انتهاء أزمة مهاجرين علقوا وسط اشتباكات بين فصائل ليبية

الأمم المتحدة تعلن أنه تم بالتعاون مع حكومة الوفاق الليبية نقل مئات المهاجرين من مركزي احتجاز علقوا وسط الاشتباكات الأخيرة في جنوب العاصمة طرابلس وظلوا لفترة بلا طعام ولا ماء.

27 قتيلا على الأقل سقطوا في الاشتباكات جنوب طرابلس
هدوء حذر في عين زارة بعد اتفاق هدنة رعاها أعيان غرب ليبيا
لا ضمانات فعلية لعدم تجدد الاشتباكات في ظل انفلات السلاح

طرابلس - قالت الأمم المتحدة وموظفو إغاثة اليوم الخميس إن مئات المهاجرين نقلوا من مركزي احتجاز تديرهما الحكومة الليبية في طرابلس بعد أن حوصروا في اشتباكات بين جماعات مسلحة متناحرة.

ويقدر عدد المهاجرين المحتجزين الذين علقوا في الاشتباكات بين الفصائل الليبية المتناحرة في جنوب العاصمة بنحو 400 مهاجر نصفهم تقريبا من النساء.

وفر حراس مركزي الاحتجاز من القتال الذي أودى بحياة نحو 30 شخصا. ويدور القتال بين فصائل تتنازع على السلطة وأموال الدولة وهو مشهد يتكرر في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011.

وقال موظفو إغاثة إن مئات المهاجرين نقلوا إلى "مكان آمن" من مركزين تديرهما الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في منطقة عين زارة في جنوب شرق طرابلس.

وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان أنها "سهلت بالتعاون مع وكالات أخرى وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية (الليبي) نقل جميع الأشخاص من عين زارة".

والمهاجرون وأغلبهم من إريتريا وإثيوبيا والصومال نقلوا إلى مركز احتجاز منفصل بعيدا عن الاشتباكات.

ومع ذلك، قال مسؤول من منظمة دولية أخرى إن عددا قليلا من اللاجئين في عين زارة مازالوا ينتظرون نقلهم.

وليبيا هي نقطة الانطلاق الرئيسية في شمال أفريقيا بالنسبة للمهاجرين الذين يسعون لعبور البحر المتوسط وصولا إلى أوروبا والقادمين في الأغلب من أنحاء أخرى في أفريقيا.

وقالت وزارة الصحة في بيان اليوم الخميس إن 27 شخصا إجمالا قتلوا وأصيب 91 آخرون معظمهم مدنيون منذ اندلاع الاشتباكات، فيما تحدثت تقارير أخرى عن مقتل 30 شخصا في موجة الاشتباكات التي بدأت الاثنين وهدأت الثلاثاء على اثر اتفاق هدنة بين الفصائل المتناحرة قبل أن تتجدد الأربعاء.

وقد توقفت المعارك الخميس بعد اتفاق لوقف إطلاق النار أعلنه أعيان من مدن الغرب الليبي، لكن هناك تساؤلات عما إذا كانت الأطراف ستواصل احترامه.

وكلف فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا قوات من مناطق غرب ليبيا ووسطها بالسهر على احترام وقف إطلاق النار.

ولا توجد أي ضمانات لمنع تجدد القتال، فاتفاق الهدنة الذي تم التوصل له يوم الثلاثاء لم يصمد طويلا في ظل توترات كامنة غذاها انفلات السلاح وعدم قدرة حكومة الوفاق على ضبط الوضع الأمني وإنهاء الصراعات التي تتفجر من حين إلى آخر.

ومنذ الإطاحة بالقذافي في 2011، تقع العاصمة الليبية في قلب صراع نفوذ بين مجموعات مسلحة تسعى للسيطرة على الثروة والسلطة.

وأدانت بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا الأربعاء تصاعد العنف ودعت لوقف فوري لإطلاق النار.

وأشارت في تغريدة على صفحتها بتويتر أن ممثل الأمين العام الخاص إلى ليبيا غسان سلامة تواصل مع الأطراف الليبية من أجل الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية واستئناف محادثات وقف إطلاق النار وإيجاد حلول أطول أجلا لضمان سلامة وأمن العاصمة ومؤسساتها وسكانها.