الوضع الإيراني: رواتب الإيرانيين لا تكفي والبرلمان ينتقد برنامج التيه

يوم السبت الماضي بثّ التليفزيون الرسميّ برنامجًا اسمه (التيه) يحتوي على اعترافات بضع فتيات بخصوص حركاتهنّ الراقصة في الفضاء الافتراضي مما أثار ردود أفعال كثيرة من الناس وبعض المسؤولين والنشطاء السياسيين الذين ذمُّوا هذا الإجراء حتى إن ردود الأفعال هذه اتّخذت بعدًا دوليًّا.

تُحلل صحيفة «آرمان أمروز» عبر افتتاحيتها اليوم التقارب الأمريكيّ-الروسيّ المتمثل في زيارة ترامب ولقائه ببوتين، ذاكرةً أن الهدف من ذلك هو إقناع موسكو بإجبار إيران على مغادرة الأراضي السورية والتخلِّي عن نشاطاتها هناك.

الافتتاحيَّة تقول: «أعلن البيت الأبيض أن أحد أهداف زيارة ترامب لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو إقناع موسكو بإجبار إيران على ترك سوريا بالكامل، والتخلِّي عن نشاطاتها على الأراضي السورية، لأن وجود إيران في سوريا يتعارض عمومًا مع مصالح إسرائيل، لكن من جهة أخرى تخفّ اضطرابات سوريا شيئًا فشيئًا، ولم يعُد بشّار الأسد عامل تهديد، ولن تسعى أمريكا ثانيةً لإسقاط بشار الأسد، كما أن أمريكا وإسرائيل موافقتان على بقاء بشّار الأسد، لذا لم يعُد الأسد يشكل تهديدًا على هذه الدول، والتهديد الوحيد الذي يزعمون أنه موجود هو وجود إيران في سوريا».

تفكِّك «بهار» في افتتاحيتها اليوم موقف حسن روحاني خلال زيارته سويسرا، الذي ترك أثرًا واسعًا عبر وسائل الإعلام، مشيرةً إلى نقاط أساسية يجب أخذها في الاعتبار قبل كل شيء. تقول الافتتاحيَّة: «بخصوص موقف حسن روحاني في سويسرا، الذي كانت له أصداء واسعة على مستوى العالَم واعتُبِرَ تهديدًا عسكريًّا، تجدر الإشارة إلى عدة نقاط:

  •  إيران لديها القدرة على إغلاق مضيق هرمز من خلال زراعة الألغام البحرية واستخدام غواصاتها، وصواريخ بر-بحر، وقواربها العسكرية السريعة، لكن هل سيبقى الطرف الآخر، أمريكا وحلفاؤها، يشاهدون على إجراءات إيران العسكرية؟
  •  هل قوة إيران العسكرية أكبر من قوة الطرف الآخر؟
  •  في حال إغلاق مضيق هرمز وحدوث مواجهة عسكرية، وبالنظر إلى الظروف الداخلية والخارجية في إيران، هل من المؤكّد أن إيران لن تتضرر؟
  • يبدو أن موقف روحاني كان إما بسبب ضغط القوى الداخلية المتشددة، وإما للاستهلاك المحلي من أجل أن يتقرب من المتشددين في الدّاخل، ليضمن عدم عرقلتهم مفاوضات 4+1 والمفاوضات المحتملة مع أمريكا.
  • إذا لم تتمكن أوروبا والصين وروسيا من الدفاع عن الاتِّفاق النووي ومصالحها وحتى إبعاد التهديدات التجارية الأمريكيَّة عن نفسها، فهل ستتمكن إيران من المقاومة وحدها؟
  • في العرف الدبلوماسي لا يبدؤون بما يجب أن ينتهوا به، لذا فإن الموقف العسكري الذي لوّح به روحاني، وما تلاه من دعم العسكريين له، هو بمثابة الكلام الأخير، في حين أنه ليس أمام إيران سوى مفاوضات 4+1 والتفاوض غير المباشر مع أمريكا قبل أن تحترق أوراقها.
  •  إن المماطلة في التفاوض إلى أن تحين لحظة الانتخابات البرلمانية في أمريكا في نوفمبر المقبل أمرٌ ضروري، لأنه في حال فوز الديمقراطيين في هذه الانتخابات، الذي هو محتمَل، سيصبح ترامب في موقف ضعيف، لذا يجب عدم التهور حتى تلك اللحظة، حتى لا نقدّم ذريعة للمتشددين الأمريكيّين القريبين من التيَّار اليميني المتطرف في إسرائيل، فمثل هذه الذرائع قد تُجبر ترامب على مغامرة لإنقاذ نفسه، في حين أن الوقت غير مناسب لمغامرات إيران.

تتناول افتتاحيَّة «ستاره صبح» اليوم البرنامج الذي بثته هيئة التليفزيون باسم «التيه» والذي يستعرض اعترافات المراهقات وهن تحت الضغط النفسي والتعذيب، مناقشةً هذا التصرف من وجهة قانونية، لتؤكّد في نهايتها أن ذلك يتعارض مع الدستور والقانون الإيرانيَّين.

تقول الافتتاحيَّة: «يوم السبت الماضي بثّ التليفزيون الرسميّ برنامجًا اسمه (التيه) يحتوي على اعترافات بضع فتيات بخصوص حركاتهنّ الراقصة في الفضاء الافتراضي، مما أثار ردود أفعال كثيرة من الناس وبعض المسؤولين والنشطاء السياسيين الذين ذمُّوا هذا الإجراء، حتى إن ردود الأفعال هذه اتّخذت بعدًا دوليًّا».

وتناولت الافتتاحيَّة بعد ذلك مدى قانونيَّة هذا البرنامج قائلةً: « إن الفقرتين (أ) و(ب) من المادة 96 من قانون الإجراءات الجنائية، الذي أصبح دائمًا مؤخرًا، ويوجَّه الانتقاد إلى ديمومته، تنصَّان صراحة على أن نشر صور أو تقارير حول قضية لا تزال في المحكمة، ممنوع، وأن هذا الأمر مخالف للقانون. لكن في التسجيل الذي بثَّه التليفزيون الرسميّ ليس معلومًا منصب أو وظيفة من كان يجلس في مواجهة تلك الفتاة، وكان يوجّه إليها الأسئلة، وهل هو من رجال الشرطة أم من مأموري الضبط القضائيّ. إذا كان من مأموري الضبط القضائيّ، فإنه بناء على المادة 96 ليس من حقّه أن يحصل على اعترافات الفتاة وتسجيلها على شكل فيديو وبثّها، وهذا الأسلوب في الحصول على الاعترافات من طرق التعذيب».

كما هاجم علي مطهري، نائب رئيس البرلمان، هيئة الإذاعة والتليفزيون بسبب برنامجها الذي بثّ مؤخَّرًا اعترافات المراهقة التي اشتهرت بـ«راقصة إنستاغرام» وهي تبكي، معتبرًا هذا البرنامج يفترق لأساسيات المهنة وللأساسيات القانونية كذلك، إذ لم يؤخَذ إذن المتهمة بجانب الآخرين الذي خرجوا بهذا البرنامج. وتابع: «هذا التصرف استفزّ عاطفة الشعب مهما كان العمل الذي قامت به، كما يجب على مديري الإذاعة أن يعرفوا أن نفسية المجتمع وتأثُّره من الممكن أن يستغلها الأعداء». يأتي ذلك بعد أن اعتقلت السلطات الإيرانيَّة أول أمس فتاة تُدعى مائدة حجابري، 18 عامًا، بسبب نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لها وهي ترقص، وهو ما جذب عشرات آلاف المتابعين.

بثَّت وكالة «فارس» تصريحًا لأحمد ميدري، مساعد وزير العمل التعاون، بشأن الفقر في إيران وأعداد الفقراء، أوضح فيه أن «خط الفقر في إيران يخضع لمعايير معينة أبرزها مقدار الدخل الشهري والسنوي»، وأضاف: «أستطيع القول إن أغلب المدخولات المالية للإيرانيّين، سواء شهرية أو سنوية، لا تُلبِّي الاحتياجات الأساسيَّة كالغذاء والدواء»، وتابع: «تعتقد المنظَّمات الدولية أن الذين يندرجون تحت خط الفقر المطلق لا تتجاوز نسبتهم 4% من مجموع السُّكان، إلا أن هذا غير صحيح، فالذي أعرفه أن 33% من مجمل السُّكان لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية».

وأشار ميدري في نهاية حديثه إلى أن كثيرًا من سُكان الأقاليم لا يمتلكون مسكنًا شخصيًّا، وليس لديهم نفقات جانبية للمواصلات والترفيه، مطالبًا المثقفين ومؤسَّسات المجتمع المدنيّ بمعالجة ذلك وتقديم فاعليات اجتماعية وإنسانية لهؤلاء الفقراء. وكان رئيس لجنة الخميني للإغاثة كشف سابقًا عن تزايد عدد الفقراء في المجتمع بشكل وصفه بالمخيف، مؤكّدًا أن قرابة 11 مليون شخص يعيشون تحت خطّ الفقر(موقع «تابناك الإخباري»).

  • ملخص لمنشور: المعهد الدولي للدراسات الإيرانية: مساعد وزير العمل: رواتب الإيرانيين لا تكفي.. والبرلمان ينتقد برنامج «التيه»