اليوغا تنتفض على العنف ضد النساء في مصر

فعالية رياضية تعطي للمشاركين فرصة للإحساس بعظمة أهرامات الجيزة عند الغروب، وعائداتها المادية تساهم في مكافحة الزواج المبكر.

القاهرة - "كنت بأترعش في الأول"... هكذا قالت مدربة اليوغا ديالا جمال الدين بعد أن أدارت جلسة تدريب لنحو 200 شخص أمام أهرام الجيزة عند الغروب.
وستخصص الأموال التي يتم جمعها من فعاليات تهتم برياضة اليوغا على وجه التحديد لمكافحة العنف ضد النساء وبالتحديد الزواج المبكر بين النساء والأطفال.
قالت ديالا إن فعالية"ييس يوغا داي" وسيلة لزيادة الوعي بشأن فوائد اليوغا وإن المكان أعطى المشاركين فرصة للإحساس بعظمة الأهرام.
وأضافت "بصراحة كنت بأترعش في الأول، كنت حاسة إن أنا هأعيط (سأبكي) من كثر ما الإيفنت حلوة والمكان حلو والأهرامات عامة بتدي إحساس كده أول ما حد يخُش أو يقرب منها بتدي إحساس كده بالقوة وبالعظمة، فطبعا حسيت بالإحساس ده وحسيت إن أنا ربنا كارمني قوي إن أنا يعني قدرت أعمل إيفنت زي ده كبير قُدام (أمام) حاجة كبيرة زي دي".
وتابعت "اليوم عبارة عن يوغا لجعل الناس أكثر وعيا بأهمية اليوغا والإيفنت عامة لجعل الناس على دراية بأهمية اللاعنف وأهميته ومدى سوئه في المجتمعات بتاعتنا".
وقالت مدربة اليوغا فرح إحسان "شايفة إن اليوغا ابتدت تاخد حقها في مصر بس يعني تأخرت جدا. قعدت كذا سنة علبال لما نبتدي نعمل حاجات زي، قريبة من اللي بيعملوها بره مصر وكده. بس أنا حاسة إن السنة دي يعني سنة حاجات اختلفت فيها كثير، برضه موضوع كوفيد-19 وكده ناس كثيرة كانت قاعدة في البيت، فالناس ابتدت بقه تعمل يوغا وتاخد الموضوع بجدية أكتر، فحاسة إن السنة دي هي السنة اللي اليوغا بجد ابتدت تتطور في مصر".
وتبرع منظما الحدث، بنك الإسكندرية المصري وشركة ييس ويلنس كلوب، بعائدات الفعالية لمنظمة آكت إيجيبت، وهي منظمة أهلية تعمل في مجال مكافحة العنف ضد النساء والفتيات في مصر.
وقالت ليلى حسني، رئيسة مكتب المسئولية الاجتماعية والتنمية في بنك الإسكندرية، إن الأموال التي يتم جمعها ستخصص  لمكافحة زواج القاصرات والتوعية بحقوق المرأة.
وأضافت "فيه أكثر من 200 حد بيعمل جلسات اليوغا علشان يساعدوا جمعية اسمها جمعية آكت، وجمعية آكت دي هتروح معظم الربح اللي هيطلع من التذاكر، هتروح الجمعية دي لمكافحة أحد أهم القضايا للمرأة اللي هو الزواج المبكر للسيدات وللأطفال".
والفتيات يبقين الضحية الأولى للزيجات المبكرة بحسب المنظمة الأممية المعنية بالطفولة يونيسف.
وأشار تقرير صادر عن المنظمة الأممية المعنية بالطفولة، إلى أنه تم في العشر السنوات الماضية، الحيلولة دون زواج 25 مليون قاصر في أنحاء العالم. 
وقالت أنجو مالهوترا، مستشارة اليونيسيف لشؤون النوع الاجتماعي، في بيان، إن زواج الأطفال يضيف إلى مخاطر الصحة والتعليم والاعتداء ويزيد من فرص الفقر بين الأجيال.
وأضافت المسؤولة الأممية، أنه "بالنظر إلى تأثير زواج الأطفال على حياة الفتاة، فإننا نعتبر أي انخفاض في هذا المجال، خبر مرحب به، بيد أن الطريق أمامنا طويل".
وأوضحت "عندما تجبر الفتاة على الزواج وهي طفلة، فإنها تواجه عواقب فورية وطويلة الأمد، وتتناقص احتمالات إتمامها لدراستها، في حين تتزايد احتمالات تعرضها لسوء المعاملة من قبل زوجها، إضافة إلى أنها تعاني من مضاعفات أثناء فترة الحمل".
كما أن "الوفيات المرتبطة بالحمل والولادة، تعتبر عنصراً هاماً لوفيات الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً في أنحاء العالم"، بحسب المصدر نفسه.
وبالإضافة إلى خطر وفاة الأطفال الذين تنجبهم أمهات صغيرات أو تعرضهم لأمراض عدة إن عاشوا، تقول اليونيسيف، إن "زواج الأطفال يفصلهم عن الأسرة والأصدقاء، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على رفاه الفتيات عقلياً وبدنياً". وفي حين تتوافر دراسات عدة حول زواج الفتيات إلا أن أبحاثا قليلة تناولت الصبيان على ما جاء في البيان.
وأعلنت يونيسف في دراسة سابقة أن 115 مليون رجل في العالم، زوجوا وهم أطفال في أول تحليل أجري بهذا الخصوص في 82 بلدا.
وارتفع بذلك إجمالي عدد الاطفال من فتيات وفتيان زوجوا قبل بلغوهم سن الرشد إلى 765 مليونا على ما أوضح بيان صادر عن يونيسف.
وجاء في دراسة المنظمة الأممية ان 20% من أصل الـ115 مليونا أي 23 مليونا، زوجوا قبل سن الخامسة عشرة.
وقالت المديرة العامة لليونيسف هنريتا فور بإن هذه "الزيجات سلبت منهم طفولتهم. ويرغم الأزواج على تولي مسؤوليات ليسوا مستعدين لها عادة ما يتولاها البالغون. فالزيجات المبكرة تؤدي إلى أبوة مبكرة ومعها ضغط إضافي لتأسيس عائلة ما يقلص فرص التعلم وإيجاد عمل مناسب".