اخوان الاردن يشاركون في الانتخابات التشريعية

جبهة العمل الإسلامي تسعى لاستمالة الأردنيين بالحديث عن الدوافع الوطنية والحقوق في وقت تتراجع فيه شعبيتها مع قرار السلطة حل جماعة الاخوان.
الاخوان يمارسون هوايتهم في ادعاء المظلومية لكسب التعاطف
اخوان الاردن يواجهون محيطا يعاديهم بسبب دور الجماعة في تفتيت المجتمعات

عمان - لا تزال جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تحاول ايجاد مكان لها في المشهد السياسي الاردني رغم تراجع شعبيتها اضافة الى وجودها في محيط عربي اصبح معاديا لكل من ينتمي لهذه الجماعة المصنفة ارهابية.
وأعلن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن الإثنين أنه قرر المشاركة في الإنتخابات البرلمانية المزمع عقدها في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقال الحزب في بيان إن "مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، قرر مستعيناً بالله تعالى، المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة للمجلس التاسع عشر".
وفي محاولة لاستعطاف الاردنيين وادعاء المظلومية قالت الجماعة أن "الحركة الإسلامية تتعرض لاستهدافٍ واضح، ومحاولاتٍ حثيثة للنيل منها بسبب أدوارها الوطنية وجهودها الخيّرة، بما لا يروقُ لكلّ العابثين الذين يعتقدون أن تمرير مشاريعهم المشبوهة لا يكون إلا باستبعاد الحركة الإسلامية، بما تُشكّله من حائطِ صدّ، وجبهة دفاعٍ متقدّمة، إزاء كلّ تلك المشاريع وأمام كل المغرضين".
لكن خطاب المظلومية لم يعد قادرا على استمالة الاردنيين كما هو الحال مع شعوب عربية اكتوت بنار الاسلام السياسي وعاشت طيلة عقد من ويلات حكمها الذي ادى في النهاية الى انقسامات وحالة من الفوضى.
كما ان الحديث عن الوطنية الواقع فالحركات الإسلامية عرفت بانخراطها في مشاريع الدول الاقليمية على غرار المشروعين التركي والإيراني.
وقال حزب العمل الاسلامي "بناءً عليه، فإننا وبكلّ وضوح، نعتبرُ أن غيابنا عن البرلمان يُعدُّ انسحاباً من تلك المعركة وهروباً من المسؤولية، وتحقيقاً لأمنيات أولئك المُغرضين بإخلاء الساحة لهم، لتخلو لهم الأوطان لتمرير مشروعاتهم".
ودعا الحزب الاردنيين الى ان "يتوجّهوا نحو صناديق الاقتراع لدعمنا، فمنكم الدعم ومنّا الوفاء، رفعةً لهذا الوطن، وإسناداً له في وجه كل المؤامرات والمكائد".

السلطات الاردنية كانت واعية بخطر الاخوان فقامت بتشميع مقرهم
السلطات الاردنية كانت واعية بخطر الاخوان فقامت بتشميع مقرهم

وقال إن "دعمكم هذا يُعتبر استمراراً لمسيرة كتلة الإصلاح النيابية التي كان لها الموقف المُشرّف في دعم القضايا الوطنية والدفاع عن حقوقكم وكرامتكم ولقمة عيشكم، ومجابهة الفساد وحماية الوطن من الأخطار".
ويحاول إخوان الاردن استمالة الشعب الأردني بالحديث عن الكرامة والحقوق كما يحاول ككل مرة استغلال القضية الفلسطينية في معاركه السياسية وهو نفس النهج الذي تتبعه التنظيمات الاسلامية في كل الأقطار العربية لكنها في النهاية تصب في صالح المشغلين الاقليميين.
وفي هذا الصدد قال الحزب أن "وجود الأصوات الوطنية المخلصة في البرلمان هو ممّا يؤكدُ على وقوفنا في وجه كل المؤامرات التي تُحاك للأردن وتستهدف كينونته الوطنية، خصوصاً في ظلّ هرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني".
وشارك حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، في الانتخابات النيابية عام 2016 وفاز ب16 مقعدا، وأطلق على كتلته اسم "كتلة الإصلاح".
وقررت السلطات القضائية الأردنية في 16 تموز/يوليو حلّ جماعة الاخوان التي تشكل مع ذراعها السياسية، حزب جبهة العمل الإسلامي، المعارضة الرئيسية في البلاد، وذلك "لعدم قيامها بتصويب أوضاعها القانونية" عبر حصولها على ترخيص.
وكانت قوات الأمن الأردنية أخلت مقر جماعة الإخوان المسلمين في عمان وأغلقته بالشمع الأحمر في منتصف نيسان/أبريل 2016.
وبعدها بأيام، أعلنت الجماعة عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" أن السلطات أغلقت "بالشمع الأحمر" مقار أخرى لها في الرمثا وإربد وجرش (شمال) والمفرق (شرق) وفي الكرك ومادبا (جنوب).
وتقول الجماعة إنها مرخصة منذ عام 1946 بموافقة رئاسة الوزراء، وأنها "مارست أدوارها في مختلف المجالات السياسية والدعوية والتربوية والقانونية ووصلت الى مجلسي النواب والأعيان ومثّلها وزراء في حكومات مختلفة باسم جماعة الإخوان المسلمين، وسُمح لها بالتملك طيلة هذه السنوات".
وحلت محلها "جمعية الإخوان المسلمين" التي نشأت في 2015 على أيدي أعضاء في الجماعة إنشقوا عنها ونقلت ملكية واراضي الجماعة الى الجمعية.
وتأزمت العلاقة منذ ذلك الحين بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطات، واتهمت الحركة الإسلامية السلطات بمحاولة شق الجماعة.
وجمعية الإخوان المسلمين غير ممثلة في البرلمان، ولا تتبع نهجا معارضا.
وصنّفت مصر جماعة الإخوان المسلمين "تنظيما إرهابيا" في كانون الأول/ديسمبر 2013.
كما صنفت الإمارات العربية المتحدة في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 الجماعة ضمن "التنظيمات الإرهابية". نظرا لدورها في احداث الفوضى ونشر التطرف في المجتمعات العربية.