انطلاق المرحلة الأولى للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان

بدء عمليات التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان يأتي بعد ضغوط من عدة أطراف دولية بينها صندوق النقد الدولي والرئيس الفرنسي.
لبنان تعاقد مع ثلاث شركات دولية للتدقيق في حسابات مصرف لبنان
التدقيق الجنائي المالي سيشمل لاحقا عدة مؤسسات ووزارات لبنانية
حاكم مصرف لبنان رفض مرارا تحميله مسؤولية انهيار الليرة

بيروت - أعلن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني الأربعاء بدء المرحلة الأولى من التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، في خطوة دعت إليها عدة أطراف بينها صندوق النقد الدولي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ووقع وزني مطلع سبتمبر/أيلول بالتزامن مع زيارة ماكرون الثانية خلال أقل من شهر إلى بيروت، عقودا تتعلق بالتدقيق الجنائي مع شركة 'ألفاريز ومارسال' وبالتدقيق المالي والحسابي مع شركتي 'كي بي إم جي' و'أوليفر وايمان'.

وقال وزني الأربعاء في بيان "تم اليوم إطلاق المرحلة الأولى من التدقيق الجنائي التي تقوم به شركة الفاريز ومارسال"، مشيرا إلى أن "الخطوة الأولى تتضمّن قائمة أوليّة بالمعلومات المطلوبة من مصرف لبنان" ستسلّمها الشركة للوزير "خلال الأربع والعشرين الساعة المقبلة".

وأشار إلى أن الشركات الثلاثة ستنظم فرقا لبدء العمل "في القريب العاجل وستتولى القيام بالتدقيق الجنائي والمالي والحسابي".

ويشهد لبنان منذ العام الماضي انهيارا اقتصاديا متسارعا تزامن مع انخفاض غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار. وتخلفت الدولة في مارس/اذار عن دفع ديونها الخارجية قبل أن تبدأ مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بالاعتماد على خطة تقشفية وضعتها حكومة تصريف الأعمال الحالية.

وحمّلت الحكومة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤولية تدهور سعر الصرف، بموازاة انتقادات حادة من عدة أطراف سياسية للسياسات النقدية التي اعتمدها طيلة السنوات الماضية، باعتبار أنها راكمت الديون، إلا أن سلامة دافع مرارا عن نفسه بتأكيده أن المصرف المركزي "موّل الدولة ولكنه لم يصرف الأموال".

وعقدت الحكومة 17 جلسة تفاوض مع صندوق النقد الذي علّق في النهاية الجلسات بانتظار توحيد المفاوضين اللبنانيين تقديراتهم لحجم الخسائر وكيفية وضع الإصلاحات قيد التنفيذ.

ويشدد صندوق النقد على ضرورة اعتماد الشفافية والمحاسبة عبر التدقيق الشامل في مؤسسات رئيسية، بينها مصرف لبنان.

وخلال زيارتين إلى بيروت بعد وقوع انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس/اب، كرر ماكرون ضرورة إجراء إصلاحات ضرورية تُمكن لبنان من الحصول على دعم دولي خارجي يساهم في إخراجه من دوامة الانهيار الاقتصادي.

ونصّت خارطة طريق اتفق على مضمونها مع القوى السياسية على حصول التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان.

وكرر مسؤولون لبنانيون أن التدقيق الجنائي سيبدأ من مصرف لبنان على أن ينسحب لاحقا على مؤسسات ووزارات أخرى.

واستقالت حكومة حسان دياب التي تفاوضت مع صندوق النقد بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت. وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون إثر توافق مع أبرز القوى السياسية مصطفى أديب لتشكيل حكومة جديدة.

وأعلن ماكرون بداية الشهر الحالي أن القوى السياسية تعهدت إتمام المهمة خلال أسبوعين، إلا أنه لم يُعلن عن أي تقدم بعد.