انطلاق القمة الثالثة في مكة لبحث قضايا العالم الإسلامي

القمم الثلاث تمثل فرصة مناسبة للتأكيد على أن الخليج والعالمين العربي والإسلامي كتلة واحدة في مواجهة السعي الإيراني لبسط نفوذه في المنطقة.

مكة (السعودية) - تستضيف مكة المكرمة مساء اليوم الجمعة القمة الـ14 لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث التحديات التي تواجهها الدول الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط في ظل تواصل التجاوزات الإيرانية المهددة لأمن واستقرار المنطقة.

وتنطلق قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضمّ 57 دولة بينها إيران، بعد انتهاء قمة طارئة لدول مجلس التعاون الخليجي في مكة، تلتها قمة طارئة لدول الجامعة العربيّة بناء على دعوة من الرياض التي نجحت في حشد تأييد عربي وخليجي ضد التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة.

وإيران عضو في منظمة التعاون الإسلامي لكن لم يعرف ما إذا كانت ستكون لها مشاركة في القمة، وعلى أي مستوى، في ظلّ انقطاع العلاقات بين طهران والرياض منذ 2016.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين أن توقيت انعقاد القمة الإسلامية الرابعة عشرة، يؤكد مكانة المملكة العربية السعودية القيادية سياسيا واقتصاديا.

وأضاف العثيمين أن "جسامة القضايا وكبر حجم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في هذه الأيام، تتطلب الدفع بالجهود الإسلامية لمواجهة التحديات التي تعترض الأمة الإسلامية، ومن هذا المنطلق، فإن قيادة تحرك جماعي للعمل على حل المشكلات والأزمات والتصدي للتحديات التي تواجه عالمنا الإسلامي، انطلاقًا من المملكة العربية السعودية سيكون له أثره الإيجابي".

ومنظّمة المؤتمر الإسلامي هي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة.

وقبل انعقاد القمة التي تقام للمرة الرابعة في مكة منذ تأسيس منظمة التعاون الإسلامي في العام 1969، اجتمع وزراء خارجية المنظمة الأربعاء في جدة للتحضير لها تحت شعار  "يدا بيد نحو المستقبل".

واتهم وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف خلال الاجتماع إيران بدعم الحوثيين في اليمن، معتبرا أن هذا الدعم "دليل" على تدخلها في شؤون دول أخرى.

وأوضح في كلمة ألقاها أمام الحاضرين وبينهم وفد دبلوماسي إيراني أن "دعم" طهران للحوثيين "مثال واضح" على "التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو أمر يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي".

ولم يشارك وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في الاجتماع التحضيري وناب عنه وفد من الخارجية.

وحصلت السعودية خلال القمتين الخليجية والعربية في مكة على تأييد غالبية هذه الدول لإستراتيجية المواجهة التي تتبعها مع إيران، في وقت دعت الرياض المجتمع الدولي إلى استخدام "كافة الوسائل" لردع طهران ووقف أنشطتها التخريبية في المنطقة.

وتشكل القمم الثلاث فرصة مناسبة للتأكيد على أن الخليج والعالمين العربي والإسلامي كتلة واحدة في مواجهة السعي الإيراني لبسط نفوذه في المنطقة.

وقال  العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في خطابه أمام قادة الخليج "لقد استطعنا في الماضي تجاوزَ العديد من التحدّيات التي استهدفت الأمن والاستقرار (...) وسنعمل معا بحول الله لمواجهة كافة التحديات والتهديدات بعزم وحزم".

وأشار البيان الختامي للقمة الخليجية إلى "قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لمواجهة هذه التهديدات"، مؤكداً "المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون من أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزّأً".

كما تم الاتفاق على تعزيز "الشراكة" مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالتعامل مع إيران.

ومنذ تشديد الإدارة الأميركية العقوبات على قطاع النفط الإيراني بداية أيار/مايو، تسارعت الأحداث في المنطقة، إذ تعرضت ناقلات نفط لهجمات نادرة قبالة سواحل الإمارات، وتكثّفت هجمات الميليشيات الحوثية المقربة من إيران على السعودية، بينها هجوم على خط أنابيب للنفط قرب الرياض بطائرات بلا طيار.

وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الخليج، لمواجهة "التهديدات الإيرانية".

وإلى جانب بحث الملف الإيراني ستناقش القمة تطورات القضية الفلسطينية والقدس، ودعم اللاجئين الفلسطينيين فضلا عن الأوضاع الراهنة في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال.

كما تبحث القمة أيضا قضايا الأقليات المسلمة وظاهرة الإسلاموفوبيا وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تُعنى بها المنظمة.