'اله البحر' يشق شوارع سوسة التونسية في كرنفال أوسو

أول الكرنفالات في إفريقيا والعالم العربي يعود في دورته 59 باستعراض لفرق صوفية تونسية ولوحات راقصة في الشارع على وقع الموسيقى والألوان والإيقاعات رافقها حضور جماهيري.

كرنافال يتزامن مع الذكرى 61 لإعلان الجمهورية
الحدث بمشاركة فرق استعراضية من نيس الفرنسية وأخرى من الجزائر وروسيا

سوسة (تونس) -على امتداد الطريق السياحية (الكورنيش) المطلة على شاطئ بوجعفر في سوسة التونسية تتابعت عربات تحمل رموزا ودمى ضخمة تلخّص خصوصية المدينة الساحلية لتعطي شارة انطلاق "كرنفال أوسو" في دورته الـ59.
المدينة عاشت مساء الخميس، على وقع الموسيقى والألوان والإيقاعات رافقها حضور جماهيري ناهز الألف متفرّج، حسب ما أفادت مصادر أمنية.
ومن بين العربات التي غالبا ما تجذب انتباه الجماهير المتابعة، عربة "أوسو" التي تحمل "إله البحر"، في محاكاة لأسطورة تاريخية.

وظهر هذا الرّمز مرتديا قميص الفريق الرياضي لمنطقة الساحل التونسية، وهو النجم الرياضي الساحلي.

كما ضمت عربة "خيرات البحر" ما يمن به البحر المتوسط على أهل الساحل من سمك ومرجان وغيره من الثروات البحرية. 

وتنوعت العروض المقدمة خلال "الكرنفال" الذّي استمر لأكثر من ساعتين، باستعراض لفرق صوفية تونسية ولوحات راقصة. 
ويندرج الكرنفال في إطار "مهرجان أوسو" الذي يتزامن مع الذكرى 61 لإعلان الجمهورية، والذي يصادف الـ25 من يوليو/تموز من كل عام.
 

وتشرف على تنظيم هذا المهرجان الذّي انطلقت فعالياته، الاثنين الماضي وتختتم الجمعة، "جمعية مهرجان أوسو" بسوسة، وهي منظمة مستقلة تشرف على تنظيم المهرجان منذ تأسيسه عام 1958.
واعتبر المدير الفني للمهرجان رياض حسين، أن "احتفالية هذا العام شهدت تطورا وتنوعا في العروض، بمشاركة فرق استعراضية من مدينة نيس الفرنسية، وأخرى من الجزائر وروسيا".

وأضاف أن "المهرجان شهد، الليلة الماضية، إقبالا شعبيا كبيرا، خلال إطلاق الشماريخ (وهي عادة دأب على القيام بها المنظمون في الليلة التّي تسبق الكرنفال)".

من جانبها، قالت وزيرة السياحة سلمى اللومي، إنّ "الكرنفال عريق في جهة الساحل، ومن الضروري المحافظة عليه ودعمه".
ووفق مؤرخين، فإن "كرنفال أوسو" تاريخي ضارب في القدم، ويعود إلى العهد الفينيقي، وقد اقترن في العصر الحديث بذكرى وطنية وهي عيد إعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو/ تموز 1957. 
ويعتبر "كرنفال أوسو" أول الكرنفالات في إفريقيا والعالم العربي، وتشارك فيه عدة دول عربية و أوروبية سواء من خلال الفرق أو اللوحات الفنية أو السياح الوافدين.