انسحاب عشرات الشركات من بريطانيا ينذر بفوضى اقتصادية

بريكست يعمق شروخ بريطانيا بأزمة اقتصادية مرتقبة، في ظل الانقسامات السياسية العميقة التي تشهدها بريطانيا بتأجيل الانفصال حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول.
اتجاه المستثمرين خارج بريطانيا يُعقّد مسار بريكست

لندن - ينذر انتقال نحو مئة شركة دولية إلى هولندا منذ استفتاء بريكست في يونيو/حزيران 2016، فيما تبدي 325 شركة أخرى اهتمامها بذلك، بفوضى اقتصادية قد تعصف ببريطانيا في ظل الغموض المحيط بالطلاق بين لندن وبروكسل.

ودفع بريكست عشرات الشركات الاقتصادية الدولية للانسحاب من بريطانيا، فيما تكون هولندا المستفيد الأبرز، حيث تجري نحو 250 محادثات مع هيئة الاستثمار الأجنبي في لاهاي بشأن احتمال نقل أنشطتها إلى البلاد.

ويعقد بدوره قرار انتقال عشرات الشركات إلى هولندا مسار بريكست، في وقت تتأزم فيه المشاورات بين لندن والاتحاد الأوروبي منذ تولي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منصبه.

وتبدي الشركات البريطانية اهتماما كبيرا بالانتقال إلى هولندا، فيما تفكر شركات أميركا الشمالية وآسيا وأستراليا في هذا الاحتمال، حسبما أعلن جهاز الاستثمار الأجنبي الهولندي الاثنين.

وقال رئيس الجهاز يورن نيلاند إن "عدم اليقين المتزايد في المملكة المتحدة والاحتمال المتزايد للخروج بدون اتفاق، يعرقلان أنشطة هذه الشركات".

وأضاف "لهذا السبب يتجه عدد متزايد من الشركات نحو هولندا كقاعدة جديدة لها في السوق الأوروبية".

وأدى انتقال أول 62 شركة بسبب بريكست إلى إيجاد نحو 2500 وظيفة، بالإضافة إلى 310 ملايين يورو من الاستثمارات في هولندا.

وأكد جهاز الاستثمار على أن معظم هذه المؤسسات لديها أسباب ملحة، مثل التراخيص المصرفية أو حقوق البث التي تسمح لها بالبقاء نشطة في الاتحاد الأوروبي.

واعتبر أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يشكل خبرا سيئا بالنسبة لهولندا، لكن ذلك سيدفع مزيدا من الشركات إلى اختيار بلدنا في السنوات المقبلة.

وأعلن كل من عملاقي الأجهزة الالكترونية اليابانية 'سوني' و'باناسونيك' منذ عدة أشهر بسبب الخشية من فوضى الاستعدادات لبريكست، نقل مقره الأوروبي من المملكة المتحدة إلى هولندا. كما خسرت لندن وكالة الأدوية الأوروبية التي غادرت لتستقر في أمستردام.

وتم تحديد موعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وسط مخاوف من حصوله بدون اتفاق ما من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في العلاقات التجارية.

وخلق جونسون المؤيد بقوى لبريكست منذ توليه منصب الزعامة في 10 داونينغ ستريت، كثيرا من البلبلة بتصريحاته النارية.

وكان قد أعلن المضي قدما في مسألة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي باتفاق أو دون اتفاق.