امرأتان تخوضان سباق الرئاسة في فرنسا

الاشتراكية آن إيدالغو وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن تطلقان حملتهما الانتخابية لخوض سباق الرئاسة المقرر في 2022 وسط مشهد سياسي مكتظ بمرشحين يراوحون بين أقصى اليسار والاشتراكيين مرورا بالمدافعين عن البيئة.
مارين لوبن تتخلى عن زعامة حزبها لصالح مساعدها للتفرغ لحملتها الانتخابية
رئيسة بلدية باريس تترشح للمرة الأولى لرئاسة فرنسا بحظوظ ضعيفة
لوبن تواجه احتمال التنافس مع إريك زمور الكاتب السياسي
مارين لوبن وآن إيدالغو توجهان انتقادات عنيفة لماكرون

باريس - تسارعت حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأحد مع إعلان رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن إيدالغو ترشيحها رسميا وتخلي زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن عن قيادة حزبها لتركيز جهودها بالكامل على الاستحقاق الرئاسي العام المقبل.

وترجح استطلاعات الرأي انتقال لوبن إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2022، بعدما تواجهت في الانتخابات الماضية مع إيمانويل ماكرون الذي هزمها.

أما إيدالغو التي تترشح للمرة الأولى، فتبقى حظوظها في الفوز ضئيلة بحسب استطلاعات الرأي.

وإن كانت لوبن تواجه احتمال التنافس مع إريك زمور الكاتب السياسي والصحافي الجدليّ الذي يبقي الغموض مخيما حول نواياه الانتخابية، فإن إيدالغو تطلق حملتها وسط مشهد سياسي مكتظ بمرشحين يراوحون بين أقصى اليسار والاشتراكيين مرورا بالمدافعين عن البيئة.

وسلمت لوبن (53 عاما) رئاسة حزبها التجمع الوطني لمساعدها جوردان بارديلا، وعرضت برنامجها بالتفصيل في خطاب ألقته في فريجوس (جنوب)، فيما أكدت إيدالغو (52 عاما) ترشيحها في كلمة ألقتها في روان (غرب).

وقبل سبعة أشهر من الدورة الأولى، رددت الأولى شعار حملتها "الحريات" عارضة بعض أبرز مواضيعها مثل مكافحة الهجرة وانعدام الأمن.

ووعدت بتنظيم استفتاء حول الهجرة فور انتخابها وباعتماد أكبر قدر من الصرامة في مكافحة الجريمة، متعهدة بـ"وضع الجانحين الفرنسيين في السجن والأجانب في الطائرة"، وبترميم هيبة السلطة في "مدن المخدرات أو المناطق التي باتت أشبه بمناطق طالبان".

ووعدت كذلك بإقرار استفتاء الاستشارة الشعبية الذي يسمح بطرح قوانين أو تعديلات قانونية على المواطنين، ونظام انتخابي بالنسبية.

وعلى الصعيد الدولي، أكدت أن فرنسا ستنسحب من القيادة الموحدة للحلف الأطلسي التي تنشر برأيها "المنطق الحربي والذي تخطاه الزمن للكتلتين السابقتين إبان الحرب الباردة"، منتقدة بهذه المناسبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت "فرنسا ستقرر بحرية أي حروب أو تدخلات عسكرية تقبل بتنفيذها بما يخدم مصلحتها الوطنية" مؤكدة "لن يذهب أي فرنسي إلى حتفه في حروب ليست حروبنا".

وفي ما يتعلق بالمؤسسات الأوروبية، وعدت بـ"إعادة السلطة إلى الأمم". وقالت "سنعترف بحق كل دولة في تغليب مصلحتها الوطنية"، مؤكدة عزمها على "وضع حد للديكتاتورية التكنوقراطية المجنونة" التي تتهم المؤسسات الأوروبية بفرضها.

من جانها، بددت إيدالغو التكهنات معلنة أنها "مرشحة لتوفير مستقبل لأطفالنا، كل أطفالنا"، مؤكدة على "خبرتها" كرئيسة بلدية العاصمة باريس وعلى سياستها في مكافحة التلوث الناتج من السيارات، مسلطة الضوء على البعد البيئي لحملتها.

وقالت "علينا أن ننجز التحول البيئي" واعدة بـ"خطة لخمس سنوات لإزالة الكربون من اقتصادنا" وببدء مفاوضات لزيادة الأجور وتوسيع اللامركزية ومواضيع أخرى مثل الحق في الموت بكرامة.

ولم تكشف إيدالغو تفاصيل برنامجها الدولي، مكتفية بالقول إنها تريد "فرنسا أقوى، فرنسا أكثر ثقة بإمكانها إيصال صوتها الفريد مجددا في أوروبا والعالم".

وهاجمت المرشحتان الرئيس إيمانويل ماكرون الذي وصفتاه بـ"العجرفة". وقال إيدالغو إنها تريد "وضع حد للازدراء"، مشددة على أهمية "الاحترام".

أما لوبن، فرأت أنه "ليس هناك أبغض من حكومة تبدي ازدراء"، مستعرضة التظاهرات الكثيرة التي تخللت رئاسة ماكرون، من حراك "السترات الصفر" إلى احتجاجات معارضي التصريح الصحي الرامي إلى مكافحة وباء كوفيد-19.

وتطرقت المرشحتان لموضوع النساء، فأكدت إيدالغو أن انتخابات 2022 ستشكل "لقاء أول امرأة رئيسة للجمهورية مع الفرنسيات" واعدة بأن النساء سيحصلن "أخيرا على المساواة التامة والكاملة في الأجور كما في المسار المهني".

من جهتها، تحدثت لوبن عن النساء في مواجهة انعدام الأمن، فتعهدت بتشديد العقوبات ضد المضايقات في الشارع وبالنضال من أجل السماح للنساء بنيل حريتهن. وقالت "سنعيد فرض حرية النساء والفتيات في التنقل بدون التعرض لمضايقات أو تهديدات في أي ساعة من النهار أو الليل، في أي حيّ كان".