الهند تبحث عن بديل لإمدادات النفط من إيران

شركات مصافي تكرير الخام الهندية تلجأ إلى زيادة حجم مشترياتها المقررة من النفط من دول أوبك والمكسيك والولايات المتحدة، لتعويض نقص حاد في مشترياتها اذا فرضت واشنطن عقوبات صارمة على إيران في مايو.
العقوبات الأميركية تدفع الهند لتقليص مشترياتها من نفط إيران
نيودلهي تتحسب لإرباك محتمل في إمداداتها من النفط الإيراني
واشنطن تضغط لخفض إيرادات إيران النفطية إلى الصفر

نيودلهي - تتحسب مصافي النفط في الهند لتراجع حاد في إمدادات النفط من إيران بين لحظة وأخرى إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات أشد صرامة على طهران في مايو/ايار.

والهند واحد من أكبر مشتري النفط الإيراني وأي تراجع في الإمدادات من إيران قد يربك شركات التكرير الهندية. ولتجنب أي إرباك محتمل قالت مصادر ومسؤولو شركات إن نيودلهي لجأت إلى زيادة حجم مشترياتها المقررة من النفط من دول أوبك والمكسيك والولايات المتحدة.

وتستهدف هذه الخطوة تعويض أي نقص في إمدادات النفط الإيراني قد يطرأ إذا فرضت واشنطن في الشهر المقبل عقوبات قاسية على طهران.

 وقال مسؤولون في الشركات الأربع المملوكة للدولة والتي تشتري النفط الإيراني إن شركاتهم واثقة من إمكانية تدبير براميل إضافية من دول منتجة أخرى.

ولم تضع شركات التكرير التابعة للدولة بعد طلبياتها لشراء النفط الإيراني لشهر مايو/أيار عندما تنقضي فترة سريان الإعفاء الحالي في انتظار توضيحات من الولايات المتحدة.

ولجأت بهارات بتروليوم ومنجالور للتكرير والبتروكيماويات إلى العراق لتعويض النقص في إمدادات النفط الإيرانية، في حين وقعت مؤسسة النفط الهندية أول عقد سنوي مع موردين أميركيين وزادت من حجم إمداداتها القادمة من المكسيك.

وقال م.ك. سورانا رئيس هندوستان بتروليوم التي اشترت ما يصل إلى 1.5 مليون طن سنويا من النفط الخام الإيراني في 2018-2019 "لن تكون هناك قيود على المعروض. يمكن الحصول على إمدادات من كل من الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك، مثل الولايات المتحدة".

وعمدت أوبك ودول منتجة أخرى من بينها روسيا، إلى تقليص المعروض من النفط تدريجيا على مدار 2019 لتقليل حالة التخمة في الأسواق العالمية، لكن قد لا تجدد أوبك وشركاؤها القيود على الإنتاج عندما تنقضي مدتها بعد يونيو/حزيران بسبب خطر حدوث شح زائد في السوق.

وقال مسؤول بمؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة تكرير في الهند، إن المؤسسة ستخفض حجم وارداتها من النفط الإيراني إلى ستة ملايين طن، بما يعادل نحو 120 ألف برميل يوميا، في 2019-2020 من تسعة ملايين طن في 2018-2019.

وأضاف أن الشركة وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني في الهند، رفعت من حجم الكميات الاختيارية التي يمكنها شراؤها من الدول المنتجة الأخرى إلى مليوني طن.

وتابع "الكميات الاختيارية الواردة في الاتفاقات أكبر من العام الماضي. لدينا عقود اختيارية مع السعودية والكويت ودول منتجة أخرى. سيوفرون المزيد من الإمدادات إذا أردنا"، مشيرا إلى أن شركته ستشتري المزيد من النفط الأميركي إذا اقتضى الأمر.

وقال المصدر إن مؤسسة النفط الهندية تأمل أيضا في شراء 1.5 مليون طن من النفط المكسيكي في 2019، مقارنة مع مليون طن العام الماضي. ولم يعلق مسؤولون من شركة النفط الوطنية الإيرانية المملوكة للدولة حتى الآن

وقال المسؤولون بشركات التكرير إن إستراتيجية 2019-2020 الخاصة بتدبير إمداداتهم من الخام ليست مرهونة بالنفط الإيراني، كما أنها أكثر مرونة عن الأعوام السابقة.

وقال مسؤول منجالور للتكرير والبتروكيماويات "ليست لدينا خطة جامعة مانعة للعام الحالي وإنما لدينا كميات اختيارية ولذلك من الممكن أن نجد بديلا في حالة تعذر أي دولة لأي سبب".

وخلال جولات العقوبات السابقة على إيران، زادت السعودية والعراق من حجم إمداداتهما للهند لترتفع حصتهما السوقية من واردات ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم.

وفي العام الماضي، وقعت منجالور للتكرير والبتروكيماويات أول اتفاق سنوي مع العراق لشراء 1.5 مليون طن من نفط البصرة في 2019.

وقال ر. راماتشاندران رئيس قطاع المصافي في بهارات بتروليوم إن الشركة أبرمت اتفاقا لشراء خمسة ملايين طن من النفط العراقي في 2019، مقارنة مع 1.5 مليون طن في 2018، مضيفا أن الشركة تدرس شراء المزيد من النفط من أميركا الجنوبية.

وأعلن أن الشركة اشترت نفطا خاما من البرازيل وتخطط للشراء من المكسيك أيضا، قائلا "لدينا إستراتيجية سواء بإيران أو دونها"