انتكاسة روسية في معقل ليمان تفتح الباب لاحتمالات رد نووي
كييف وموسكو - قالت روسيا السبت إن قواتها انسحبت من بلدة ليمان، وهي معقل لها في شرق أوكرانيا، خشية أن يحاصرها الجيش الأوكراني، بينما قال رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن على موسكو التفكير في استخدام سلاح نووي منخفض القوة ردا على ذلك.
وتمثل السيطرة على هذه البلدة انتكاسة كبيرة لروسيا بعد إعلان رئيسها ضم منطقة دونيتسك مع ثلاثة أقاليم أخرى خلال احتفال في موسكو الجمعة نددت به كييف والغرب باعتباره هزلا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "تم سحب القوات المتحالفة من... ليمان إلى خطوط أكثر فائدة بسبب ظهور تهديد بالمحاصرة".
ووضع هذا البيان نهاية لصمت رسمي من موسكو استمر لعدة ساعات بعد أن قالت كييف في البداية إنها حاصرت الآلاف من الجنود الروس في المنطقة قبل أن تعلن دخول قواتها بلدة ليمان.
وقال قديروف إنه لم يعد قادرا على التزام الصمت بعد أن تخلت موسكو عن منطقة أعلن الكرملين أنها جزء من روسيا قبل يوم واحد فقط.
وفي رسالة على تطبيق تيليغرام انتقد فيها أحد القادة العسكريين الروس، كتب قديروف "في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ تدابير أكثر صرامة، بما يرقى لإعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة".
واضاف قديروف "يجب تنفيذ العملية العسكرية الخاصة بكل معنى الكلمة وليس اللهو".
وتابع "ليس ضروريا أن نتخذ قراراتنا مع اخذ المجتمع الغربي الاميركي في الاعتبار"، كونه "تحرك الى حد بعيد ضدنا".
وفي رسالة شديدة اللهجة، ابدى قديروف اسفه لكون الجنرال الروسي المكلف العمليات حول مدينة ليمان الكسندر لابين "لم يؤمن الاتصالات والتفاعل والامداد الضروري على صعيد الذخائر" للجنود الذين كانوا يدافعون عن المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي انسحب منها الروس السبت.
وطرح الزعيم الشيشاني الذي يحكم جمهوريته في القوقاز بقبضة حديد، تساؤلات عن الهرمية القيادية داخل الجيش الروسي وعن التقارير التي ترفع الى الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال إن "المحسوبيات في الجيش ستفضي الى أمور سيئة. لا مكان للمحسوبيات في الجيش، وخصوصا في الأوقات الصعبة".
ولم يشر بيان وزارة الدفاع الروسية إلى تعرض قواتها للحصار.
وقال سيرهي تشيريفاتي المتحدث باسم قوات شرق أوكرانيا في وقت سابق السبت "المجموعة الروسية في منطقة ليمان محاصرة".
وأضاف أنه يوجد في ليمان ما بين خمسة آلاف و5500 جندي روسي، لكن عدد القوات المحاصرة ربما يكون انخفض بسبب الخسائر في صفوف الجنود.
وأضاف، في تصريحات بثها التلفزيون، "نحن بالفعل داخل ليمان، لكن لا تزال المعارك دائرة".
وضع جنديان أوكرانيان مبتسمان العلم الوطني باللونين الأصفر والأزرق على لافتة الترحيب عند مدخل البلدة في شمال منطقة دونيتسك، حسبما جاء في مقطع فيديو نشره مدير مكتب الرئيس الأوكراني.
وقال أحد الجنديين، بينما يقف على غطاء سيارة عسكرية "في أول أكتوبر نرفع علم دولتنا وننصبه على أرضنا. ليمان ستكون أوكرانية".
ولم يتسن التأكد من تقارير أي من الجانبين عن ميدان المعركة بشكل مستقل.
مركز لوجستي
تستخدم روسيا ليمان كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. ويمثل سقوطها أكبر مكسب ميداني لأوكرانيا منذ هجومها المضاد الخاطف في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني إن السيطرة على ليمان ستسمح لكييف بالتقدم إلى منطقة لوجانسك، التي أعلنت موسكو احتلالها بالكامل في بداية يوليو تموز بعد تقدم بطيء وقصف لعدة أسابيع.
وأضاف "ليمان مهمة لأنها الخطوة التالية نحو تحرير دونباس الأوكرانية. إنها فرصة للذهاب لما أبعد من كريمينا وسيفيرودونيتسك. ونفسيا، إنها (بلدة) مهمة جدا".
وأعلن بوتين خلال احتفال الجمعة أن دونيتسك ولوجانسك، اللتين تشكلان دونباس، ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين، أراضي روسية. وتعادل هذه المناطق نحو 18 بالمئة من إجمالي مساحة أوكرانيا.
ووصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الخطوة الروسية بأنها غير قانونية. وتعهدت كييف بمواصلة تحرير أراضيها من القوات الروسية، وقالت إنها لن تجري محادثات سلام مع روسيا ما دام بوتين رئيسها.
والدينامية الجديدة للقوات الاوكرانية على الأرض منذ باشرت هجومها المضاد بداية ايلول/سبتمبر، دفعت روسيا الى الإسراع في إعلان ضم أربع مناطق اوكرانية الجمعة بعدما قررت تعبئة مئات الآلاف من عناصر الاحتياط المدنيين.