اليونان تحل ضيف شرف الشارقة للكتاب
الشارقة - أعلنت هيئة الشارقة للكتاب اختيار اليونان "ضيف شرف" الدورة الرابعة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي من المقرر عقدها في الفترة من الخامس إلى السادس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأفاد بيان الاثنين بأن ذلك جاء عقب توقيع اتفاقية مشتركة بين هيئة الشارقة للكتاب ممثلة في أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي للهيئة ووزارة الثقافة اليونانية ممثلة في ياسوناس فرتسيلاس نائب وزير الثقافة اليوناني في مركز هيليكسبو الدولي للمعارض والمؤتمرات.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إن اليونان بما تحمله من عمق تاريخي وإرث ثقافي تمثّل امتدادا حيّا لمسيرة الإبداع الإنساني حيث انطلقت منها الفلسفة وازدهر فيها الشعر والمسرح، وتبلورت على أرضها الأسئلة الكبرى للعقل التي ما زال العالم منشغلاً بها حتى يومنا هذا.
وأوضحت أن الأرض التي خطّ فيها هوميروس أعظم الملاحم، وتجلّت فيها أفكار سقراط حول الفضيلة، وارتفعت على تلالها المسارح التي لا تزال تُلهم الفنانين والمبدعين، ما زالت تحتفظ بمكانتها في الحاضر كما كانت عبر التاريخ منارةً للعلماء والمفكرين والأدباء.
ونقل البيان عن القاسمي قولها "استضافة اليونان في الشارقة تمثل دعوة لاستكشاف الجذور المشتركة في القصص والأساطير وكل ما شكل وعي الإنسان عبر العصور"، متابعا أن هيئة الشارقة للكتاب "تسعى لأن تكون هذه الدورة محطة استثنائية تسلط الضوء على بلد صاغ مع العرب جزءا مهما من تاريخ الإنسانية، وتضعه في حوار مع الحاضر لإثراء مستقبل الإبداع الثقافي والأدبي".
وأضافت أن الشارقة تستند في مسيرتها الثقافية كما كانت دائما إلى رؤية الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتواصل اليوم ترسيخ هذا الدور من خلال فتح أبوابها أمام الثقافة اليونانية، فنحن نؤمن أن الحضارات في أوج ازدهارها لم تكن منغلقة بل قامت على الحوار والتبادل رغم المسافات الجغرافية، وهو النهج الذي تواصله الشارقة اليوم لتبني حواراً حيّاً بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة.
ويتضمن برنامج مشاركة اليونان في المعرض مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية بمشاركة وفد من الكتاب والمفكرين والناشرين، إلى جانب تقديم عروض فنية وموسيقية مستلهمة من التراث اليوناني.
وتشكل استضافة اليونان إضافة نوعية إلى سجل الشراكات الثقافية التي يعتز بها المعرض وفرصة للتعرف إلى واحدة من أقدم وأغنى التجارب الحضارية التي تركت بصمتها على الفكر الإنساني، فكل دورة من المعرض نسعى من خلالها إلى فتح نوافذ جديدة على الثقافات وإتاحة مساحة لحوار معرفي يعزز قيم التنوع والتبادل الثقافي، وفق ما نقلته وكالة أنباء الإمارات عن أحمد بن ركاض العامري.
وأضاف أن المعرض لم يعد مجرد تظاهرة ثقافية بل أصبح منصة عالمية لصناعة النشر والإبداع الأدبي، ومقصدا للناشرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، ومن خلال توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نواصل تطوير هذا الحدث ليتجاوز فكرة العرض إلى خلق تجارب معرفية متكاملة تجمع القرّاء بالمؤلفين وتُثري قطاع النشر وتُكرّس مكانة الشارقة على خارطة المعارض الدولية الكبرى.
وأكد ياسوناس فرتيلاس أن التعاون الثقافي مع معرض الشارقة الدولي للكتاب يعزّز الروابط بين البلدين والشعبين من خلال إعداد برنامج مشاركة يليق بالمؤلفين والناشرين اليونانيين، ويتماشى مع توجه اليونان نحو الانفتاح والنمو والحضور الدولي المتزايد، موجها الشكر إلى هيئة الشارقة للكتاب على تعاونها البنّاء.
ومعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تأسس في 1982 من أكبر وأهم معارض الكتاب العربية، ويزخر برنامجه كل عام بالمبادرات الثقافية والمجتمعية، كما يشهد توزيع بعض الجوائز المرموقة.