الوقود الإيراني في طريقه إلى لبنان رغم الانتقادات

خدمة تانكر تراكرز الإلكترونية لتتبع شحنات النفط تقول أن لديها صورا تؤكد أن ناقلة نفط إيرانية تفرغ زيت الوقود في ميناء بانياس السوري لنقلها إلى لبنان.
الناقلة الايرانية ذهبت إلى بانياس في سوريا لنقل الشحنة برا الى لبنان
الشحنة تحتاج إلى 1310 شاحنات لنقلها إلى لبنان

بيروت - قالت خدمة تانكر تراكرز الإلكترونية لتتبع شحنات النفط الثلاثاء إن لديها صورا تؤكد أن ناقلة نفط إيرانية تفرغ زيت الوقود في ميناء بانياس السوري لنقلها إلى لبنان.
وقالت الخدمة على تويتر "الناقلة التي لا يمكنها توصيل شحنتها بحرا بشكل مباشر إلى لبنان، ذهبت إلى بانياس في سوريا لنقل الشحنة برا".
وأضافت أن الشحنة تحتاج إلى 1310 شاحنات لنقلها إلى لبنان.
وكان حسن نصر الله زعيم جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران قد قال أمس الاثنين إن أول سفينة تحمل زيت الوقود الإيراني لمساعدة لبنان في أزمته المالية رست في سوريا يوم الأحد وإن الشحنة من المقرر أن تصل لبنان بحلول يوم الخميس.
ورغم ان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي طمأن دول الخليج بشان النفوذ الايراني بعد الحديث عن توريد الوقد من ايران لكن يبدو ان حزب الله مصمم على خططه.
وسيعزز وصول شحنة المازوت الإيراني للبنان نفوذ حزب الله في خضم أزمة أضعفت قوى سياسية أخرى بينما كان الحزب قد استعد مبكرا لهذه الفترة بإنشاء مستودعات ضخمة لتخزين المواد الغذائية ومختلف ما يحتاجه أنصاره ومن يدور في فلكه.
وكان نصرالله قد أعلن الشهر الماضي أن باخرة محملة بالمازوت ستبحر من إيران، الداعمة الرئيسية له وأن الشحنة ستصل برا إلى لبنان عبر سوريا على أن تليها بواخر أخرى تباعا، من دون أن يحدد وجهتها وآلية إفراغ حمولتها.
وأكّد نصرالله في خطاب بثته قناة المنار التابعة للحزب الاثنين أنّ الباخرة الأولى وصلت ليل الأحد إلى مرفأ بانياس، حيث يفترض أن تنهي الاثنين تفريغ حمولتها. وقال "من المفترض أن يبدأ نقل هذه المادة إلى البقاع يوم الخميس المقبل إلى منطقة بعلبك" في شرق البلاد، حيث سيتم تخزين المازوت قبل بدء توزيعه.
وأثار إعلان نصرالله في 19 أغسطس/اب أن سفينة محملة بالمازوت ستنطلق خلال ساعات من إيران، انتقادات سياسية من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن لبنان لإيران التي تتعرض لحصار اقتصادي وعقوبات.
وأعلنت السلطات اللبنانية مرارا أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة على إيران.
وأوضح نصرالله الاثنين أن حزبه اتخذ قرار وصول البواخر الإيرانية إلى مرفأ بانياس للحيلولة دون "إحراج" الدولة اللبنانية وتعرضها "لعقوبات".
وتوجه بالشكر إلى القيادة السورية التي "تفهمت ظروف لبنان والمخاطر وسهّلت الحركة في مرفأ بانياس وحركة النقل إلى الحدود اللبنانية وساهمت في تأمين عدد كبير من الصهاريج".
وجاءت خطوة حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز المدعومة من إيران، على وقع أزمة شح المحروقات التي تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، في خضم انهيار اقتصادي مستمر منذ عامين وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
ولن يلتف اللبنانيون في ظل الأزمة إلى أن خطوة حزب الله ترتهن لبنان لإيران ولا إلى انتقادات القوى السياسية المناوئة له، حيث أصبح هم المواطن اللبناني تأمين لقمة عيشه وحل مشاكله بغض النظر عن الجهة التي تساعده في ذلك.
وخلال الأشهر الماضية، تراجعت تدريجا قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.