انتصارات دبلوماسية لنظام النيجر العسكري تسقط شرعية بازوم

وزير الدفاع الألماني يزور نيامي لأول مرة بعد الانقلاب مؤكدا أنه من المهم لألمانيا والشركاء الأوروبيين أن يستثمروا في المنطقة.

نيامي (النيجر) – يعتبر حصول النظام العسكري للجنرال عبد الرحمن تياني كممثل رسمي للنيجر في نيويورك، انتصارا دبلوماسيا إضافيا للسلطة الجديدة، وضربة للرئيس المعزول محمد بازوم الذي حاول البقاء متمسكا بمنصبه منذ الإطاحة به قبل نحو خمسة أشهر.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، اعترف رؤساء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" بأن حكومة محمد بازوم "تمت الإطاحة بها فعليًّا"، وبالتالي تخلّوا عن مطالب إعادة الرئيس المخلوع إلى منصبه.

وأعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر على شاشة التلفزيون الوطني، أنه حصل هذه المرة على اعتراف من الأمم المتحدة باعتباره "الممثل الوحيد والشرعي للنيجر في الأمم المتحدة". وتفاخرت السلطات النيجرية في بيان صحفي بأن هذا القرار "لا يشكل سوى نقطة في القانون الدولي لا يمكن تفسيرها بأي شكل من الأشكال".

وذكرت مجلة "جون أفريك" في تقرير لها نقلا عن مصدر في الأمم المتحدة، أنه في بداية ديسمبر/كانون الأول، اعترفت لجنة أوراق الاعتماد المؤلفة من تسعة أعضاء والمسؤولة عن تعيين السلطة الشرعية التي من المفترض أن تمثل دولة ذات سيادة في الأمم المتحدة، بالنظام العسكري لعبد الرحمن تياني كممثل رسمي للنيجر.

وأشاد المجلس العسكري في النيجر، الذي مُنع من التحدث في سبتمبر/أيلول الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بـ "النصر الدبلوماسي العظيم". وحتى الآن لم يُعرف بعد اسم ممثل النيجر الجديد لدى الأمم المتحدة، الذي سيحل محل باكاري ياو سانغاري، وزير خارجية النيجر الحالي.

ويبدو أن التحركات الغربية لاستئناف العلاقات مع النيجر تحت سلطة المجلس العسكري تسير على قدم وساق، إذ أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس خلال زيارة لنيامي الثلاثاء أن بلاده "مهتمة" باستئناف التعاون العسكري مع النيجر، بعد تعليقه جزئيا منذ انقلاب تموز/يوليو. وقال بيستوريوس لصحافيين بعد محادثات أجراها مع نظيره النيجري إن المانيا "مهتمة باستئناف المشاريع" في النيجر في إطار التعاون العسكري.

وتنشر برلين مئة جندي يتمركزون في قاعدة نيامي الجوية التي كانت تضم قسما من القوات الفرنسية، حتى انسحابها أخيرا بناء على طلب النظام العسكري. واضاف بيستوريوس "قلنا إننا مهتمون بحراسة القاعدة" العسكرية.

وتابع أنه منذ الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 تموز/يوليو، "لم نوقف كل شيء. لقد تركنا مستشارنا العسكري هنا"، وكذلك "قوات خاصة" و"سمحنا للجنود النيجريين بأن يتدربوا معنا".

وزيارته بيستوريوس هي الأولى التي يقوم بها وزير أوروبي للنيجر منذ الانقلاب. ورغم "الظروف الصعبة"، أشار إلى "حديث يمنح الأمل من أجل استمرار علاقة جيدة" بين البلدين.

وقال أيضا "كنت واضحا مرارا في الماضي لجهة أن من المهم لألمانيا والشركاء الأوروبيين وشركاء آخرين أن يستثمروا في هذه المنطقة". وأوضح أن بلاده تريد خصوصا "أن تناقش استمرار مشروع" بناء "مستشفى"، هو "مستشفى عسكري مرجعي" وفق ما أوضح نظيره النيجري الجنرال ساليفو مودي في بيان الثلاثاء. وأعلن بيستوريوس "أننا سنواصل محادثات" العمل "اعتبارا من كانون الثاني/يناير".

من جهته، صرح مودي أنه "بدعم من المانيا، طورت النيجر مراكز تدريب لضباط الصف وللقوات الخاصة"، فضلا عن "مشاريع أخرى" تتصل بـ"النقل العسكري".

وأكد أن وجود "القوات الأجنبية" في النيجر، وبينها القوات العسكرية الألمانية، "سيتم تأطيره عبر نصوص" و"سيخضع لشروط جديدة".

ولمحت السلطات الألمانية في ايلول/سبتمبر الى إمكان سحب قواتها من هذا البلد، بعد إعلان باريس مباشرة سحب جنودها البالغ عددهم 1500 عنصر، على أن تنجز هذه العملية مع نهاية العام. وبعد اسبوع من الانقلاب، علقت برلين مساعدتها التنموية ودعمها المالي للنيجر.

وأطاح الجنرال عبد الرحمان تياني بنظام الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو / تموز الماضي. ومنذ ذلك الحين يقبع الرئيس المعزول في العاصمة نيامي ويُمنع من التواصل مع محيطه الخارجي، بينما فرضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عقوبات على النيجر منذ ذلك الحين، ودعت إلى إعادة بازوم إلى منصبه، قبل أن تتراجع في القمة المنعقدة قبل عشرة أيام في أبوجا وتتجه نحو تخفيف العقوبات والاعتراف بالسلطات العسكرية الحاكمة.