الوعيد التركي لا يمنع تقدم الجيش السوري

القوات السورية تحاول تأمين حزام أمان لطريق حلب دمشق الدوليفي وقت يعزز فيه الجيش التركي من تواجد قواته مع تمكنه من إسقاط طائرة مروحية للنظام.

دمشق - رغم التهديد والوعيد من قبل المسؤولين الاتراك للجيش السوري بعد تحقيقه تقدما هاما الاسابيع الماضية الا ان ذلك لم يمنع القوات السورية من تحقيق مزيد من التقدم.
وتقدمت قوات النظام الجمعة في شمال غرب البلاد في مواجهة الجهاديين والفصائل المقاتلة بعد السيطرة على قاعدة عسكرية خسرتها قبل أكثر من سبع سنوات، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتسيطر هيئة تحرير الشام والفصائل على 52 في المئة من محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات الثلاث المحاذية لها، حلب وحماة واللاذقية.
وتتواجد مجموعات معارضة وفصائل جهادية أخرى أيضا في هذه المناطق التي تشكل آخر معقل جهادي خارج عن سيطرة قوات النظام.
وفي منتصف كانون الاول/ديسمبر 2019، استأنفت قوات النظام السوري بدعم من حليفها الروسي، هجومها على محافظة ادلب.
وفي ختام "معارك عنيفة" فجرا مع الجهاديين وفصائل المعارضة استعادت قوات النظام الجمعة الفوج 46، القاعدة الواقعة على بعد 12 كلم غرب مدينة حلب كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأضاف المرصد أن قوات تركية كانت موجودة في تلك القاعدة لكنها انسحبت منها الخميس. وأوضح أن "الاتراك انسحبوا من هذه القاعدة امس وكان هناك خلال الليل معارك عنيفة مع الفصائل والجهاديين. الاتراك كانوا هناك منذ عدة أيام".

الاتراك انسحبوا من هذه القاعدة امس وكان هناك خلال الليل معارك عنيفة مع الفصائل والجهاديين

يذكر أن قوات النظام خسرت في أواخر العام 2012 نحو 150 عنصر من قواتها إبان عملية سيطرة الفصائل على الفوج، خلال اعدامات ومعارك في آخر ساعات المعركة.
وفي اصرار تركي على الغوص اكثر في المستنقع السوري أرسل الجيش التركي، الجمعة، قافلة تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته المنتشرة على الحدود السورية في ولاية هطاي جنوبي البلاد. 
وأفاد مراسل الأناضول، أن التعزيزات انطلقت من مختلف المناطق التركية، ووصلت إلى قضاء "إصلاحية" في ولاية غازي عنتاب، وأخرى وصلت إلى قضاء "ريحانلي" في ولاية هطاي جنوبي البلاد.
وأضاف أن القافلة محملة بدبابات ومدافع وعربات مدرعة، في طريقها إلى الحدود السورية، وسط إجراءات أمنية مشددة. 
وأشار أنّ القافلة العسكرية أُرسلت بهدف تعزيز الوحدات العسكرية التركية على الحدود السورية.
والاربعاء هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرب قوات النظام السوري "في كل مكان" في حال تعرض جنوده لأذى، متهما روسيا حليفة دمشق بالمشاركة في ارتكاب "مجازر" في ادلب بشمال غرب سوريا.

الجيش التركي ركز على استهداف سلاح الطيران السوري
الجيش التركي ركز على استهداف سلاح الطيران السوري

وكانت السلطات التركية منحت بداية الشهر الجاري قوات الاسد شهرا حتى تنهي هجماتها وتتراجع خلف نقاط المراقبة في ادلب وذلك بعد مقتل عدد من جنودها بسبب هجمات الجيش السوري.
ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في العام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب - دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل.
وبموجب الاتفاق، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في المنطقة، باتت ثلاث منها على الاقل محاصرة من قبل قوات النظام.
وتنشر تركيا التي تدعم فصائل معارضة في سوريا، قوات في شمال غرب البلاد وأرسلت تعزيزات في الأيام الماضية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "الآن النظام بحاجة الى السيطرة على ارم الكبرى وكفر ناها من أجل تأمين حزام أمان لطريق ال م5 دمشق حلب الدولي".
ومنذ كانون الأول/ديسمبر، تركز هجوم قوات النظام على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم على ريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
وسيطرت قوات النظام على عشرات القرى والبلدات، أبرزها مدينتا معرة النعمان ثم سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وأضاف المرصد أن "قوات النظام أصبحت على نحو 2 كلم من ارم الكبرى". 
كما قال إن "قوات النظام أصبحت أيضا على بعد أقل من 5 كلم من الاتارب"، أكبر بلدة بريف حلب الغربي تحت سيطرة الجهاديين و الفصائل التي أصبحت خالية من سكانها.
وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء الجمعة أنه تم إسقاط طائرة هليكوبتر تابعة لقوات الحكومة السورية في منطقة ريفية غربي حلب في إدلب السورية التي شهدت تصاعدا في العنف ونزوحا في الأسابيع الماضية.
وبداية الشهر الجاري قتل جنديان سوريان جراء إسقاط مروحيتهما قرب منطقة قميناس في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفق المرصد الذي قال إن القوات التركية استهدفت المروحية بصاروخ.