الهواء الملوث يثير الرغبة في الانتحار

دراسة بريطانية تربط بين زيادة مستوى التلوث في الجو وارتفاع حالات الانتحار وتشخيص الاكتئاب.
الجسيمات الدقيقة التي يحملها الهواء الملوث تسبب التهابا في الدماغ

لندن - كشفت دراسة بريطانية حديثة أن سكان المدن التي ترتفع فيها نسبة الهواء الملوث معرضون للانتحار بسبب الأمراض النفسية وعلى رأسها الاكتئاب.
يقول باحثون في جامعة كوليدج لندن إن تلوث الهواء المسبب الأول لظاهرة التغير المناخي، يشكل خطرا ليس على الصحة البدنية فحسب، بل على الصحة العقلية والحالة النفسية لمواطني المناطق التي ترتفع فيها نسب تلوث الهواء لأعلى المستويات. 
ودرس الباحثون تأثير التعرض للجسيمات الدقيقة التي يحملها الهواء الملوث في 16 دولة، ووجدوا أن هذه الجسيمات الملوثة تتسلل عبر الدم إلى الدماغ وتسبب التهابا يرتبط بالاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة العقلية الأخرى.
وربطت الدراسة بين زيادة مستوى التلوث وارتفاع حالات الانتحار وتشخيص الاكتئاب، حيث لاحظ الباحثون طفرة ملحوظة في عدد المصابين بالاكتئاب في الأيام التي تكون فيها مستويات التلوث سيئة للغاية.

تلوث الهواء في سيول
المدن التي تقتل سكانها

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في سبتمبر/أيلول الماضي إن هناك شخصا واحدا يضع حدا لحياته كل 40 ثانية على مستوى العالم وإن عدد من يفقدون أرواحهم بسبب الانتحار كل عام يفوق قتلى الحروب.
وأضافت أن الانتحار هو ثاني أكبر سبب لوفاة الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما بعد حوادث الطرق. كما أنه ثاني أكبر سبب لوفاة الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما بعد الأمور المتعلقة بالحمل والولادة. وبالنسبة للمراهقين الذكور يعتبر الانتحار ثالث أكبر سبب للوفاة بعد حوادث الطرق والعنف.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن قرابة 800 ألف شخص في المجمل يقدمون على الانتحار سنويا، أي أكثر ممن تقتلهم أمراض الملاريا أو سرطان الثدي أو الحروب أو جرائم القتل.
وهذه ليست أول دراسة تربط بين آثار التغير المناخي وارتفاع نسب الانتحار، فقد كشف باحثون أميركيون في يوليو/تموز 2018، عن صلة بين ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الاحتباس الحراري وارتفاع معدلات الانتحار في الولايات المتحدة والمكسيك.
ويعتقد الباحثون أن الناس لا يعانون من الاكتئاب المباشر بسبب الطقس الحار، إلا أنهم يرون أن ارتفاع الحرارة يدفع العقل البشري إلى ارتكاب المزيد من الأذى الذاتي.