انجاز تاريخي للعداء المغربي البقالي في أولمبياد باريس

سفيان البقالي يرفع رصيد العرب من الميداليات إلى ثماني في الألعاب الحالية، بينها ثلاث ذهبيات.

باريس - كرّس المغربي سفيان البقالي نفسه نجما دون منازع لسباق 3 آلاف م موانع، بعد احتفاظه بذهبية الألعاب الأولمبية الأربعاء في باريس.

وحسم البقالي (28 عاما) بذكاء سباقا تنافسيا بتسجيله 8:06.05 دقائق هو الأفضل له هذا الموسم، متفوّقا على الأميركي كينيث روكس (8:06.41 د) والكيني أبراهام كيبيووت (8:06.47 د).

وإلى ذهبيتي الأولمبياد، يملك البقالي في رصيده ذهبيتي بطولة العالم في يوجين 2022 وبودابست 2023، فضية في لندن 2017 وبرونزية في الدوحة 2019.

والبقالي هو ثاني عداء يدافع عن لقبه في 3 آلاف م موانع ضمن الألعاب الأولمبية، بعد الفنلندي فولماري ايسو-هولو في 1932 و1936.

وأعرب العداء المغربي عن سعادته الكبيرة عقب التتويج. وقال والدموع تنهر من عينيه لقناة بي إن سبورتس "نجحت وعملت واستعددت جيدا للفوز بهذه الميدالية. لم تكن هذه السنة سهلة بالنسبة لي كنت أعاني من إصابة واستطعت تجاوزها".

وأضاف "السباق لم يكن سهلا. كانت هناك خطة اثيوبية والحمد لله ان مواطني تيندوفت كان موجوداً معي وطلبت منه أثناء السباق أن يفعل أي شيء لمساعدتي فانطلق نحو المقدمة ورفع الإيقاع لفك التكتل الاثيوبي".

وتابع "مررت بمرحلة صعبة وكنت في طريقي إلى أن أقرّر عدم المشاركة في الألعاب الاولمبية لكنني نجحت بفضل مساعدة مدربي والاتحاد المغربي على تجاوز محنتي والتعافي".

وأصبح ثالث رياضي عربي يتوّج مرّتين في الألعاب الأولمبية بعد مواطنه هشام الكروج (1500 م و5 آلاف م في أثينا 2004) والسباح التونسي أسامة الملولي (1500 م حرة في بكين 2008 و10 كلم في المياه الحرّة في لندن 2012).

كما أصبح في أولمبياد طوكيو الذي تأجّل سنة بسبب جائحة كوفيد-19، أول عداء غير كيني منذ 1980 يحرز ذهبية هذه المسافة المعقدة.

وعلق البقالي على دموعه قائلا "سامحوني، فأنا الآن أستوعب ما فعلته، دخلت التاريخ بهذا اللقب الأولمبي الثاني تواليا وأنا مدين به إلى الجماهير المغربية التي لم تتوقف عن مساندتي برسائلها التي لم أكن استطع الرد عليها، وإلى الأبطال الحاليين والسابقين".

ووجّه البقالي نداء إلى المنتقدين مطالبا إياهم بعدم "الحقد على الرياضيين الذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل تحقيق النتائج الجيدة ويجب أن نساندهم في محنتهم".

وأردف قائلا "هذه التتويجات ثمر عمل على مدى طويل وبعيد وليس الآن. منذ 2021 وأنا طامح لرفع المشعل والسيطرة على هذا السباق والحمدلله أنا ناجح حتى الآن"، مضيفا "لا يجب أن أنسى دور أبي وأمي فمن دونهما لم أكن لأحقق أي شيء".

ورفع البقالي رصيد العرب إلى ثماني ميداليات في الألعاب الحالية، بينها ثلاث ذهبيات.

وكانت الجزائرية كايليا نمور خطفت الذهبية الأولى في مسابقة العارضتين المختلفتي الارتفاع في منافسات الجمباز، ثم العداءة البحرينية وينفريد يافي في سباق 3 آلاف م موانع الثلاثاء.

كما نالوا فضية لمبارز الحسام التونسي فارس فرجاني وبرونزيتين لمبارز السيف المصري محمد السيد ولاعب التايكوندو التونسي محمد خليل الجندوبي في وزن -58 كلغ.

وضمنت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف فضية على الأقل في وزن 66 كلغ، وأحد المنتخبين المصري والمغربي برونزية في مسابقة كرة القدم للرجال.

وبلقبان عالميان ومثلهما أولمبيين، لا أحد يقف في وجه العداء المغربي سفيان البقالي إن كانت الموانع أو أصحاب الاختصاص العداؤون الكينيون وحتى الإثيوبيين.

وما فعله البقالي في الدور النهائي لسباق 3 آلاف م إنجاز سيظل خالدا لأعوام طويلة. بخبرته وحنكته الكبيرتين احتفظ باللقب الاولمبي محققاً رباعية نادرة.

والدليل، إنجاز احتفاظه باللقب الأولمبي في السباق فعله قبله الفنلندي فولماري ايسو-هولو في 1932 و1936، أي تقريبا نحو قرن من الزمن.

وحصد البقالي (28 عاما)، المعدن الأصفر في آخر ثلاث بطولات كبيرة، فبعدما ذاق طعم الذهب في أولمبياد طوكيو صيف عام 2021 عندما أصبح أول عداء غير كيني يحرز اللقب الأولمبي في سباق 3 آلاف م موانع منذ 1980، أكّد أنه "ملك" السباق واضعا حدا لسيطرة الكينيين عليه لمدة 15 عاما في بطولة العالم عندما نال الذهبية في يوجين الأميركية.

يملك القطري معتز برشم فرصة الالتحاق بهذا النادي الضيّق من الأبطال في حال تتويجه بالذهب في مسابقة الوثب العالي.

خطة إثيوبية كينية

خطط عداؤو الجارتين كينيا وإثيوبيا من دون قصد لحرمان البقالي من الاحتفاظ بلقبه عندما تكتلوا في المقدمة مبطئين إيقاعه ومغلقين جميع المنافذ أمامه.

وفطن ابن مدينة فاس للفخ الذي ينوي أبناء قارته السمراء نصبه إليه (ثلاثة كينيين ومثلهم أثيوبيين بينهم حامل الرقم القياسي العالمي لاميتشا غيرما).

وبسرعة بديهة التفت البقالي خلفه فوجد 'المنقذ' مواطنه أحمد تيندوفت الذي حجز بطاقته إلى الدور النهائي عن جدارة.

وقال البقالي عقب السباق "كانت هناك خطة اثيوبية والحمد لله أنّ مواطني تيندوفت كان موجوداً معي وطلبت منه أثناء السباق أن يفعل أي شيء لمساعدتي فانطلق نحو المقدمة ورفع الإيقاع لفك التكتل الاثيوبي".

وتنفس العداء المغربي الصعداء بتشتت كوكبة المقدمة لكنه فوجئ بانطلاقة سريعة للعداء الأميركي كينيث روس قبل 300 م الأخيرة في محاولة لإنهاكه وهو الذي أصلا يمتاز بسرعته النهائية التي استخدمها في الوقت المناسب وانطلق كالسهم بعد الحاجز الأخير قاطعا خط النهاية بأريحية كبيرة.