الوفاة المبكرة تهدد الحيوانات المستنسخة

الحيوانات المستنسخة اكثر عرضة للاصابة بالأمراض

واشنطن - تصاعدت المخاوف من مخاطر الاستنساخ البشري بشكل كبير مؤخرا بعد أن أثبتت البحوث للمرة الأولى, أن الحيوانات المستنسخة تموت بصورة مبكرة جدا.
ووجد العلماء اليابانيون من خلال دراستهم لمجموعة من الفئران المستنسخة أن جميعها ماتت مبكرا ونصفها أصيب بالتهاب رئوي حاد أو قصور حاد في الكبد.
وتأتي هذه الاكتشافات بعد شهر من إعلان العلماء الذين استنسخوا النعجة دوللي, وهي أول حيوان مستنسخ من الثدييات في العالم, أنها تعاني من التهاب المفاصل بصورة غير طبيعية وفي سن مبكرة جدا.
ووجد الباحثون في المعهد الوطني للأمراض المعدية في طوكيو, أن عشرة فئران من أصل 12 فأرا مستنسخا , عاشوا لأقل من 800 يوم, وظهرت أولى حالات الوفاة بعد مرور 311 يوما, وأصيب ستة منهم بالتهاب الرئة وقصور الكبد, بينما لم تصب الفئران التي حملت أمهاتها بصورة طبيعية بأي من هذه الأمراض.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة"الطبيعة" العلمية, إن جهاز المناعة الضعيف عند الفئران المستنسخة لم يتمكن من مقاومة الأمراض والانتانات, مشيرين إلى أن الآثار السلبية المحتملة للاستنساخ على المدى الطويل كارتفاع معدلات الإجهاض والولادات غير الطبيعية والتشوهات الولادية للحيوانات المستنسخة والوفاة المبكرة والاستعداد للإصابة بالأمراض, تعطي سببا وجيها لعدم استنساخ البشر لأغراض التناسل والتكاثر, حيث يعتقد أن الجينات عند الحيوانات المستنسخة لا يتم إعادة برمجتها بصورة صحيحة ومناسبة.
وكان الباحثون في الولايات المتحدة قد نجحوا في استنساخ أول قطة في العالم بعد استنساخ الفئران والماعز وغيرها من الماشية, كأحد الوسائل للتعويض عن الحيوانات الأليفة المفقودة.
وقال الباحثون في جامعة تكساس الأميركية, أن القطة النسخة "سي سي" هي أول حيوان أليف يتم استنساخه وقد بدت بصورة طبيعية وبصحة جيدة عند ولادتها, وستخضع لعدد من الاختبارات والفحوصات البيولوجية والفسيولوجية للتأكد من تشابهها وراثيا مع القطة الأصلية.
وقام العلماء بسحب المادة الوراثية من البويضة واستعاضوا عنها بنواة خلية حية في العملية التي تعرف بالنقل النووي, واستخدموا نوعين مختلفين من خلايا القطة المتبرعة, وهي خلايا الجلد المعزولة من الفم وخلايا ركامية مسؤولة عن تغذية البويضة النامية.
وأوضح العلماء أن الأجنة الناتجة عن النقل النووي والمتألفة من 84 خلية جلدية وثلاث خلايا ركامية, زرعت في ثمانية أمهات بديلة, والنتيجة كانت حالتي حمل, توقف تطور الجنين في الحالة الأولى في الشهر الثاني, بينما اكتمل الحمل في الثانية وأنجبت القطة "سي سي" بعملية قيصرية بعد 66 يوم حمل وهي بحالة صحية جيدة.
وأثبتت الفحوصات والتحاليل الوراثية أن القطة "سي سي" هي نسخة عن المتبرع بالخلايا الركامية, لذلك فمن الممكن استخدام الخلايا الركامية وحدها لتحسين أساليب الاستنساخ والحصول على ذكور مستنسخة.
وأشار الباحثون إلى أن القطة "سي سي" لا تبدو كتوأمها التي استنسخت منها تماما وهي قطة من النوع المنقط التي يتحدد فروها تبعا للعوامل البيئية إلى جانب العوامل الوراثية. (ق.ب.)