اليمن.. خطة حوثية طائفية تستهدف المختلفين دينياً ومذهبيا

خطاب عبد الملك الحوثي يُعتبر بكل المقاييس خطاب طائفي عنيف حيث أنه لا يحرّض على الكراهية والعنف ضد البهائيين اليمنيين فحسب بل يحرض أيضاً على العنف ضدّ كل من يتبع ديناً أو فكراً أومذهباً يبدو غير فكره الحوثي. فقد أعلن إعلاناً جلياً بأنه يعتبر أخوتنا من المؤمنين بالمعتقدات البهائية والمسيحية والعلمانية بل وحتى المذاهب الإسلامية الأخرى بأنهم أعداء لله والوطن.

بقلم: باسمة موسى

فى بيان للمصريين البهائيين فى مصر عن التحديات التى يتعرض لها اقرانهم فى اليمن يقول البيان " نحن المصريين البهائيين نقف جنبا إلى جنب مع أقراننا في اليمن ونعبر عن قلقنا البالغ لما تتعرض إليه الأقليات في صنعاء من إضطهاد وكراهية على يد النظام الحوثي.

فبالرغم من كل الإضطهادات التي تعرض إليها البهائيون في اليمن فى السنوات الاخيرة - وخصوصاً في الشهور القليلة السابقة - إلا أن التصريحات الواضحة والصريحة من السيد عبد الملك الحوثي في خطابه في اول شهر رجب زادتنا قلقاً وإضطراباً لما يحدث في وطن عربي شقيق عُرف بالتسامح والتعايش بين كل أطيافه.

إن هذا الخطاب يُعتبر بكل المقايس خطاب طائفي عنيف حيث أنه لا يحرّض على الكراهية والعنف ضد البهائيين اليمنيين فحسب بل يحرض أيضاً على العنف ضدّ كل من يتبع ديناً أوفكراً أومذهباً يبدوغير فكره الحوثي. فقد أعلن إعلاناً جلياً بأنه يعتبر أخوتنا من المؤمنين بالمعتقدات البهائية والمسيحية والعلمانية بل وحتى المذاهب الإسلامية الأخرى بأنهم أعداء لله والوطن وصرح بما لا يترك مجالا للشك بأنه يشن خطابا منهجياَ عليهم محرضاً بذلك كل المجتمع ضد الأقليات ومطالباً بـ "الاستنفار الجاد" للقضاء عليهم.

وبالتزامن مع هذا الخطاب شرعت الأبواق الإعلامية المحسوبة على الحوثيين بإطلاق نداءات وتصريحات دموية وطائفية متتالية تستهدف تلك الأقليات وتستهدف البهائيين على وجه الخصوص بدون ان تتحرى عن الحقيقة. وليس أقلها تصريح احد النشطاء الحوثية والذي قال: "سنسلخ كل بهائي". إن تصريح طائفي كهذا يعكس الهوية التصادمية والفكر الإقصائي والنوايا المبُيّتة لأصحابها. والمؤسف أيضاً أن العشرات من الشخصيات الحوثية المعروفة قد أعربت بوضوح عن تأييدها لمثل هذه التصريحات وقاموا بنشرها بشكل واسع بين المؤيدين لهم بهدف إثارة الرأي العام ضد الأقليات. إن هذا الخطاب التحريضي الطائفي يهدد التنوع الفسيفسائي للمجتمع اليمني ويَنحَرُ ما تبقى من ثقافة التعايش والتسامح التي طالما ميزت اهل اليمن الطيبيين واليمن الذى عُرف بأنه السعيد .

نحن كمصريين إعتنقنا وإعتنق أجدادنا الدين البهائي منذ بزوغه قد ترعرعنا في وطنٍ رسم ملحمة التعايش والتآخي على مر تاريخه العريق ولذا فنحن لا نستطيع في هذه اللحظات التاريخية الحرجة أن نسكت على هذه الطامة التي أصابت أقراننا ولا يمكننا أن نستمع إلى مثل هذه التصريحات الخطيرة ولا يتحرك قلمنا للدفاع عن الحق. اننا نخشى ان تشهد شعوبنا العربية المتسامحة جريمة كارثية تهدف لإبادة الاقليات ومنهم البهائيين في اليمن بسبب معتقدهم الذي يحث على وحدة بني البشر وارساء مبادئ التعايش السلمي بين الجميع وبذل الجهد لخدمة الإنسانية. ونحن بهذا الصدد نناشد جميع العقلاء واصحاب الفكر المستنير وكل المنصفين ان لايتهاونوا في الدفاع بأقلامهم وأفواههم وكل مالديهم من وسائل للتحرك لوقف هذه الجريمة البشعة وان يتحدوا سويا في سبيل رفع الظلم عن أقراننا في اليمن، فالتاريخ سيكون خير شاهد على مجهودات هؤلاء الأبطال، أبطال العدالة وناشري المحبة ورافعي راية الوحدة في التنوع.