اليونان جاهزة لحماية سيادتها من الانتهاكات التركية

أثينا تعلن مجددا استعدادها للجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة القضايا الخلافية بينها وبين أنقرة على الرغم من تجاهل السلطات التركية مرارا الدعوات لتسوية الخلاف، مستمرة في تنفيذ أنشطة غير قانونية قبالة المياه القبرصية.
محاولات تركيا تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد تعد انتهاكا للتراث العالمي

أثينا – أكد مسؤول يوناني بارز جاهزية بلاده "بكل ما يلزم" لحماية سيادتها في ظل الانتهاكات التركية شرق المتوسط، معلنا استعدادها لمناقشة العديد من القضايا مع تركيا.

والعلاقات بين اليونان وتركيا حساسة تقليديا، واتهمت أثينا جارتها في السنوات الأخيرة بالسماح لعشرات آلاف اللاجئين بالوصول إلى الجزر اليونانية، فضلا عن التوتر المتصاعد بشأن انتهاك تركيا بالتنقيب عن النفط قبالة المياه القبرصية.

ويسير التوتر بين تركيا واليونان مؤخرا نحو التفاقم بسبب الخلافات حول حقوق التنقيب عن الغاز والنفط في بحر إيجه شرق المتوسط وقضايا سياسية أخرى كملف الهجرة، فضلا عن النزاع على جزيرة قبرص.

ونقلت 'صحيفة زمان التركية' عن نائب وزير الشؤون الخارجية اليوناني  ميلتيادس فارفيتسيوتيس قوله، "إذا كان الاختلاف الوحيد بيننا يتعلق بإعلان منطقة اقتصادية حصرية، فنحن مستعدون للتفاوض والجلوس على الطاولة مع تركيا ومناقشة القضية".

إذا كانت القضية هي الطعن في السيادة اليونانية على الجزر في بحر إيجه فإن الرد سيكون بالسلب حينئذ ونحن لا نناقش سيادتنا ولا نتنازل عن الأراضي اليونانية وسنفعل كل ما يلزم للدفاع عنها

وأشار فارفيتسيوتيس إلى استعداد بلاده مناقشة قضايا تخص الاقتصاد والسياحة وفيروس كورونا وتدفقات الهجرة، مستدركا "لكن إذا كانت القضية هي الطعن في السيادة اليونانية على الجزر في بحر إيجه، فإن الرد سيكون بالسلب حينئذ. نحن لا نناقش سيادتنا، نحن لا نتنازل عن الأراضي اليونانية وسنفعل كل ما يلزم للدفاع عنها".

وأكدت أثينا مرار استعدادها الجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة القضايا الخلافية بينها وبين أنقرة، فيما قابلت السلطات التركية مبادرة اليونان السلمية بالتعنت واستمرت تنفيذ عمليات تنقيب في المياه القبرصية متجاهلة التحذيرات الدولية من أن ذلك يعد انتهاكا صارخا للقانون للدولي.

واحتدم التوتر بين أثينا وأنقرة في الأشهر الأخيرة عقب إمضاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفاقا بحريا مع حكومة الوفاق الليبية في نوفمبر/تشرين الثاني، ما أثار حفيظة اليونان واستدعى قلقا دوليا واسعا بشأن انتهاكات تركيا في البحر الأبيض المتوسط خلافا للقانون الدولي.

ملف المهاجرين يعد من أبرز الملفات العالقة في الخلاف التركي اليوناني
ملف المهاجرين يعد من أبرز الملفات العالقة في الخلاف التركي اليوناني

وحذرت اليونان تركيا من تجاوز "الخطوط الحمراء" عقب الاتفاق الذي أبرمته مع الوفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وأكدت أثينا انها لن تسمح بأية نشاطات تركية يمكن أن تتعدى على الحقوق السيادية لليونان.

وتشعر أثينا بالقلق من الاتفاقين اللذين يمنحان تركيا حقوقا في مناطق شاسعة من المتوسط تم مؤخرا اكتشاف احتياطيات من الغاز فيها.

وتسعى تركيا لتوسيع حدودها البحرية نحو جزيرة قبرص المقسمة ومناطق أخرى تقول اليونان أنها تقع ضمن جرفها القاري بموجب القانون الدولي.

وأثار الاتفاق بين تركيا وحكومة الوفاق في طرابلس انتقادات دولية خاصة من اليونان التي تقول إن الاتفاق يتجاهل حقها في المنطقة.

كما تعتبر محاولات تركيا تحويل كنيسة ومتحف 'آيا صوفيا' في إسطنبول إلى مسجد أحد أبرز القضايا التي تعمق التوتر مع أثينا، فضلا عن رفض اليونان تسليم جنود أتراك لجئوا إليها عقب عملية الانقلاب الفاشل عام 2016، ما أثار غضب أنقرة.

وتتمتع 'آيا صوفيا' بأهمية خاصة لدى اليونانيين باعتبارها أحد أهم المعالم المسيحية الأرثوذكسية التي يعود تاريخها إلى الإمبراطورية البيزنطية. كما أنها مدرجة منذ عام 1985 على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).

وقالت أثينا، إن الخلاف حول آيا صوفيا ليست قضية يونانية تركية فحسب بل هي قضية عالمية، محذرة من انتهاك تركيا لتراث عالمي يعد مساسا لمعلم ديني  وانتهاكا للقانون الدولي.

ويذكر أن واشنطن دعت تركيا إلى إبقاء الكنيسة، ما اعتبره أردوغان تدخلا أميركيا في شؤون بلاده.