انتهاكات الحوثيين تهدد بنقض مساعي التهدئة في الحديدة

جماعة الحوثي تفجر مقر نقطة مراقبة وقف إطلاق النار في اعتداء جديد على بعثة الأمم المتحدة باليمن.
ميليشيات الحوثي تشل الخدمات الصحية والأساسية في الجوف
الحوثيون يحولون كليات الجوف إلى ثكنات عسكرية ويجندون الطلاب

صنعاء - أعلن الجيش اليمني السبت أن مسلحي الحوثي قاموا بتفجير مقر نقطة مراقبة وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غرب اليمن، في خطوة تؤكد عدم التزام الانقلابيين باتفاقاتهم، حيث تواصل الميليشيات الحوثية انتهاكاتها، ما يهدد بنسف مساعي التهدئة في المنطقة.

وذكرت ألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني في بيان مقتضب، أن المليشيات الحوثية فجرت بالديناميت مقر نقطة الرقابة الخامسة الواقعة شرقي مدينة الحديدة.

واعتبر البيان أن "هذا التفجير يعد اعتداء جديدا للمليشيات الحوثية على بعثة الأمم المتحدة التي تشرف على نشر نقاط الارتباط، لمراقبة إعادة الانتشار ووقف إطلاق النار بالحديدة.

ولم يتطرق البيان إلى أسباب قيام الحوثيين بذلك، فيما لم يتسن أخذ تعليق من قبل الحوثيين حول الأمر.

وفي 11 مارس/آذار سحب فريق الحكومة اليمنية جميع أعضائه المشاركين في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمحافظة الحديدة، احتجاجا على عملية قنص تعرض لها أحد الضباط في المدينة من قبل الحوثيين.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2019 نشرت الأمم المتحدة "5 نقاط"، لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة الخامري ومدينة الصالح (شمال) وقوس النصر (جنوب شرق) وفي منطقة المنظر (جنوب) و"سيتي ماكس" (شرقي الحديدة).

وتتكون لجنة إعادة الانتشار الثلاثية في الحديدة من مراقبين من الحكومة اليمنية والحوثيين تحت إشراف رئيس البعثة الأممية التي يرأسها الجنرال الهندي أبيهيجت غوها، كبير المراقبين الدوليين لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق الناربين الطرفين.‎

وتتبادل الحكومة والحوثيين اتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في الساحل الغربي، الذي تشرف عليه لجنة أممية أُنشئت لتنسيق إعادة الانتشار في الحُديدة، بموجب الاتفاق الموقع في ستوكهولم، في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وللعام السادس على التوالي يشهد اليمن قتالا عنيفا بين القوات الحكومية التي يدعمها منذ مارس/آذار 2015، تحالف عربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا والمسيطرة على محافظات يمنية عديدة بينها العاصمة صنعاء.

وفي سياق الانتهاكات الحوثية في اليمن قال مدير عام مكتب وزارة حقوق الإنسان في الجوف عبدالهادي العصار السبت، إن "مسلحي الحوثي قاموا بتعطيل الخدمات الأساسية في مدينة الحزم مركز محافظة الجوف شمالي البلاد".

وأوضح العصار أن "مليشيا الحوثي قامت بتعطيل مختلف الخدمات في مدينة الحزم بما فيها إيقاف الخدمات الصحية بمستشفى الجوف العام بالمدينة، الذي كان يقدم خدماته لنحو نصف مليون شخص"

وأضاف أن "مليشيا الحوثي حولت كلية التربية في المدينة إلى ثكنات عسكرية وعطلت العملية التعليمية فيها".

ولفت العصار إلى أنه تمت مواصلة حملات الاختطاف في المدينة من قبل الحوثيين، مع دهم منازل وتوقيف مارة عند النقاط العسكرية التابعة للجماعة.

ولم يتسن الحصول على تعليق من قبل الحوثيين حول ما أفاد به المسؤول اليمني.

وسيطر الحوثيون على مدينة الحزم مطلع مارس/آذار، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف إلى محافظة مأرب المجاورة (شرق).

وجاءت سيطرة الحوثيين على الحزم بعد أسابيع من سيطرتهم على مساحات واسعة من مديرية نهم الجبلية، التي توصف بأنها البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.

ويشهد اليمن للعام السادس حربا عنيفة أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى مقتل 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.