديد الروسي بالعملية الأميركية حالة التوتر المتفاقمة بين موسكو وإدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن الذي استهل شهره الأول في الحكم بوضع 15 روسيا على قائمة المطلوبين بتهمة "التآمر" وهو واحد من الملفات إلى جانب ملف المعارض الروسي نافالني، التي ترخي بظلالها على العلاقات الأميركية الروسية.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين "ندين بشدة مثل هذه الأعمال وندعو إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها من دون شروط".

ونددت سوريا كذلك بالضربات الجوية الأميركية على فصائل تدعمها إيران في شرق البلاد اليوم الجمعة ووصفتها بأنها عمل "جبان" وحثت الرئيس جو بايدن على عدم انتهاج "شريعة الغاب".

وكانت روسيا حليفا رئيسيا لنظام الرئيس بشار الأسد طوال الحرب السورية التي اندلعت في العام 2011 في أعقاب قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وساهم التدخل العسكري لموسكو عام 2015 في قلب مسار الحرب.

وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن روسيا تريد معرفة خطط واشنطن في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى لمغادرة البلاد على الإطلاق.

وأوضح للصحافيين "في الفترة الأخيرة، سمعنا معلومات مختلفة من مصادر مختلفة... حتى الآن، لا يمكننا تأكيد ذلك ونود أن نسأل الأميركيين مباشرة. يشتبه بأنهم سيتخذون قرارا بعدم مغادرة سوريا... حتى تدمير البلاد".

وتابع أن الجيشين الروسي والأميركي على اتصال دائم بشأن سوريا، لكنه شدد على أهمية استئناف الاتصالات على المستويين السياسي والدبلوماسي بين موسكو وواشنطن بشأن التحركات في الساحة السورية.

وقال لافروف "من المهم جدا بالنسبة إلينا أن نفهم الخط الاستراتيجي للولايات المتحدة على الأرض وفي المنطقة ككل".

وأوضح الوزير الروسي أنه تم إخطار جيش بلاده قبل أربع أو خمس دقائق فقط من قصف الولايات المتحدة الأهداف يوم الخميس، لافتا إلى أن "هذا النوع من التحذير، عندما تكون الضربات قيد التنفيذ، لا ينفعنا".

وجددت زاخاروفا موقف روسيا برفض أي محاولات لتحويل سوريا إلى "ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية".

وقصفت الولايات المتحدة ليل الخميس الجمعة بنى تحتية تستخدمها فصائل مسلحة موالية لإيران في شرق سوريا، ما أسفر عن مقتل 22 مسلحا عراقيا، في أول عملية عسكرية لإدارة جو بايدن ردا على الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في العراق.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 22 عنصرا على الأقل من فصائل عراقية، غالبيتهم من كتائب حزب الله.

قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان اليوم الجمعة إن فرنسا تؤيد الضربات الجوية الأميركية على فصائل مسلحة مدعومة من إيران في سوريا ردا على الهجمات على التحالف الدولي في العراق.

وقال البيان "في ضوء هذه الهجمات غير المقبولة التي ندينها بقوة نقف مع حلفائنا الأميركيين".

ومن الجانب العراقي، نفت القوات المسلحة العراقية نفيا قاطعا تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة في ما يتصل باستهداف بعض المواقع داخل الأراضي السورية وذلك بعد قيام واشنطن بشن ضربات جوية ضد فصائل مسلحة تدعمها إيران.

وقال الجيش العراقي إن تعاونه مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ينحصر في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.