الوتيرة المتسارعة لتفشي كورونا تعيد دولا إلى تدابير صارمة

إسرائيل تبدأ عزلا شاملا، بينما لا تستبعد بريطانيا العودة إلى إغلاق عام جديد، فيما أعلنت اسبانيا وفرنسا وغيرهما عن تدابير صارمة لكبح موجة وبائية ثانية.
احتجاجات في إسرائيل رفضا للقيود الجديدة بسبب كورونا
مدريد تعلن تقييد التحركات على نحو 13 بالمئة من سكانها
منظمة الصحة العالمية تحذر من نسب انتقال العدوى في أوروبا مقلقة

كوبنهاغن - شددت عدّة دول أوروبية بينها فرنسا والمملكة المتحدة قيودها الجمعة لكبح موجة وبائية ثانية، تزامنا مع دخول الإغلاق الثاني الشامل في إسرائيل حيز التنفيذ وآخر جزئي في منطقة العاصمة الاسبانية مدريد.

وأعلنت مدريد التي تعدّ بؤرة وبائية، تقييد التحركات على نحو 13 بالمئة من سكانها بهدف الحد من تفشي الفيروس.

وسيكون بمقدور السكان المعنيين مغادرة أحيائهم للذهاب إلى العمل، زيارة طبيب أو أخذ أولادهم إلى المدارس، وفق ايزابيل دياز ايوسو رئيسة هذه المنطقة التي تعدّ6.6 ملايين نسمة، مشيرة إلى أنّ التجمعات يجب أن تحدد بستة أشخاص بدلا من 10.

وبعدما شهدت البلاد في الربيع إجراءات عزل اتصفت بكونها من بين الأشد في العالم، تعرف اسبانيا حيث سجّلت 30400 وفاة تصاعدا في الإصابات منذ يوليو/تموز، إلى أن صارت أكثر دولة أوروبية تسجّل حالات نسبةً إلى عدد السكان.

وقال الممرض في قسم الطوارئ في مستشفى مدريد سانتياغو اوسوز إن "عدد الأسرّة في العناية الفائقة لم يعد كافيا للمرضى الحاليين"، موضحا أنّ ثمة 32 سريرا لـ35 مريضا.

والجمعة، صارت إسرائيل أول دولة متقدمة تعود إلى الإغلاق الشامل تزامنا مع اليوم الأول من موسم الأعياد اليهودية، ما أثار استياء عدد كبير من سكانها.

وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخميس عن زيادة مقلقة في أعداد الإصابات قائلا "في اليومين الماضيين كان هناك ازدياد في عدد الإصابات وخصوصا تلك الخطيرة"، مضيفا "إذا احتاج الأمر، قد نضطر إلى التشدد أكثر".

وتستبق هذه الخطوة حلول رأس السنة اليهودية في نهاية الأسبوع ومناسبات لاحقة أخرى بينها عيد الغفران بعد ذلك بعشرة أيام.

وأثارت الخطوة احتجاجات في تل أبيب في وقت متأخر الخميس عندما خرج المئات إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للقيود.

وقالت يائيل البالغة 60 عاما وهي موظفة سابقة في مكتب للهندسة فقدت عملها بسبب الأزمة "الاقتصاد يتهاوى، الناس يخسرون وظائفهم، وهم مكتئبون. من أجل ماذا؟ لا شيء".

وسجّلت إسرائيل التي تعد نحو 9 ملايين نسمة، 1163 وفاة بسبب الفيروس. وبين مساء الخميس وظهر الجمعة، سجّلت 5238 إصابة في عدد قياسي. وفي فرنسا، حث المجلس الكنسي المؤمنين على مضاعفة الاحتياطات.

الوضع الوبائي في مدريد يدفع السلطات لاتخاذ تدابير صارمة تشمل قيودا على حركة السكان
الوضع الوبائي في مدريد يدفع السلطات لاتخاذ تدابير صارمة تشمل قيودا على حركة السكان

وأودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة ما لا يقلّ عن 946727 شخصا في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر/كانون الأول استنادا إلى مصادر رسميّة.

وسُجّلت رسميّا أكثر من30.22 مليون إصابة بالفيروس منذ بدء تفشيه تعافى منهم حتى اليوم 20346800 شخص على الأقل.

وفي أوروبا، حيث عدد الإصابات أعلى من تلك المسجّلة في مارس/آذار وأبريل/نيسان، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نسب انتقال العدوى "مقلقة".

وفي بريطانيا، دخلت إجراءات جديدة حيز التنفيذ في شمال شرق البلاد حيث يقطن مليونا شخص، منها حظر الزيارات بين الأسر وحظر التجول من الساعة 10 مساء حتى الساعة 5 صباحا في جميع أماكن الترفيه وتقديم الطلبات على المائدة في الحانات المرخص لها بذلك فقط.

ولا تستبعد الحكومة البريطانية اللجوء إلى إغلاق عام جديد في حال لم تكن الإجراءات الجديدة كافية. ومنذ عدة أيام، تخطى عدد الإصابات ثلاثة آلاف يوميا في عموم المملكة المتحدة.

ومنذ الآن، أعلن رئيس بلدية لندن صادق خان إلغاء إطلاق الألعاب النارية للاحتفال بقدوم العام الجديد.

وفرضت جمهورية التشيك الجمعة وضع الكمامات الواقية على الطلاب والتلاميذ الذين يتخطون 11 عاما. ومع تسجيلها 3130 إصابة جديدة الخميس وهي بلغت في 24 ساعة عدد إصابات مماثل لكل الحالات المسجلة في مارس/اذار.

وفي فرنسا، أعلن وزير الصحة أوليفيه فيران أنه سيتم فرض قواعد جديدة في مدينتي ليون ونيس بحلول يوم السبت، بعدما فرضت السلطات قيودا جديدة على التجمعات هذا الأسبوع في بوردو ومرسيليا.

وفي الولايات المتحدة، تحوّل حفل زفاف أقيم الشهر الماضي في ولاية مين الصغيرة قرب كندا إلى بؤرة كبيرة لتفشي كوفيد-19 إذ تسبب بسبع وفيات وما لا يقل عن 177 إصابة، في تذكير بمخاطر الفيروس في منطقة كانت تظن أنها تخطت أسوأ مراحل الجائحة.

وأقيم الزفاف في 7 أغسطس/اب الماضي بمشاركة 65 شخصا وهذا في ذاته مخالف للحد الأقصى المسموح به رسميا وهو 50 شخصا.

وتبنت مقاطعة اونتاريو في كندا إجراءات رادعة ضدّ منظمي تجمعات تزيد عن 10 أشخاص في الأماكن المغلقة و25 في الهواء الطلق. وتصل العقوبة إلى 10 آلاف دولار كندي (6400 يورو) على أن يدفع كل مشارك 750 دولارا.

والأحد، ستتميز الدورة الثانية والسبعون من جوائز إيمي التي تعادل جوائز الأوسكار للتلفزيون الأميركي بتقديم استعراض افتراضي بشكل كامل، فمساء، سيلقي الممثل الكوميدي جيمي كيميل دعاباته أمام صالة من غير جمهور، بينما يستلم الفائزون جوائزهم مرتدين ملابس النوم من على أرائكهم.