اليابان تستجيب للضغوط الدولية، وتؤجل الألعاب لفترة عام

السلطات اليابانية ترجئ الألعاب الصيفية للعام القادم أملا في ظروف آمنة وعادلة لجميع المتنافسين على خلفية تفشي وباء كورونا.

طوكيو - اقترحت اليابان الثلاثاء تأجيل دورة الألعاب الأولمبية لمدة عام واحد عقب تزايد الضغوطات على اللجنة الأولمبية الدولية لاتخاذ قرار سريع حول تنظيم الألعاب الأولمبية الصيف المقبل في طوكيو.

وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان بلاده اقترحت تأجيل الألعاب لفترة عام، وقال بعد مشاورات هاتفية أجراها مع رئيس اللجنة الأولمبية الألماني توماس باخ "اقترحت تأجيلا لنحو عام (للألعاب الأولمبية)، والرئيس باخ رد موافقا بنسبة 100 بالمئة".

وجاء ذلك وسط ترجيحات بصدور إعلان رسمي من اللجنة الأولمبية الدولية بإرجاء الألعاب المقررة بين 24 تموز/يوليو والتاسع من آب/أغسطس 2020، وسط دعوات متزايدة لذلك على خلفية تفشي وباء "كوفيد-19" الذي أدى الى وفاة أكثر من 16 ألف شخص حول العالم، وفرض قيودا واسعة على حركة التنقل والسفر، وجمّد النشاط الرياضي.

وبعد 24 ساعة على إعلان كندا وأستراليا انسحابهما من الدورة الأولمبية، أعربت اللجنة الأولمبية الأميركية الثلاثاء عن تأييدها لقرار التأجيل بعد استطلاعها آراء نحو أربعة آلاف رياضي أميركي.

وقالت اللجنة الأولمبية الأميركية في بيان "بات من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن خيار التأجيل هو أكثر الخيارات المناسبة"، مضيفة "نشجع اللجنة الأولمبية الدولية على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان إمكانية إقامة الألعاب في ظروف آمنة وعادلة لجميع المتنافسين".

وشددت الأولمبية الدولية والمنظمون اليابانيون في الآونة الأخيرة على ان تحضيراتهم تمضي من أجل إقامتها في موعدها، على رغم تفشي وباء "كوفيد-19" الذي حصد حتى الإثنين أكثر من 16 ألف و500 وفاة معلنة في العالم.

لكن في أعقاب ضغوط متزايدة من رياضيين واتحادات دولية، بينها الاتحاد الدولي لألعاب القوى، يطلبون التأجيل، أعلنت الأولمبية الدولية الأحد ان الإرجاء بات من الخيارات المطروحة، لكنها ستتخذ القرار النهائي بشأن ذلك في غضون أربعة أسابيع.

وكانت الحكومة اليابانية قد أعلنت الثلاثاء أن آبي سيجري محادثات هاتفية مع باخ، فيما اوضحت اللجنة الاولمبية في بيان انها ستتحدث اليوم "مع الحكومة اليابانية، اللجنة المنظمة لألعاب طوكيو 2020 والمجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية بشأن سيناريوهات الألعاب الأولمبية بما فيها تأجيل الألعاب، وستعلن القرارات في الوقت المناسب".

وكان عضو اللجنة الأولمبية الدولية الكندي ديك باوند أعلن الإثنين أن لا مفر من التأجيل، وقال "تفسيري لإعلان اللجنة الأولمبية الدولية هو أنهم لا يريدون إلغاء الألعاب الأولمبية ولا يعتقدون أنه يمكنهم الاستمرار في الإبقاء على انطلاقها في 24 (تموز) يوليو"، مضيفا "وبالتالي، فالنتيجة ستكون التأجيل".

وأوضحت اللجنة الأولمبية الأميركية أنه من بين أربعة آلاف رياضي أمريكي شملهم الاستطلاع، استجاب أكثر من 1780 رياضيا، مشيرة إلى أن 68 بالمئة من منهم لا يعتقدون أنه يمكن ضمان العدالة الرياضية إذا نُظِّمت الألعاب في المواعيد المقررة لها هذا الصيف.

وتابعت "إن أهم استنتاج بالنسبة لنا من هذه الاستجابة الواسعة للرياضيين هو أنه حتى إذا كان من الممكن تخفيف المخاوف الصحية الكبيرة الحالية بحلول أواخر الصيف، فإنه لا يمكن التغلب على الاضطرابات الهائلة التي تشهدها التدريبات وفحوص المنشطات والتصفيات التأهيلية، بطريقة مرضية".

وأضافت أن المسؤولين يتطلعون إلى ردود الفعل والتوجيهات من اللجنة الأولمبية الدولية "وهم على استعداد للعمل لدعم المنتخب الأميركي وبالتعاون الكامل مع المجتمع العالمي".

وأكد نحو 65 بالمئة من الرياضيين أن استعداداتهم للألعاب الأولمبية قد تعطلت بشكل كبير بسبب الإجراءات المفروضة للوقاية من الوباء، فيما قال 25 بالمئة إنهم لا يستطيعون التدريب على الإطلاق.

وأوضح 87 بالمئة من المستجوبين أن القوانين المحلية بخصوص "التباعد الاجتماعي" والعزل الذاتي، جعل القيام بالتدريبات أمرا صعبا، فيما أكد أقل من 10 بالمئة أنه يمكنهم الاستمرار في القيام بذلك دون أي تأثير.

غير مقبول وغير مسؤول

كما اعتبر نحو ثلثي الرياضيين المستجوبين أن الاستمرار في التدريب سيعرض صحتهم أو قد يعرضها للخطر.

ومن بين المخاوف الأخرى التي أثارها الرياضيون الحفاظ على صحتهم العقلية والقدرة على الاستمرار في التنافس إذا تم تأجيل الألعاب ووجهات النظر حول مدة التأجيل الممكنة.

وختمت اللجنة بيانها قائلة "نحن واثقون الآن من أننا سمعنا مجموعة واسعة من وجهات النظر وفهمنا تنوع التحديات التي يواجهها رياضيينا. نأسف لعدم وجود نتيجة يمكن أن تزيل كل المخاوف التي نواجهها".

وطالب الاتحاد الأميركي للجمباز بدوره بتأجيل الألعاب الأولمبية، وقال "نضيف صوتنا إلى أصوات جميع المطالبين بالتأجيل"، في رد فعل لثالث اتحاد رياضي في الولايات المتحدة يطالب بعد تنظيم الالعاب هذا الصيف بعد اتحادي العاب القوى والسباحة.

من ناحية أخرى، قال رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية هيو روبرتسون لقناة "سكاي سبورتس نيوز" أنه "إذا استمر الفيروس كما تتنبأ به الحكومة، فلا أعتقد أن هناك أي طريقة يمكننا من خلالها إرسال فريق" الى الاولمبياد.

ويتساءل الرياضيون عن سبب حاجة اللجنة الأولمبية الدولية إلى أسابيع لاتخاذ قرار التأجيل في ظل الدعوات الكثيرة بذلك.

ومن المقرر أن تنطلق مسيرة الشعلة الأولمبية في اليابان الخميس.

وقالت منظمة "غلوبال أثليت"، وهي منظمة تتحدث باسم الرياضيين المتنافسين، في بيان "مثل هذا الرد غير مقبول وغير مسؤول ويتجاهل مرة أخرى حقوق الرياضيين".

وانتقد الدراج البريطاني كالوم سكينر بشدة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، متهما إياه بإيلاء الأولوية لمصالحه الخاصة. وكتب عبر تويتر "عناد وتكبر باخ فشل بشكل مذهل في هذه الحالة وأضعف الحركة الأولمبية"، مضيفا "هذه ليست المرة الأولى التي يضع فيها مصالحه فوق الرياضيين والحركة".