انتهاكات الحوثيين تدفع الحكومة لمراجعة اتفاق الحديدة

الحكومة اليمنية تقول انها لا يمكنها الاستمرار في الالتزام بتعهداتها إذا استمر المتمردون في إفشال عمل البعثة الأممية والتهرب من التزاماتهم تجاه الاتفاق.
الحكومة تتهم الحوثيين باستغلال الاتفاق للزج بالأطفال في جبهات مأرب والجوف
الجيش اليمني يعلن حرير منطقة بمأرب وأسر 10 حوثيين بالجوف
مصر تدعم اجراءات تحالف دعم الشرعية للتعامل مع الحوثيين

صنعاء - أفاد محمد الحضرمي، وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إن الحكومة "لا يمكن أن تستمر في الالتزام بتعهداتها في اتفاق الحديدة إذا استمر الحوثيون في إفشال عمل البعثة الأممية والتهرب من التزاماتهم تجاه الاتفاق".
جاء ذلك خلال لقاء الحضرمي، اليوم الأحد، بالمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في العاصمة السعودية الرياض، حسب ما افادت وكالة الأنباء الرسمية" سبأ".
وقال الحضرمي:" تستغل مليشيا الحوثي اتفاق الحديدة للزج بالأطفال والمغرر بهم الى المحرقة في جبهات مأرب والجوف دون الاكتراث للخسائر البشرية الكبيرة من اليمنيين".
وأضاف :"اتفاق الحديدة أصبح غير مجد واستغلال الحوثيين له بات أمرا مرفوضا ولن يستمر".

اتفاق الحديدة أصبح غير مجد واستغلال الحوثيين له بات أمرا مرفوضا ولن يستمر

وعبر الحضرمي، عن إدانته لاستمرار "التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي" على محافظتي مأرب والجوف "واستهدافها المناطق الاهلة بالسكان بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة".
وأكد وزير الخارجية، على ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته ويدين" التصعيد والانتهاكات الحوثية المستمرة".
وفيما يتعلق بخزان صافر النفطي العائم على سواحل البحر الأحمر في مدينة الحديدة، شدد وزير الخارجية، على ضرورة الإسراع في معالجة هذه القضية" وعدم السماح باستمرار تلاعب مليشيا الحوثي بهذا الملف البيئي والإنساني وتسيسه وتعريض منطقة السواحل اليمنية والبحر الأحمر والبحار المجاورة لخطر وكارثة بيئية لا يحمد عقباها".
وأكد على أهمية استمرار الضغط على الحوثيين من قبل مجلس الأمن للسماح للفريق الفني الاممي بالوصول ألى الخزان والقيام بمهامه من تقييم الأضرار وتفريغ حمولته والتخلص منه قبل فوات الأوان.
وحول اتفاق الرياض ، أوضح الحضرمي، بأن الحكومة تعاطت بإيجابية ونفذت ما عليها من بنود في آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض من تعيين لمحافظ ومدير للأمن في العاصمة المؤقتة عدن وتسمية رئيس الحكومة الجديدة والبدء في المشاورات الخاصة بتشكيلها.
وأفاد بأنه من الضروري أن يلتزم المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب القوات والوحدات العسكرية من عدن وإعادة تطبيع الأوضاع في محافظة ارخبيل سقطرى "وانهاء التمرد العسكري هناك في أسرع وقت".
واختتم المبعوث الأممي إلى اليمن، مساء الأحد، جولة مباحثات مع مسؤولين يمنيين وسعوديين، في ثاني زيارة للرياض خلال شهر.
ووفق تغريدة نشرها حساب غريفيث على موقع "تويتر"، في وقت متأخر ليل الأحد، "اختتم المبعوث الأممي زيارة رسمية للرياض (غير محددة المدة)، عقد خلالها اجتماعات بناءة مع مسؤولين يمنيين وسعوديين".
وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى "مناقشة التعديلات الأخيرة على مسودة الإعلان المشترك، والعواقب الإنسانية الوخيمة المترتبة على التصعيد العسكري في مأرب (شرقي اليمن)، خاصة أن المحافظة تمثل ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من النازحين اليمنيين".
كما رحب المبعوث الأممي بـ"التقدم الذي تمّ إحرازه نحو تنفيذ اتفاق الرياض، وناقش طرق التحرّك نحو حلّ سياسي شامل في اليمن".
وحسب المصدر ذاته، التقى غريفيث بـ"نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني".

وفي 14 أغسطس/آب الماضي، زار غريفيث، العاصمة السعودية الرياض، التقى خلالها مسؤولين يمنيين وسعوديين، بينهم نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، ورئيس الوزراء معين عبد الملك، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.
ومطلع يوليو/تموز الماضي، سلم غريفيث الحكومة اليمنية نسخة مُعدلة من المبادرة الأممية لحل الأزمة اليمنية، لكن الحكومة أبلغت المبعوث الأممي آنذاك رفضها للمقترحات الأممية التي قالت إنها "تنتقص من سيادة الحكومة ومسؤولياتها".
وتتضمن مسودة المبادرة الأممية في أبرز بنودها، وقف شامل لإطلاق النار، والشروع في استئناف المشاورات السياسية في أقرب وقت لوضع نهاية للحرب المستمرة منذ نحو 6 سنوات.
وتبذل الأمم المتحدة منذ سنوات جهودا لوقف القتال في اليمن، وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكنها لم تفلح في ذلك حتى الآن، وسط اتهامات متبادلة بالتصعيد.
ويشهد اليمن للعام السادس قتالا عنيفا بين القوات الحكومية التي يدعمها منذ مارس/آذار 2015 تحالف عربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا، والمسيطرة على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

واعلن الجيش اليمني، الإثنين، تحرير "منطقة مهمة" في محافظة مأرب (شرق) وأسر 10 من عناصر جماعة الحوثي، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين في محافظة الجوف.
ونقل "سبتمبر نت"، وهو موقع الجيش، عن مصادر ميدانية (لم يسمها) إن "قواته تمكنت من تحرير منطقة القدة في جبهة المخدرة بمحافظة مأرب، بعد هجوم مباغت على مليشيا الحوثي، التي تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد".
ووصفت المصادر المنطقة بـ"المهمة"، من دون توضيح سبب أهميتها.
وفي الجوف، أفادت المصادر بأن "قوات الجيش نفذت هجوما سريعا على مواقع المليشيا الحوثية في موقع دحيضة شرق جبهة المزاريق".
وأضافت أن أفراد الجيش قتلوا وأصابوا العشرات من الحوثيين، وأسروا أكثر من 10 آخرين، بجانب تدمير وإحراق آليات عسكرية مختلفة، واستعادة أسلحة مختلفة.
وأفادت بأن هذه التطورات تزامنت مع "غارات مكثفة لمقاتلات التحالف العربي استهدفت تعزيزات للحوثيين في جبهة المزاريق، مخلفة عددا من القتلى وتدمير آليات عسكرية مختلفة".
واشتدت المعارك بين الجيش والحوثيين، منذ أسابيع في جبهات عديدة، خاصة في مأرب والجوف.

وأعربت مصر اليوم الأحد عن دعمها الكامل لكل ما يتخذه تحالف دعم الشرعية في اليمن من إجراءات للتعامل مع ممارسات الحوثيين والتي تؤدي إلى تأجيج الأوضاع في اليمن.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية الأحد إن مصر تؤكد على اصطفافها بجانب المملكة في مساعيها المُخلصة لدفع مسيرة الحل السياسي في اليمن وانفاذ وقف إطلاق النار بين قوات الحكومة الشرعية الحوثيين.
وأضاف " واتصالاً بذلك، تُدين مصر قيام المتمردين باستهداف المنشآت المدنية في مدينة مأرب بالصواريخ الباليستية، مما أسفر عن إصابة العديد من المدنيين".
وتابع البيان " تؤكد وزارة الخارجية على الأهمية البالغة للوصول إلى وقف اطلاق نار شامل في اليمن حتى يتسنى الاتفاق على التدابير الانسانية والاقتصادية التي تَكفُل التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي تتفاقم في ربوع اليمن نتيجة لتعثُر الحل السياسي، وتُثمن مصر كافة ما يقوم به تحالف دعم الشرعية في اليمن وصولاً لهذه الأهداف".