انتهاكات بالجملة لفصائل موالية لتركيا في عفرين

فصيل موالٍ لأنقرة يستغل بئرا كمقبرة جماعية يدفن فيه كل من يقتل جراء التعذيب او المعاملة السيئة في المدينة الكردية الخاضعة للسيطرة التركية.
قرابة 10 اشخاص يدفنون يوميا في البئر في انتهاكات غير مسبوقة
سجن احد الفصائل الموالية لتركيا في عفرين يستقبل يوميا ما بين 5 او 6 معتقلين
فصيل يغلب على عناصره الجهل والامية يتحكم بمصير سكان عفرين
الولاء للجندي التركي يحدد سلوك عناصر الفصائل في المدينة

دمشق - كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انتهاك جديد للفصائل المتشددة المسيطرة على مدينة عفرين السورية ذات الاغلبية الكردية.

وتورطت هذه الفصائل الموالية لانقرة حسب ما نقله موقع احوال تركية الاثنين في تخصيص مقبرة جماعية او بئر يدفن فيه كل من يقتل في المدينة وذلك ضمن اراضي سيطرة درع الفرات.

واكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الانسان ان المقبرة الجماعية تقع خلف سجن خاضع لفصيل سوري يطلق على نفسه "فرقة السلطان مراد" يشرف على عمليات تعذيب المعتقلين بحضور عناصر من المخابرات التركية.

واشارت مصادر المرصد السوري من خلال شهادات بعض الضحايا ان قرابة 10 اشخاص يدفنون يوميا في البئر وان الشباب الكردي هو متهم ومشروع معتقل معرض للتعذيب والمعاملة غير الانسانية.

ويتعرض السجناء الاكراد وفق المرصد لشتى انواع المعاملة السيئة والتعذيب من التعليق الى الضرب الوحشي خلال التحقيق وان السجن يستقبل يوميا ما بين 5 او 6 معتقلين من مدينة عفرين.

يتعرض السجناء الاكراد لشتى انواع المعاملة السيئة والتعذيب من التعليق الى الضرب الوحشي خلال التحقيق

وينتمي عناصر فصيل فرقة السلطان مراد الى تركمان سوريا حيث يسيطرون على اغلب مناطق درع الفرات ويحظون بدعم من السلطات التركية سواء من حيث التسليح او التدريب.

وتشير مصادر ان عناصر الفصيل يغلب عليهم الجهل والامية وانهم يوالون بشكل كلي القوات التركية بمن فيهم رئيس المجموعة فهيم عيسى الذي يحاول ارضاء الجنود الاتراك بمزيد من انتهاكات حقوق الشباب الكردي في عفرين.

وتعتبر تهمة الانتماء للقوات الكردية والتواصل معها والعمل لصالحها رائجة في المناطق التي يسيطر عليها حلفاء تركيا وهي تستهدف الرجال والنساء حيث اكد المرصد في بيان نشره في مارس/اذار "ان الفصائل تعمد نقل المختطفين، إلى معتقلات ومراكز احتجاز مكونة من منازل مدنيين جرى الاستيلاء عليها وتحويلها لمقرات للفصائل الموالية لتركيا".

وأكد المرصد حينها ان المسلحين يتقاسمون النفوذ والممتلكات في عفرين ويعمدون الى تنفيذ عمليات سلب ونهب ومصادرة أموال وممتلكات".

وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ آذار/مارس2018 على منطقة عفرين في محافظة حلب، بعد هجوم واسع شنّته ضد المقاتلين الأكراد في 20 يناير/كانون الثاني 2018 تسبّب بنزوح عشرات آلاف السكان.

وتشهد المنطقة منذ سيطرة الفصائل المدعومة من أنقرة عليها حالة من الفوضى الأمنية. وتحدّث سكّان في مدينة عفرين قبل فترة عن مضايقات واسعة يعانون منها، تدفعهم إلى ملازمة منازلهم وعدم الخروج إلاّ في حالة الضرورة.

القوات التركية في سوريا
اردوغان يسعى الى اقامة منطقة آمنة في شمال سوريا

ويسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى اقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا تؤوي ملايين اللاجئين السوريين في تركيا واوروبا، في حين ترفض الولايات المتحدة الاعادة القسرية وتفضل الحديث عن "آلية أمنية" في هذه المنطقة التي يغلب على سكانها الأكراد.

وهدد الرئيس التركي مرارا بشنّ عملية "للقضاء" على الخطر الذي تمثّله وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

وسبق أن حذّر اردوغان مراراً من أنّ بلاده تعتزم شنّ عملية عسكرية في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية والتي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية" وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدّها منذ عقود.
وفي محاولة لتهدئة المخاوف التركية، اقترحت واشنطن نهاية العام الماضي إنشاء "منطقة آمنة" بعمق ثلاثين كيلومتراً على طول الحدود بين الأكراد السوريين وتركيا، تتضمن أبرز المدن الكردية. ورحبت أنقرة بالاقتراح لكنها أصرت على أن تتولى بنفسها إدارة تلك المنطقة، الأمر الذي يرفضه الأكراد بالمطلق.