اليونسكو تدعو العالم من أغادير للحفاظ على التربة

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة تحذر على هامش ندوة دولية نظمتها في المغرب من التدهور السريع للتربة.
أودري أزولاي: التربة تضطلع بدور حاسم في الحفاظ على الحياة على الأرض

أغادير (المغرب) - دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، خلال ندوة دولية نظمتها، الاثنين، بمدينة أغادير المغربية "المجتمع الدولي إلى جعل" الحفاظ على التربة "أولوية"، محذرة من التدهور السريع للتربة، مع مخاطر كبيرة على التنوع البيولوجي والحياة البشرية.

ونظمت اليونسكو بالتعاون مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان في أغادير الندوة الدولية تحت شعار "متجذرة في القدرة على الصمود: اكتشاف أهمية التربة في التنمية المستدامة".

وقالت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أودري أزولاي، خلال اختتام أشغال الندوة، إن "التربة تضطلع بدور حاسم في الحفاظ على الحياة على الأرض. ومع ذلك فهي لا تزال مهملة أو تتعرض لسوء الإدارة في كثير من الأحيان".

وأطلقت أزولاي بالمناسبة نداء للدول الـ194 الأعضاء في المنظمة لكي تنهض بحماية التربة وبإعادة تأهيلها، مشيرة إلى أن منظمة اليونسكو تقوم أيضا بعدد من الإجراءات من أجل تعويض النقص في المعارف العلمية في هذا المجال.

ولفتت المديرة العامة لليونسكو خلال الاجتماع الذي ضم خبراء وممثلين من أكثر من 30 دولة عضو في المنظمة، إلى أن "منظمتنا التي تمتلك خبرة تمتد على ستين عاما في مجال علوم التربة ستساعد الدول في تحقيق تقدم في المعارف وتدريب المهنيين من أجل التمكن من اتخاذ التدابير اللازمة".

وبحسب منظمة اليونسكو، فإن التربة السليمة ضرورية للحفاظ على النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي وتنظيم المناخ وإنتاج الغذاء وتنقية المياه. ومع ذلك، فوفقا للأطلس العالمي للتصحر، فإن 75 في المئة منها متدهورة بالفعل، وتؤثر مباشرة على 3.2 مليار شخص. وإذا لم يتغير الاتجاه الحالي فسترتفع هذه النسبة إلى 90 في المئة بحلول سنة 2050.

ووفقا لوكالة المغرب العربي للأنباء، فإن المناقشات خلال الندوة أسفرت عن خطة عمل تستند إلى ثلاثة أهداف، إذ يتعلق الأمر بتحسين حماية التربة وإعادة تأهيلها، وسد الفجوة في المعرفة العلمية، وتعزيز التزام الشباب والمجتمعات المحلية من خلال برامج التعليم والتكوين.

وتعتزم اليونسكو مواكبة الدول الأعضاء فيها من خلال العمل مع شركائها الدوليين لوضع مؤشر عالمي لصحة التربة، وفق ما أعلنت المنظمة، معتبرة أن الأمر سيتعلق بمقياس موحد لتقييم جودة التربة ومقارنتها عبر مختلف المناطق والنظم الإيكولوجية. وستتمكن من تحديد اتجاهات التدهور أو التحسن، والمناطق المعرضة للخطر وفعالية ممارسات التسيير.

وتخطط اليونسكو، بالإضافة إلى هذا المؤشر، لتنفيذ مبادرة رائدة لتقييم التربة والمناظر الطبيعية وإدارتها المستدامة في حوالي عشر محميات للمحيط الحيوي، بهدف مزدوج يتمثل في ضمان فعالية مختلف أساليب الإدارة المستدامة المطبقة في هذه المواقع وتعزيز أفضل الممارسات.

وسيتم تشجيع مديري هذه المواقع على تطوير مشاريع نموذجية للحفاظ على التربة وإدارة الأراضي التي يمكن تكرارها في أماكن أخرى. وسيتم توفير التكوين لهم، وكذلك لأعضاء الوكالات الحكومية ومنظمات الحفظ ومجتمعات السكان الأصليين، لتزويدهم بأكبر عدد ممكن من الأدوات لحماية هذا المورد الأساسي.

كما ستشمل هذه المبادرة عنصرا تعليميا ستعمل منظمة اليونسكو من خلاله على التحسيس وإشراك الأجيال الشابة.