الهلال السعودي يحقق تأهلا تاريخيا لنصف نهائي مونديال الأندية

البديل غوميس يقود فريقه بهدف وحيد للعبور نحو المربع الذهبي لكأس العالم للأندية من بوابة الترجي التونسي بطل إفريقيا.
نادي الهلال يطمح لبلوغ نهائي مونديال الأندية في أول مشاركة له
الترجي يفشل للمرة الثالثة في بلوغ المربع الذهبي لمونديال الأندية

الدوحة - حقق نادي الهلال السعودي عبورا تاريخيا للمرة الأولى إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، بعد أن تجاوز السبت نادي الترجي الرياضي التونسي بطل الأندية الإفريقية بهدف دون مقابل، حمل توقيع النجم الفرنسي بافيتيمبي غوميس.

ومنح الهداف الفرنسي البديل فريقه الفوز في الدور الثاني بطولة كأس العالم 2019 للأندية في كرة القدم المقامة في قطر، ليقوده إلى نصف النهائي لملاقاة فلامنغو البرازيلي.

وغاب غوميس الذي ساهم بشكل أساسي في تتويج فريقه بدوري أبطال آسيا هذا الموسم، عن التشكيلة الأساسية، في ظل تواصل تعافيه من عملية جراحية في إبهام اليد اليمنى خضع لها مؤخرا.

لكن مدربه الروماني رازفان لوشيسكو دفع به في منتصف الشوط الثاني، ليتمكن بعد ذلك بدقائق من تسجيل هدف المباراة الوحيد من مجهود فردي رائع في الدقيقة الـ73.

وقال لوشيسكو عن الفرنسي بعد الفوز "هو أحد أفضل لاعبينا، أحد أكثر أصحاب الخبرة في الفريق، وأحد أكثر اللاعبين المحبوبين"، مشددا في الوقت عينه على أن فوز الهلال كان "نتيجة مستحقة".

وفي حين عبر الهلال إلى الدور نصف النهائي في مشاركته الأولى في البطولة، تواصلت عقدة الترجي مع المباراة الأولى في مونديال الأندية، والتي يخسرها للمرة الثالثة في مشاركته الثالثة.

وفي حين رأىمدرب الترجي معين الشعباني أن فريقه قدم "مباراة طيبة".

ويلتقي الهلال في المباراة نصف النهائية الأولى الثلاثاء، فريق فلامنغو البرازيلي بطل مسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية، والذي يشرف عليه مدربه السابق البرتغالي جورجي جيزوس.

ويقام نصف النهائي الثاني الأربعاء بين ليفربول الإنكليزي بطل أوروبا، والفائز من المباراة الثانية في ربع النهائي التي تقام لاحقا السبت، وتجمع بين السد القطري ومونتيري المكسيكي بطل الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).

وهي المشاركة الأولى للهلال في مونديال الأندية بعد عودته إلى زعامة الكرة الآسيوية للمرة الثالثة بعد نحو عقدين من الزمن، بينما يشارك الترجي بطل دوري أبطال إفريقيا في الموسمين الماضيين، للمرة الثالثة بعد 2011 و2018.

واضطر لوشيسكو كما كان متوقعا، إلى إبقاء لاعبيه الأساسيين غوميس والإيطالي سيباستيان جوفينكو، بعد غيابهما المطول عن التدريبات في الفترة الماضية، الأول بسبب جراحة الإبهام والثاني لإصابة في العضلة الخلفية، أضيفت إليها نزلة معوية الجمعة.

وشارك المهاجم السوري عمر خريبين وقائد الفريق البرازيلي كارلوس إدواردو، أساسيين بدلا من غوميس هداف دوري أبطال آسيا وجوفينكو.

في المقابل أبقى الشعباني قائد الفريق خليل شمام على مقاعد البدلاء أيضا، بعد غيابه المطول في الفترة الماضية بسبب الإصابة.

وكان الحضور الأبرز في مدرجات ستاد جاسم بن حمد، للمشجعين التونسيين الذين ارتدوا قميص النادي الذهبي والأحمر، وبدأوا بترداد الهتافات قبل نحو ساعة من البداية، رافعين العلم التونسي ورايات النادي وشعارات "الترجي للأبد" والرقم 100 في إشارة إلى احتفال النادي بمرور مئة عام على تأسيسه، ولافتة كبيرة كتب فيها "مئوية ستبقى في البال".

في المقابل، حضر عشرات من مشجعي الهلال الذين رفعوا الرايات البيضاء والزرقاء لـ"الزعيم" والعلم السعودي.

وتبادل الفريقان المحاولات من البداية مع أفضلية للهلال الذي كسب ثلاث ركلات ركنية في الدقائق العشر الأولى، وإن دون تهديد جدي لمرمى الحارس الدولي معز بن شريفية.

في المقابل اقترب الترجي في الدقيقة 12 من افتتاح التسجيل، عندما أخطأ حارس الفريق السعودي عبدالله المعيوف في التعامل مع كرة أعيدت إليه من الدفاع، فانتزعها مهاجم الترجي العاجي ابراهيم وتارا، وأعادها الى أنيس البدري الذي فشل من على مشارف المنطقة، في وضعها في الشباك، مسددا إياها إلى جانب القائم الأيمن.

وفشل الفريقان في الدقائق العشرين الأولى في وضع أي كرة بين الخشبات الثلاث، ومنها تسديدة "على الطاير" للبدري من حافة المنطقة، مرت إلى جانب القائم الأيمن في الدقيقة الـ20.

وأتت أخطر فرصة في الشوط الأول بعد ذلك بدقيقتين، عندما أطلق سالم الدوسري بتمريرة متقنة بين المدافعين، انفرادا للبرازيلي كارلوس إدواردو الذي حاول وضع الكرة بعيدا من متناول بن شريفية المتقدم لملاقاته، لكن الأخير تمكن من التصدي للمحاولة.

ورد الترجي بعد دقائق بأول محاولة بين الخشبات، عبر تسديدة للبدري من خارج المنطقة أبعدها المعيوف بصعوبة في الدقيقة الـ31.

وانتظر الهلال حتى الدقيقة 45 لتهديد المرمى مجددا، وذلك عندما انتزع الدوسري الكرة على الجهة اليسرى ومررها معاكسة الى كاريو الذي سدد بقوة من خارج المنطقة، لكن بن شريفية تدخل وامتص قوتها، قبل أن يتولى محمد علي اليعقوبي أبعادها برأسه وهي في طريقها نحو المرمى.

ولم يجر أي من المدربين أي تبديل مع بداية الشوط الثاني، والذي حافظ الهلال في بدايته على أفضلية الاستحواذ والإمساك بمفاصل الملعب، علما بأن نسبة استحواذه في الشوط الأول بلغت 61 بالمئة.

وهدد محمد كنو مرمى بن شريفية بتسديدة من مسافة قريبة علت العارضة بسنتيمترات، بعد مجهود فردي من البيروفي أندري كاريو على الجهة اليمنى في الدقيقة الـ50، كانت الوحيدة في إيقاع متباطئ لبداية الشوط.

لكن الإيقاع ارتفع بعد مرور ربع ساعة، على وقع التشجيع المتواصل من جماهير الترجي، لاسيما في الدقيقة الـ58 حينما كاد ياسر الشهراني يغالط حارس مرماه بمحاولته قطع تمريرة من الليبي حمدو الهوني، فحولها في طريقها إلى المرمى، قبل أن يبعدها الحارس السعودي في اللحظة الأخيرة.

وفي الدقيقة الـ65، دفع لوشيسكو بغوميس بدلا من الكولومبي غوستافو كويلار، في رهان أثمر سريعا بتمكن الفرنسي من تسجيل الهدف بعدما تلقى تمريرة من كاريو، وتقدم بها إلى داخل المنطقة، ورفع الكرة من فوق اليعقوبي الذي حاول قطعها، قبل أن يتقدم ويسدد بكل هدوء على يمين بن شريفية في الدقيقة الـ73.

وأكمل الهلال المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد لاعبه محمد كنو بالانذار الثاني، علما بأنه نال البطاقتين الصفراوين في ظرف دقيقتين (83 و85).