انخفاض منسوب المياه في كردستان يُنذر بأزمة وشيكة

مدير عام الموارد المائية يؤكّد أن الإقليم فقد ثلث موارده من المياه السطحية بسبب التغيرات المناخية.

أربيل - أكد مدير عام الموارد المائية في اقليم كردستان العراق كاروان صباح هورامي أن مستوى المياه الجوفية وصل الى مراحل خطيرة، فيما فقد الإقليم ثلث موارده من المياه السطحية بسبب التغيرات المناخية، وسط تحذيرات من تداعيات الأزمة المحتملة على مختلف القطاعات بما في ذلك الزراعة وإمدادات مياه الشرب.

ويعتمد إقليم كردستان بشكل أساسي على السدود والخزانات المائية في تأمين احتياجاته المائية، حيث تُعدّ سدود دوكان ودربنديخان ودهوك من أهم منشآت تخزين المياه، بينما تشير تقارير منظمة المياه انه يتدفق 47 مليار متر مكعب من المياه سنوياً إلى الإقليم، يتم الاستفادة من 17 مليار متر مكعب فقط.

وأوضح هورامي، في تصريح لوكالة شفق نيوز الكردية، خلال مشاركته في مؤتمر كردستان لتغير المناخ الذي أُقيم في أربيل أن حكومة الاقليم وضعت خطة استراتيجية لحماية الموارد المائية، بدءاً من بناء السدود والبرك وصولاً إلى تنفيذ مشروع المياه الطارئة، حيث يجري العمل عليه، مشيرا إلى أنه سيتم إغلاق أكثر من ألف بئر بعد اتمام هذا المشروع.

وأوعز هذا الانخفاض الحاد إلى بناء إيران عدة مشاريع على مصادر المياه التي تتدفق إلى كردستان، حيث أدى نقص المياه في نهر "الزاب الصغير" الى معاناة قضاءي بشدر وقلعة دزه، فيما تعاني محافظة حلبجة من نفس النقص في نهر سيروان.

 وتأثر العراق شأنه شأن بقية دول منطقة الشرق الاوسط بالتغير المناخي العالمي، إذ شهدت البلاد في العامين 2020 و2021 جفافا غير مسبوق منذ عقود، فتراجعت معدلات المياه المتساقطة، الى جانب تراجع كميات المياه التي تطلقها تركيا في نهر دجلة، بينما عمدت طهران الى قطع الماء وتغيير مجرى غالبية الانهر التي تنبع من الجمهورية الاسلامية وتصب في العراق.

وتواجه مدينة اربيل أزمة حادة في تجهيز الكميات المطلوبة للمياه خلال أشهر الصيف، نتيجة محدودية طاقة مشاريع انتاج المياه التي تعتمد على الأنهر، فيما تعثرت هذه المشاريع التي نتيجة لقلة الأمطار ، حيث تعتمد المدينة بنسبة 75 بالمئة على آبار المياه الجوفية في تأمين حاجياتها، وهي في تراجع متواصل.

كما تتكرر مشكلة شح مياه الشرب أيضا في مناطق من السليمانية، حيث تنقطع المياه عن الكثير من أحيائها لأسابيع، ما يثير احتجاجات مستمرة للسكان وسط المطالب بحلول جذرية من خلال انجاز مشاريع تؤمن حاجات السكان وتتجاوز مشكلة الجفاف.

ويقول مسؤولون محليون ان منسوب المياه السطحية والجوفية تتناقص بشكل سريع، مشيرين الى جفاف 300 بئر العام الماضي، مشيرين إلى أن من بين أسباب هذا الانخفاض الآبار غير القانونية، حيث ارتفع حفر هذه الآبار بنسبة 110بالمئة ليصل عددها الى أكثر من 5 الاف بئر في عموم مناطق الاقليم.