اليمن يخيّر الحوثيين بين الانسحاب سلميا من الحديدة أو الحرب

الحكومة اليمنية تدعو المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على ميليشيا الحوثي الانقلابية للخروج بشكل سلمي من الحديدة بالتزامن مع استعدادات عسكرية لهجوم واسع ينهي السيطرة المتمردين على المدينة.

السفير الأميركي لدى اليمن في مأرب لبحث التطورات في الحديدة
الحكومة اليمنية تدعم جهود الحل السلمي للأزمة وفق قرارات الشرعية الدولية

نيويورك - دعت الحكومة اليمنية اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي لممارسة الضغط لإخراج الحوثيين سلميا من مدينة الحُديدة غربي البلاد وتجنيبها أية مواجهات.

وجاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية اليمني خالد اليماني خلال لقائه في نيويورك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارك لوكوك، وفق وكالة سبأ اليمنية الرسمية.

وخلال اللقاء، ناقش الجانبان مستجدات الأوضاع الإنسانية في اليمن والجهود المشتركة بين الحكومة الشرعية ومنظمات الإغاثة الإنسانية وأهمية التنسيق بينها من أجل التخفيف من معاناة الشعب اليمني.

كما جرت مناقشة تأثير العمليات العسكرية في الحُديدة على الأوضاع الإنسانية باليمن.

وشدد اليماني على "أهمية الضغط الدولي على الحوثيين للخروج من الحديدة بشكل سلمي وتجنيبها أية مواجهات".

القوات اليمنية على مشارف الحديدة
جندي يمني على جبهة المواجهة يراقب تطورات الوضع في الحديدة

وأشار إلى أن الحكومة تدعم الجهود السلمية التي يقوم بها المبعوث الأممي وآخرها مبادرة الحديدة، دون تفاصيل إضافية حول الجزئية الأخيرة.

واعتبر اليماني أنه "لابد للطرف الانقلابي (الحوثيون)، أن يستجيب لهذه الجهود بدون أي شروط مسبقة وبنية صادقة، من أجل الوصول إلى حل سلمي يجنب اليمن إراقة المزيد من الدماء".

وأعلنت الإمارات التي تمسك بزمام الأمور في الساحل الغربي منذ منتصف مايو/أيار، بدء معركة تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الحوثيين.

وهدأت وتيرة المعارك لأكثر من أسبوع في الساحل الغربي بعد أيام من تحقيق قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، تقدما نوعيا جعلها على بُعد كيلومترات فقط من مطار الحديدة الدولي.

ودعا مجلس الأمن الدولي الاثنين، إلى خفض التصعيد العسكري في محافظة الحُديدة، مشددا على أن المفاوضات بين أطراف الأزمة هي الطريق الوحيد للتوصل إلى حل.

وقد أجرى السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر اليوم الثلاثاء، مباحثات مكثفة في محافظة مأرب (شرق)، خلال زيارة استمرت ساعات وهي الأولى للبلد العربي منذ اندلاع الحرب بين القوات الموالية للحكومة وجماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.

ومأرب هي مقر أعلى قيادة في الجيش اليمني وتنعم باستقرار أمني بعد أن منعت القوات الحكومية والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي، الحوثيين من السيطرة على مركز المحافظة خلال معارك دارت بين أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول 2015.

القوات اليمنية تضيق الخناق على المتمردين في الحديدة بإسناد من التحالف

وقال مسؤول حكومي، إن تولر وصل مأرب ظهر الثلاثاء في زيارة غير معلنة.

وأضاف أنه ناقش مختلف القضايا الخاصة بالمحافظة مع كل من محافظ مأرب سلطان العرادة والفريق الركن محمد المقدشي القائم بأعمال وزير الدفاع مستشار الرئيس اليمني.

كما بحث تولر مع القادة الأمنيين والعسكريين في مأرب الجوانب العسكرية والأمنية والتقى قائد قوات التحالف العربي في المحافظة العميد الركن علي ساير العنزي، وفق المصدر الحكومي.

ومنذ 2015، ينفذ التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية في مواجهة المسلحين الحوثيينالذين يسيطرون على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.

وتابع المصدر أن تولر، غادر اليمن مباشرة بعد تلك اللقاءات. وهذه ثاني زيارة لمسؤول أجنبي رفيع المستوى لمحافظة مأرب، حيث زارها أواخر الشهر الماضي السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو برفقة وفد.

وخلفت الحرب المستمرة في اليمن أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية وبات معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.