انشقاقات "تقدم" تمهد لانفراج أزمة رئاسة البرلمان العراقي

إعادة هيكلة القوائم والتحالفات داخل المكون السني ستقود الى انهاء الصراع على منصب رئيس مجلس النواب.

بغداد - أعلنت النائبة نورس العيسى عضو كتلة "تقدم" النيابية بزعامة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، مساء الأربعاء، عن انضمامها إلى كتلة "المبادرة"، حيث يمر الحزب منذ فترة بانشقاقات داخلية كبيرة تزادا مع استمرار أزمة فراغ رئاسة البرلمان، ويرى البعض أن هذا التفكك قد يدفع باتجاه حلحلة هذا الملف.
وبينت العيسى في تغريدة على حسابها في منصة "أكس"، أن انضمامها للكتلة الجديدة هو "سعياً لتحقيق مصالح أهلي، وتغليبا للمصلحة العامة التي أقسمت على الحفاظ عليها وحمايتها".

وفي السادس من يونيو/حزيران الماضي، أعلن 11 نائباً وعضواً في مجالس المحافظات، انشقاقهم عن "تقدم" وتأسيس جبهة سياسية باسم كتلة "المبادرة".

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده النائب زياد الجنابي، وعزا فيه النواب والأعضاء المنشقون سبب إقدامهم على هذه الخطوة إلى "حالة الجمود التي وصلت إليها الحياة السياسية، وعدم تمكن السلطة التشريعية من انتخاب رئيس جديد للبرلمان منذ شهور عديدة، مما دفعنا لتأسيس كتلة (المبادرة) لفك الانغلاق الحاصل في المشهد السياسي".

وأضافوا أن "الكتلة تتبنى مبدأ الوقوف بمسافة واحدة من جميع الفرقاء"، مطالبين بتحقيق ما تضمنته ورقة الاتفاق السياسي والتي على إثرها تشكلت الحكومة العراقية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.

وعدّ القيادي في تحالف الأنبار الموحد محمد دحام، أن الانشقاقات الحاصلة في "تقدم" ستقود إلى انفراج الأزمة بشأن رئاسة البرلمان وستصب في مصلحة تحالف السيادة. وقال دحام في تصريحات صحافية أن "إعادة هيكلة القوائم والتحالفات داخل المكون السني سيقود الى انفراج الازمة المتعلقة بالصراع على منصب رئيس مجلس النواب".

وأضاف ان "حزب تقدم لم يتمكن من الظفر بمنصب رئيس مجلس النواب، إضافة الى انه لا يرغب بمنحه الى أحد الشركاء في المكون السني، الا ان الانفراج المنتظر للأزمة السياسية يتمثل في الانسحابات والانشقاقات الحاصلة من حزب تقدم".

وشاعت أنباء خلال الفترة الأخيرة أن هناك حالة من التمرد على قرارات رئيس "تقدم" الحلبوسي، ويقول الخصوم السياسيون أن قوة حزب تقدم وتماسكه كانت بسبب وجود الحلبوسي على رئاسة مجلس النواب، وبعد خروجه من المنصب فقد هذه القوة والتماسك والانشقاقات ما بين نوابه خاصة بعد انسحاب شعلان الكريم، وهذا الامر بالتأكيد سوف يخسره رئاسة البرلمان بشكل نهائي.

وكان أمين عام حزب الانتماء الوطني حكمت الدليمي، كشف أسباب استقالة عدد من قيادات تقدم من الحزب بينهم رئيس الكتلة في البرلمان شعلان الكريم.

وقال الدليمي في حديث لـ"بغداد اليوم" إن "تقدم وكم المنتمين له، لم ينتموا بناءً على مصلحة أو فكرة بل بناءً على قوة السلطة وتشكل عنصر المال في يد قيادة معينة، وبعدما ذهب بدأ الحزب ينهار".

وأضاف أن "الموضوع غير محدود بالانقسامات فقط وانما هناك عداوات، وما أن يقدم أي قيادي استقالته حتى تكال له الاتهامات وشعلان الكريم ليس عضوا عاديا وانما رئيس الكتلة ومرشح الحزب لرئاسة البرلمان"، مستدركا بالقول "وما أن استقال باتوا يصفونه بمجموعة من الألقاب غير اللائقة".

وأشار إلى أنه "بعد فقدان رئاسة البرلمان فإن حزب تقدم في طريقه إلى انشقاقات أكبر تضعفه وتفقد نفوذه".

وكان رئيس كتلة تقدم في مجلس النواب والمرشح لرئاسته شعلان الكريم، أعلن في أبريل/نيسان الماضي انسحابه من حزب تقدم ومن ترشيحه لرئاسة البرلمان.

وتزامناً مع الانشقاقات، كشفت إحدى النواب التي رفضت الكشف عن هويتها، عن أن الأزمة التي ضربت البيت السني على خلفية فشل انتخاب رئيس لمجلس النواب كانت بتوجيه من رئيس حزب تقدم لإفشال جلسة انتخاب رئيس للمجلس.

وقالت النائب التي تنتمي لحزب تقدم إن "الحلبوسي لا يريد صعود سالم العيساوي لرئاسة المجلس، خشية سحب زعامة البيت السني في الأنبار". مشيرة إلى أن "الفوضى داخل مجلس النواب كان مخطط لها من قبل حزب تقدم، بعد فشله في الفوز بكرسي رئاسة المجلس". مشيرة إلى أن "الدور الأكبر في هذه الفوضى هي لهيبة رئيس الحزب".