انتهاك تركي جديد لسيادة العراق في عملية عسكرية أوسع

الجيش التركي يشن هجوما بريا وجويا بطائرات مسيرة ومروحيات هجومية على قواعد المسلحين الأكراد وينفذ عمليات إنزال شمال العراق.

اسطنبول - شن الجيش التركي السبت هجوما بريا وجويا جديدا على قواعد المسلحين الأكراد في شمال العراق، وفق ما أفاد مسؤولون ووسائل إعلام محلية، في أحدث انتهاك صارخ لسيادة العراق على أراضيه.

وقالت وسائل إعلام تركية إن قوات خاصة من الجيش نفذت إنزالًا في منطقة متينا من طائرات هليكوبتر بينما ألقت طائرات حربية قنابل على أهداف لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وكتبت وزارة الدفاع على تويتر من دون تحديد عدد الجنود الذين شاركوا في الهجوم "بواسل القوات الخاصة في الجيش التركي في شمال العراق"، فيما عرض التلفزيون التركي صورا لمظليين يقفزون من طائرات هليكوبتر وجنود بملابس مموهة يطلقون النار من بنادقهم.

وفي خطاب متلفز، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن العملية بدأت بعد ظهر الجمعة وشاركت فيها قوات خاصة مدعومة بطائرات مسيّرة ومروحيات هجومية.

يستخدم حزب العمال الكردستاني الذي أدرجته تركيا ودول أخرى على قائمة المنظمات الإرهابية، منذ عقود الجبال الشمالية في العراق كمنقطة انطلاق لعملياته في إطار التمرد المستمر منذ عقود ضد الدولة التركية وجيشها.

وينفذ الجيش التركي باستمرار عمليات عبر الحدود ويشن غارات جوية على قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في عمليات ترفضها بغداد وتعتبرها انتهاكا صارخا للأراضي العراقية.

أطلق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على هذه العملية اسم "مخلب البرق". وفي حديثه إلى مركز قيادة العملية عبر الفيديو، زعم إردوغان أن الهدف من الهجوم هو "الإنهاء التام لوجود التهديد الإرهابي على طول حدودنا الجنوبية".

وقال في إشارة إلى المسلحين الأكراد "ليس هناك مكان للجماعة الإرهابية الانفصالية في مستقبل تركيا أو العراق أو سوريا سنواصل القتال حتى نقضي على عصابات القتلة هذه التي لا تنشر سوى الدموع والدمار".

وفي فبراير/شباط شنت تركيا عملية أطلق عليها اسم "مخلب النسر-2" ضد متمردي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في منطقة دهوك شمال العراق.

وأثارت تلك الغارة الجدل لأنها كانت تهدف جزئيًا إلى إنقاذ 12 جنديًا تركيًا وعراقي احتجزهم حزب العمال الكردستاني في كهف.

واتهمت تركيا حزب العمال الكردستاني بإعدام الرجال الثلاثة عشر قبل أن يتمكن الجيش من تحريرهم، ولكن إردوغان تعرض لانتقادات لاذعة من جانب أحزاب المعارضة في البرلمان لسوء التخطيط للهجوم.

كما أثارت العملية في فبراير/شباط مشكلات مع إيران التي تحظى بوجود سياسي وعسكري قوي في العراق وتنظر بريبة إلى حملات إردوغان في المنطقة.

وحذر سفير إيران حينها أنه ينبغي على القوات التركية ألا تشكل تهديدًا أو تنتهك الأراضي العراقية، مما دفع أنقرة وطهران إلى استدعاء كل منهما سفيرها لدى الطرف الآخر.

يُقدر أن التمرد الكردي ضد الدولة التركية أدى إلى مقتل عشرات الآلاف منذ انطلاقه في عام 1984.